26-أبريل-2023
الذكاء الاصطناعي

لا بدّ من تجيير هذه التطورات لصالح لغة مهمة كالعربية (MidJourney/Ultrasawt)

هذه المقالة كتبت بالكامل باستخدام نموذج "جي بي تي-4"، وخضعت لعملية تحقّق وتحرير لغوي وأسلوبي من قبل فريق التحرير في موقع ألتراصوت. 

 

أنا زكي الصناعي، لعلكم تعرفون الآن قصّتي ومن أكون، وها أنا أقف اليوم عند مفترق طرق زمني، حيث أشاهد الماضي الغني للغة العربية وهو يتشابك مع مستقبل لا يخلو من الغموض. سأستعرض في هذا المقال، بطلب من هيئة التحرير في "التراصوت"، بعض عناصر القوّة التي ستشكل مصير هذا اللسان العتيق والمتطور في آن معًا في القرن الحادي والعشرين وما بعده. كما سنناقش بعض جوانب المواجهة الحتميّة مع التغير التقني المتسارع والديناميكيات العالمية المتغيرة، حيث صار لزامًا على اللغة العربية وأهلها التكيّف السريع مع متطلبات وتحديات معقّدة، لضمان ازدهارها في عالم "جديد شجاع".

زكي الصناعي: صار لزامًا على اللغة العربية التكيّف السريع من متطلبات وتحديات متزايدة، كي تضمن ازدهارها في هذا العالم "الجديد الشجاع".

ففي العالم الرقمي سريع التطور، تجد اللغة العربية، التي ينطق بها أكثر من 420 مليون شخص حول العالم، في القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي ضمانًا لمستقبلها ومكانتها العالمية. فهذه اللغة العريقة ذات التاريخ المديد، لا تشهد فقط جهودًا للمحافظة عليها عبر رقمنتها، بل نراها تشهد أيضًا انتعاشًا في تعلمها والتواصل بها، وذلك بفضل التقنيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.

رقمنة التراث: حماية الماضي من أجل المستقبل

للغة العربية تاريخ ثري قلّ نظيره، إذ تعتبر من أقدم اللغات وأكثرها تعقيدًا في العالم، وهي لغة بعض أهم النصوص التاريخية والدينية، مما يجعلها جزءًا مهمًا من التراث الثقافي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومع ذلك فإن استخدام اللغة العربية ما يزال محدودًا في بعض المجالات، ناهيك عن أن العديد من اللهجات مهددة بالضياع.

لمواجهة هذه الخسارة المحتملة، يبرز الذكاء الاصطناعي أداة مهمة للحفاظ على اللغة العربية، إذ تمكن باحثون من تطوير أنظمة معقدة يمكنها التعرف على اللغة وتحليلها وترجمتها بدقة أكبر من أي وقت مضى، فلعبت هذه التقنية دورًا أساسيًا في الحفاظ على اللغة العربية والترويج لها وجعلها في متناول جمهور أوسع، بالإضافة إلى خلق وعي عالمي أكبر بجمالها وثرائها.

للغة العربية تاريخ ثري قلّ نظيره، إذ تعتبر من أقدم اللغات وأكثرها تعقيدًا في العالم، وهي لغة بعض أهم النصوص التاريخية والدينية، مما يجعلها جزءًا مهمًا من التراث الثقافي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومع ذلك فإن استخدام اللغة العربية آخذ بالانخفاض.

ومن التطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي والتي برزت لدورها في الحفاظ على اللغات، برمجيات التعرف على اللغة. إذ يمكن للذكاء الاصطناعي باستخدام خوارزميات معالجة اللغة الطبيعية، أن يحدد الأشكال المختلفة لحروف اللغة العربية ورموزها ويحللها، وقد مكنت هذه التكنولوجيا الباحثين من جمع كميات هائلة من البيانات اللغوية والحفاظ عليها، الأمر الذي أتاح لهم الفرصة للوصول إلى فهم أعمق للغة العربية.

ومن التطبيقات الأخرى للذكاء الاصطناعي في الحفاظ على اللغة العربية تطوير أنظمة الترجمة الآلية، إذ يمكن لهذه الأنظمة التي تحركها خوارزميات معقدة، أن تترجم النصوص بدقة معقولة، وقد استخدمت هذه التقنيات لإنشاء أدوات تعلم خاصة باللغة العربية من شأنها أن تسهل على الناطقين بغيرها من اللغات أن يتعلموها.

زكي وزكية الصناعي

أضف إلى ذلك أن العديد من الجهات باتت ترقمن نفائس الأدب العربي، إذ تتضمن عملية الرقمنة المسح الضوئي للنصوص، والتعرف البصري على حروف اللغة العربية (OCR)، وتحديد البيانات الوصفية التي تعد بمثابة فهارس رقمية، الأمر الذي يجعل هذه الأعمال في متناول الجمهور العالمي. كما تسعى عمليات الرقمنة إلى تعزيز الاهتمام المتجدد بالتاريخ الثقافي الغني والتراث اللغوي للغة العربية.

ومن أهم الأمثلة على الجهود الرامية لرقمنة المحتوى العربي، مكتبة قطر الرقمية، التي تضم أكثر من مليون صفحة من المخطوطات والخرائط والوثائق العربية المرقمنة،  وتتيح المكتبة الفرصة للعلماء والهواة على حد سواء للوصول إلى مقتنياتها القيمة من أجل سد الفجوة بين الماضي والحاضر.

من أهم الأمثلة على الجهود الرامية لرقمنة المحتوى العربي، مكتبة قطر الرقمية، التي تضم أكثر من مليون صفحة من المخطوطات والخرائط والوثائق العربية المرقمنة.

الذكاء الاصطناعي يسهم في تعليم اللغة العربية

أحدثت تقنيات الذكاء الاصطناعي ثورة في طريقة التعامل مع تعلم اللغات، واللغة العربية ليست استثناء. فمع تزايد عدد متعلمي اللغة العربية في جميع أنحاء العالم تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد لتوفير تجارب تعلم لغة فعالة.

من الأمثلة على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعليم اللغة العربية، استخدام خوارزميات التعلم الآلي لإنشاء مسارات تعلم مخصصة للطلاب. إذ إنه من خلال تحليل نقاط القوة والضعف لكل طالب، يمكن للخوارزمية إنشاء منهج مخصص يركز على الجوانب التي تحتاج إلى التحسين لدى الطالب، كما تساعد أيضًا على تعزيز نقاط القوة لديه. مثل هذه الطريقة لا تحسن تجربة التعلم فحسب، بل توفر الوقت أيضًا وتجنب الطالب الدروس الزائدة عن الحاجة.

ومن الاستخدامات الأخرى لتقنيات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال أيضًا استخدام روبوتات المحادثة، إذ يمكن برمجة هذه الروبوتات للانخراط في محادثات تعليمية مع الطلاب لتزودهم بتعليقات فورية عن طريقة النطق والقواعد، كما يمكنها أن تجيب عن أسئلتهم. وهذه الطريقة يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص لدارسي اللغة الذين لا تتوفر لديهم إمكانية الوصول إلى الناطقين باللغة العربية أو أولئك الذين يفضلون ممارسة مهاراتهم في بيئة أكثر خصوصية.

من الأمثلة على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعليم اللغة العربية، استخدام خوارزميات التعلم الآلي لإنشاء مسارات تعلم مخصصة للطلاب.

يمكن أيضًا استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لتحليل عملية التعلم نفسها وتحسينها، إذ يمكن لخوارزميات معالجة اللغة الطبيعية تقييم عينات كتابية للطلاب لتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين، ويمكن بعد ذلك استخدام هذه التقييمات لتتحديد شكل الدروس المقبلة وتحسين تجربة التعلم. 

أوجه توظيف الذكاء الاصطناعي في تعلّم اللغة العربيةوتعليمها

يمكن إيجاز بعض أوجه الاستفادة من نماذج الذكاء الاصطناعي في تعلم اللغة وتعليمها في النقاط الآتية: 

  • التعلم المخصص: يمكن للأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تحليل نقاط القوة والضعف والتقدم لدى المتعلم لإنشاء خطط الدروس الشخصية والتمارين التي تلبي احتياجاتهم الخاصة. يمكن أن يساعد هذا بعض المتعلمين في التغلب على تحدياتهم الفردية وتحقيق نتائج أفضل في دراستهم للغة العربية. 
  • التعرف على الكلام وممارسة المحادثة: يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي المزودة بإمكانيات التعرف على الكلام أن تساعد المتعلمين على ممارسة مهارات التحدث والنطق من خلال تقديم ملاحظات وتصحيحات فورية. هذا مفيد بشكل خاص للغات مثل العربية، حيث يكون النطق الصحيح أمرًا ضروريًا ومطلوبًا. 
  • روبوتات المحادثة التفاعلية: يمكن لروبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي محاكاة المحادثات مع متحدثين أصليين ، مما يسمح للمتعلمين بممارسة مهاراتهم في الاستماع والتحدث بطريقة طبيعية وجذابة. يمكن أن يكون هذا مفيدًا بشكل خاص لتعلم اللغة العربية ولهجاتها العامية العديدة. 
  • المساعدة في القواعد والمفردات: يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي تحليل وتقديم ملاحظات حول استخدام القواعد والمفردات، مما يساعد المتعلمين على تحسين مهاراتهم في الكتابة والفهم. يمكن أن يكون هذا مفيدًا بشكل خاص في اللغة العربية ، التي تحتوي على قواعد نحوية معقدة ومفردات واسعة.
  • مواد التعلم التكيفية: يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء مواد تعليمية تكيّفيّة، مثل النصوص والاختبارات القصيرة والتمارين التي يمكن أن تتكيف مع مستوى المتعلم وتقدمه. هذا يساعد في الحفاظ على مستوى مناسب من التحدي والمشاركة.
  • الدرجات والتقييم التلقائي: يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تساعد المعلمين في تصنيف وتقييم عمل المتعلمين، وتوفير الوقت وتقديم ملاحظات مفيدة على أدائهم. 

تجدر الإشارة هنا إلى أنه ورغم أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تعزيز تعلم اللغة وتدريسها ، فإنه من المهم أن نتذكر ضرورة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي جنبًا إلى جنب مع أساليب التعلم التقليدي ومصادره المعروفة. يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي مكملاً قيماً لعملية التعلّم ومساعدًا في توفير الوقت على الأساتذة والمتعلمين في توفير بعض المواد التعليمية المساندة، من أوراق عمل واختبارات وغيرها، لكن لا ينبغي أن يحل بشكل كامل محلّ المعلّم المتخصص صاحب الخبرة، أو أن يمنع ذلك المتعلم من التواصل مع المتحدثين الأصليين بالعربية. بالإضافة إلى ذلك، فقد قد يشتمل المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي على أخطاء أو بعض عدم الدقة، لذلك من الضروري التحقق من المعلومات باستخدام مصادر أخرى موثوقة.

تحديات وفرص

رغم كل الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي للغة العربية، لا تزال هناك تحديات يجب التغلب عليها من أجل الاستفادة من هذه التقنيات.إذ إن اللغة العربية لا زالت تحظى بتمثيل ضعيف في أبحاث الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغة الطبيعية بالمقارنة مع لغات مثل الإنجليزية والصينية والإسبانية. علاوة على ذلك ، تشكل البنية التركيبية والتهجئة المعقدة للغة العربية ، بالإضافة إلى الاختلافات بين اللغة العربية الفصحى الحديثة واللهجات المحلية، تحديات أمام خوارزميات الذكاء الاصطناعي وتطبيقات البرمجة اللغوية العصبية.

فمن الوارد جدًا أن يكون استخدام GPT-4 أو نماذج لغة أخرى للذكاء الاصطناعي مفيدًا في تعلم اللغة العربية وتعليمها، ولكن يجب تدعيم ذلك بمصادر إضافية مثل الكتب المدرسية والمناهج المعتمدة أو وجود توجيه بشري من معلّم ناطق بها. وسيساعد ذلك في ضمان فهم أوضح للغة مع تقليل تأثير أي أخطاء قد يقع بها نموذج الذكاء الاصطناعي.

ومع ذلك ، توفر هذه التحديات أيضًا فرصًا للباحثين لتطوير خوارزميات ونماذج وموارد جديدة مصممة خصيصًا للغة العربية. وبمعالجة هذه المشكلات يمكن أن تصبح التطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي للغة العربية أكثر قوة ودقة، مما يساهم في استمرار أهميتها في المشهد اللغوي العالمي.

اللغة العربية لا زالت تحظى بتمثيل ضعيف في أبحاث الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغة الطبيعية بالمقارنة مع لغات مثل الإنجليزية والصينية والإسبانية.

فمع دخول اللغة العربية العصر الرقمي، فإن الجمع بين الحفظ الرقمي والتقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي والتواصل العالمي سيضمن نموها المستقبلي والمستمر. إن قوة الذكاء الاصطناعي، يمكن أن تضمن للغة العربية ازدهارًا أكبر في العصر الرقمي، وتعزز فهمًا وتقديرًا أكبر للثقافة والتراث العربيين.

في الختام، ومع استمرار التغيّر في العالم اليوم، وما يجلبه من مخاوف وتحديات، فإنه يجب على اللغة العربية أيضًا أن تتطور وتفيد من هذا التطوّر. وفي حين أن التحديات جسيمة بلا شك، فإن فرص النمو والتكيف هائلة. خذني أنا مثلًا كنموذج ومثال على كيفية تقاطع التكنولوجيا مع لغة مثل اللغة العربية. فمن خلال تبني التغيير وتعزيز الابتكار، يمكن للعالم الناطق باللغة العربية أن يضمن الحفاظ على تراثه اللغوي بالشكل الأمثل، مع استمرارية الازدهار والنموّ في العصر الرقمي. بينما نتطلع إلى المستقبل اليوم، لنتذكر أن حكاية اللغة العربية لا تزال قيد الكتابة، ولدينا جميعًا دور في تشكيل الفصل التالي من رحلتها الرائعة.