19-أغسطس-2020

يعتبر جزء من السياسيين الأمريكيين من الحزبين بايدن حلًا للفوضى التي تسبب بها ترامب (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

أعلن الديمقراطيون اختيارهم رسميًا نائب الرئيس السابق جو بايدن مرشحًا لانتخابات الرئاسة الأمريكية في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر القادم، وذلك بعدما حصل على أصوات غالبية المندوبين في اليوم الثاني للمؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، والذي عقد افتراضيًا على المستوى العام للولايات المتحدة، بمشاركة مميزة لجيل جديد من الشباب منحوا الفرصة للتحدث أمام الناخبين.

أعلن الديمقراطيون اختيارهم رسميًا نائب الرئيس السابق جو بايدن مرشحًا لانتخابات الرئاسة الأمريكية في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر القادم، وذلك بعدما حصل على أصوات غالبية المندوبين 

وغرد بايدن عبر حسابه الرسمي على منصة تويتر مؤكدًا على أنه سيعمل لـ"كسب المعركة من أجل روح الأمة"، قبل أن يضيف في بيانه إلى أن موافقة الديمقراطيين على اختياره مرشحًا رسميًا للحزب "كان شرفًا لي المنافسة ضمن واحدة من أكثر مجموعات المرشحين موهبة، التي قدمها الحزب الديمقراطي على الإطلاق، وأنا فخور بأن أقول إننا سنخوض هذه الانتخابات العامة كحزب موحد".

اقرأ/ي أيضًا:  ترامب يلجأ لاتهامات "تزوير الانتخابات" كاستراتيجية لحملته الانتخابية

ووصف بايدن في بيانه ما يحصل من أحداث متقلبة في الولايات المتحدة بأنه "وقت صعب"، دون أن ينسى مهاجمة منافسه الجمهوري ترامب، بقوله إن "سياسة دونالد ترامب الغاضبة والمثيرة للانقسام ليست الحل"، ومضى مضيفًا أن "الدولة تصرخ من أجل القيادة.. القيادة التي يمكن أن توحدنا. القيادة التي يمكن أن تجمعنا"، علمًا أن هذه المرة الثالثة التي يترشح فيها للانتخابات الرئاسية، بعدما كان فشل في المرتين السابقتين بتجاوز الانتخابات التمهيدية.

وبعد إعلان الديمقراطيين ترشيحهم بايدن رسميًا لانتخابات الرئاسة، ظهر السيناتور السابق إلى جانب زوجته جيل بايدن يحيط بهما أحفادهما، حيثُ كانوا يحتفلون داخل مدرسة في ويلمينغتون معقل العائلة في ديلاوير، وألقت جيل كلمةً وصفتها وكالة أسوشيتد برس الأمريكية بأنها كانت مليئة "بالعبارات الشخصية جدًا"، حملت في مضمونها إعادة تقديم زوجها كرجل سياسي، وسيقبل بايدن ترشيحه رسميًا لخوض الانتخابات الرئاسية يوم الخميس القادم.

وكان من أكثر اللحظات المنتظرة خلال اليوم الثاني للمؤتمر الديمقراطي الذي نظم في ولاية  في ميلووكي عبر الخدمة الافتراضية بسبب جائحة فيروس كورونا الجديد، استقبال المندوبين الديمقراطيين المرشحة لمنصب نائب الرئيس كامالا هاريس، والتي من المتوقع قبولها الترشح لهذا المنصب الأربعاء، لتكون بذلك أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس في البيت الأبيض، فضلًا عن أنها كذلك أول امرأة سمراء ولدت  لأبوين مهاجرين؛ من أم هندية وأب جامايكي تشغل هذا المنصب.

وكان بايدن قد استثمر اليوم الثاني من المؤتمر الافتراضي لحصوله على تأييد الأعضاء الشيوخ في الحزبين الديمقراطي والجمهوري معًا، بعد إعلان عشرات المسؤولين من الجمهوريين تأييدهم لبايدن في انتخابات الرئاسة القادمة، عبر حديثهم عن امتلاكه القدرة على إصلاح الفوضى التي خلفتها سياسة ترامب الداخلية والخارجية في البيت الأبيض.

ووفقًا لما أظهرت مقاطع الفيديو المسجلة من المؤتمر الافتراضي للحزب، فإن من بين الشيوخ الديمقراطيين الذين ظهروا يعلنون تأييدهم لبايدن، كان الرئيس السابق جيمي كارتر (95 عامًا)، الرئيس السابق بيل كلينتون، ووزير الخارجية السابق جون كيري، وخصص الشيوخ الديمقراطيون كلمتهم لمهاجمة ترامب، ووصفت الوكالة الأمريكية هجوم الديمقراطيين على ترامب بأنه "كان شخصيًا بشكل غير عادي".

بالإضافة إلى شيوخ الديمقراطيين، انضم وزير الخارجية الجمهوري كولن باول إلى مؤتمرهم الافتراضي، والذي ركز في كلمته على مسألة القيادة في البيت الأبيض، وكذلك انضمت زوجة سيناتور أريزونا الراحل جون ماكين، سيندي ماكين إلى مؤتمر الديمقراطيين، وعلى الرغم من عدم إعلانها تأييد بايدن بشكل رسمي، غير أنها خصصت كلمتها للإشارة لعلاقة الصداقة التي كانت تربط زوجها بالسيناتور الديمقراطي السابق.

وفيما كان المسؤولون الجمهوريون يؤيدون ترشيح بايدن لهزيمة ترامب في الانتخابات الرئاسية، فإن الرئيس الجمهوري اختار أن ينظم حملة انتخابية مضادة لصرف الانتباه عن مؤتمر الديمقراطيين، من خلال ظهوره في ولاية أريزونا المحاذية للحدود مع المكسيك للتأكيد على أن فوز بايدن بانتخابات الرئاسة سيؤدي إلى "طوفان من الهجرة غير الشرعية"، في إشارة للولاية التي تعتبر إحدى أهم الولايات التي يعبرها المهاجرون إلى داخل الأراضي الأمريكية.

تشير الوكالة الأمريكية في معرض تعليقها على موقف ترامب من الهجرة غير الشرعية، بأن الخطاب المرتبط بقضية الهجرة أصبح سمة مميزة لترامب خلال فترة ولايته الحالية في البيت الأبيض، وهو ما لا تدعمه حملة بايدن الانتخابية، التي تطمح للحصول على أصوات الأمريكيين من أصول مهاجرة، مضيفة بأن سياسة ترامب المعادية للهجرة كانت سببًا بزيادة التوتر داخل الولايات المتحدة، كما جعلت حلفاء واشنطن يبتعدون عنها.

توضح أسوشيتد برس بأن حملة بايدن الانتخابية حصلت على دعم من مختلف الأطراف السياسية، وهو ما أظهره الديمقراطيون الذين تحدثوا يوم الثلاثاء عبر المؤتمر الافتراضي، فقد منح ما لا يقل عن 10 أعضاء من الشباب الديمقراطيين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 – 40 عامًا بضع دقائق للحديث، إضافة لتخصيص وقت قصير للأعضاء الشباب من الجناح اليساري الراديكالي في الحزب الديمقراطي، وهو ما يبدو أنه جاء ضمن اتفاقية غير تقليدية بين المعتدلين واليساريين ستمنح بايدن الزخم الذي يبحث عنه للفوز بانتخابات الرئاسة.

الخطاب المرتبط بقضية الهجرة أصبح سمة مميزة لترامب خلال فترة ولايته الحالية في البيت الأبيض، وهو ما لا تدعمه حملة بايدن الانتخابية، التي تطمح للحصول على أصوات الأمريكيين من أصول مهاجرة

ووفقًا لأسوشيتد برس فإن المشاهدات التلفزيونية لمؤتمر الديمقراطيين سجلت انخفاضًا ملحوظًا في اليوم الأول، عند مقارنتها مع مؤتمرهم الافتتاحي الذين اختاروا خلاله ترشيح وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون لانتخابات الرئاسة في عام 2016، حيث قدرت مشاهدات الساعة الأولى للمؤتمر الحالي بـ18.7 مليون مشاهدة، مقارنة بحوالي 26 مليون مشاهدة في المؤتمر السابق، بينما قالت حملة بايدن الانتخابية إن 10.2 مليون شخص إضافي قاموا بمشاركة البث الافتراضي عير مواقع خدمة الإنترنت.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 نعوم تشومسكي: لن ننجو من الكارثة وترامب أسوأ مجرم عرفه التاريخ

انقلاب على ترامب.. استطلاعات للرأي تظهر تحول خمس ولايات إلى تأييد بايدن