03-أبريل-2021

أسفر اعتداء نيمار على لاعب ليل إلى طرده من المباراة في الدقائق الأخيرة (Getty)

حقق ليل فوزًا باهرًا على مضيفه باريس سان جيرمان ، في اللقاء الذي جمعهما مساء السبت ضمن الجولة الحادي والثلاثين من الدوري الفرنسي، بذلك استطاع ليل حسم صراع الصدارة لصالحه وقفز الي النقطة 66، منفردًا بالمركز الأول، بينما تعطل قطار أبناء العاصمة ليستقر عند 60 نقطة ويصبح مركزه في الوصافة مهددًا. 

بعد أسبوع التوقف الدولي,، عادت عجلات الدوريات الأوربية للدوران، وعادت معها الليغا1 الفرنسية لتستكمل رحلتها التي توقفت عند الجولة 30، رحلة هذا الموسم كانت مخالفة لسابقاتها في السنوات الأخيرة، حيث اعتاد باريس سان جيرمان على مدى العقد الأخير مطارحة الجميع منذ البداية، وحسم الصراع بفارق يصل أحيانا إلى أكثر من 20 نقطة، تاركا للآخرين المنافسة على المراكز الأوربية.

 لكن هذا الموسم وقبل 9 جولات من النهاية لا زال صراع اللقب محتدمًا، في عام يبدو فيه أن الوصول إلى 80 نقطة سيكون كافيًا لحصد اللقب، حيث اتسعت دائرة المنافسة معية الفريق الباريسي، لتشمل كلً من موناكو وليون و ليل، لاسيما هذا الأخير الذي حط الرحال في العاصمة الفرنسية باريس، ليحل ضيفا على فريقها، حيث استقبل ملعب حديقة الأمراء المواجهة بعنوان فض نزاع الصدارة، وذلك ضمن فعاليات الجولة 31 من دوري الدرجة الأولى الفرنسي.

 

فأبناء الشمال الذين يقضون موسم استثنائي، لم يتخلفوا عن منصب صدارة الدوري منذ انطلاقته، ويصبون لإعادة أمجادهم والفوز باللقب الذي غاب عن خزينتهم منذ عشرة سنوات ، إبان تتويجهم سنة 2011، وبالرغم من خسارتهم في الجولة الأخيرة على ملعبهم أمام نيم، وانسحابهم من سباق الكأس على أيدي أبناء العاصمة، إلا أنهم لايزالون متشبثين بكرسي الصدارة، ويدخلون المباراة وأعينهم على انتصار ينصبهم أسيادًا للترتيب،  ويفض شاركتهم مع باريس مستعينين في ذلك بصلابة دفاعهم، والذي يعد أقوى دفاعات المسابقة،  وذلك باستقبالهم لـ19 هدفًا فقط، ولم يعرفوا طعم الهزيمة إلا في 3 مباريات، كذلك تميّز ليل بنجاعة هجومه، فهو يملك رصيدًا من الأهداف وصل إلى 50 هدفًا.

اقرأ/ي أيضًا: من أجل تحقيق أحلامهما المشتركة.. بوكيتينيو مدرّبًا لباريس سان جيرمان

 أما باريس فبعد بداية متعثرة على المستوى المحلي، عانى خلالها الفريق تقهقرًا غير معهود على صعيد النتائج، عاد مؤخرًا لنغمة الانتصارات حيث لم يذق للخسارة طعم منذ هزيمته أمام موناكو في الجولة 25، مكاسب جعلته يقفز لأعلى سلم الترتيب، ويطمح السبت لفوز يعيد الأمور إلى مساقها الطبيعي، معولًا في ذلك على أسبقيته التاريخية على ضيفه، إذ سبق لأبناء العاصمة الفوز في 30 لقاء من أصل 75 مباراة في الدوري، ولم ينهزم إلا في 24 .

دخل ماوريسيو بوكيتينو المباراة بالرسم التكتيكي 4-2-3-1، وبالأسماء ذاتها في الدفاع ، مثل كلًا من بارديس  وادريس غاي ثنائي الوسط الدفاعي، أمامهما دي ماريا  كصانع ألعاب،  وفي المقدمة قاد نيمار الهجوم، إلى جانب مبابي وكين، بينما لعب كريستوف غالتيير بالرسم التكتيكي 4-4-2، حيث كان  في الارتكاز سانشيز، وقاد الهجوم كلًا من دايفيد و كاوني، وظل بوراك يلماز المتألق مع المنتخب التركي مؤخرًا على دكة الاحتياط.

بدأت المباراة كما كان متوقعًا بضغط من الباريسيين،  فلم تمر سوى 4 دقائق حتى كاد نيمار أن يفتتح باب التسجيل بمقصّية نصف طائرة، إثر عرضية محكمة تلقاها من دي ماريا، فرصة عززت من سيطرة أبناء العاصمة، وزادت من تراجع الضيوف، مما أثمر مخالفة على حدود منطقة الجزاء بعد تدخل إيكاوني على كليان مبابي، لكن يمينية البرازيلي نيمار انبرى لها مينون بامتياز.

 هيجان كتيبة بوكيتينو لم يهدأ، فبعد بضع دقائق من كرة نيمار خطف دي ماريا الكرة وساقها لبضعة أمتار قبل أن يمنحها لمبابي، والذي كان قاب قوسين أو أدنى من مغالطة مينون لولا أن القائم ناب مكان الحارس، تقوقع أبناء غالتيير الدفاعي لم يكن عبثً، بل كان مخططًا له مع سابق إعداد، حيث أغلقوا عمق الملعب بإحكام وانتظروا الفرصة المناسبة للانقضاض، وفي الدقيقة 20 تمكن سانشيز من اقتناص الكرة على الطرف الأيسر، وشن هجمة مرتدة مستغلًا الصعود الكامل لزملاء نيمار ، مرر الكرة للجناح الأيمن إيكاوني الذي هيأها بدوره عبر عرضية متقنة، استقبلها دايفيد بتسديدة يمينية اصطدمت بساق ماركينيوس وولجت شباك نافاس، معلنًا تقدم فريقه بالهدف الأول.

 هدفٌ أشعل حماس المحليين وعزز من إصرار الضيوف وثقتهم بإمكانياتهم،  وأضحت بعده المباراة سجالًا، هجمة من هنا وأخرى هناك، على غرار انفراد كين لكن كرته علت العارضة بقليل، لحقتها رأسية من دي ماريا حينما ارتقى لكرة مرفوعة من كرير، لكن الحارس حرف مسارها لتسفر عن ركلة زاوية، شن على إثرها أبناء الشمال هجمة مرتدة كادت تعزز من تفوقهم لكن نافاس وقف لهم صدًا منيعًا، وحرمهم من ذلك لينتهي بذلك الشوط الأول بتقدّم الضيوف.

في الشطر الثاني بدت تعليمات غالتيير جلية، حثّ لاعبيه على التمركز  فوق الميدان عبر تطويق مناطقهم وترك الكرة للخصم، مكن ذلك أبناء باريس من السيطرة على زمام الأمور ما أنتج فرصًا متتالية، أدت واحدة منها لانفراد مبابي بالحارس، لكنه تباطأ في اتخاذ قراره متيحًا الفرصة للمدافع للتدخل وإنقاذ الموقف، تبعتها تصويبة جانبية لدي ماريا تصدى لها الحارس ببراعة، أعقبها توغل من دراكسلر على الجهة اليسرى موزعًا الكرة صوب رأس نيمار، لكن رأسية هذا الأخير جانبت المرمى بقليل.

 

تواصل بعد ذلك تهاطل الفرص على مرمى ليل لكن دفاعهم استبسل في القتال من أجل الفوز والمحافظة على عذرية شباكهم، ما ساهم في توتير الأجواء وخروج لاعبي باريس عن كنف الروح الرياضية، ليتلقى النجم البرازيلي نيمار ورقة حمراء بعد تدخل عنيف على مدافع ليل تياجو دجالو، وتنتهي على إثر ذلك المباراة بفوز جعل ذئاب الشمال تنفرد بصدارة الدوري برصيد 66 نقطة، وأرغم أبناء العاصمة على التراجع للوصافة مؤقتًا بانتظار مباراة ليون.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

رصاصة كورونا الموجعة.. إنهاء الدوري الفرنسي والبطل باريس سان جيرمان

باريس سان جيرمان ينهي أوهام "الريمونتادا" وليفربول إلى ربع نهائي دوري الأبطال