23-سبتمبر-2019

كريم بنزيمة صانع فرحة ريال مدريد (Getty)

حقق ريال مدريد انتصارًا غاليًا على إشبيلية في قمّة مباريات المرحلة الخامسة من الدوري الإسباني، ليشارك النادي الملكي الصدارة مع فريق أتلتيكو بلباو برصيد 11 نقطة، فيما تعرّض النادي الأندلسي لخسارته الأولى هذا الموسم، وفقد على إثرها صدارة الليغا.

بعد هزيمته الكبيرة أمام باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، تعالت الكثير من الأصوات المنادية بإقالة المدير الفني لريال مدريد زين الدين زيدان، وتحدّثت الصحافة عن احتمال عودة البرتغالي جوزيه مورينيو لقيادة دفّة الميرنغي وخلافة المدرّب الفرنسي، ووصل الأمر إلى خروج عشرات من مشجّعي الريال في مظاهرة للمناداة بجلب مورينيو مدرّبًا للنادي. لم يأبه زيدان لهذه الألاعيب الصحفية، وأوضح مورينيو نفسه عدم وجود أي محادثات بينه وبين الإدارة، بل على العكس، أثنى على زيدان وأكّد أنه من الخطأ تغيير المدرّب كونه يؤدي نتائج جيّدة والموسم ما زال في أوّله.

استطاع ريال مدريد أن يخرج منتصرًا من ملعب إشبيلية لأوّل مرّة منذ عام 2015، وفشل برشلونة في الفوز بأي مباراة خارج ميدانه هذا الموسم

عبّرت الحالة الماضية عن الارتباك في معسكر ريال مدريد، ومع التسليم باستمرار ثقة الإدارة بزيدان - وهو أمر بالغ الأهمّية- تبقى إثارة الجماهير لمطالب مماثلة تثير الريبة في البيت الملكي، فخسارة باريس القاسية ومستوى الريال المتذبذب بالمباريات السابقة ساهما بطرح الكثير من التساؤلات عند المشجّعين، فلماذا تخلّت الإدارة عن الحارس نافاس كرمى لعيون كورتوا الذي أصبح "مهزلة" أمام مهاجمي الخصوم، وما مدى نجاعة التعاقدات التي أنجزتها الإدارة هذا الموسم، والسؤال الأهم يرتبط بمدى قدرة الريال على العودة إلى المنافسة محلّيًا وقاريًا، وفيما يخصّ القسم الأوّل نبت سؤال أزلي يصدر في كلّ موسم كروي؛ هل سيكون الريال ندًا حقيقيًا لبرشلونة هذا الموسم؟

اقرأ/ي أيضًا: غريزمان ينثر سحره في الكامب نو.. برشلونة يصالح جماهيره بسحق ريال بيتس

يبدو أن قطبي الكرة الإسبانية يعيشان أسوأ أيامهما هذا الموسم، فمع مرور 4 جولات فقط، فرّط الريال بأربع نقاط، وبرشلونة بخمس، كما قدّم الفريقان أسوأ مستوياتهما في دوري الأبطال من الجولة الأولى، لذلك ودّ الفريقان أن يُصالحا جماهيرهما من بوّابة الليغا، لكنّ برشلونة خذل جماهيره في غرناطة، وهُزم بثنائيّة نظيفة، وفشل في تحقيق الفوز الأوّل خارج ميدانه هذا الموسم بكلّ المسابقات، وهنا شعر ريال مدريد برعشة البهجة تهزّ قلبه، سيّما وأن هزيمة البارسا، تزامنت مع تعثّر أتلتيكو مدريد بالتعادل مع سيلتا فيغو، والانتصار في الجولة الخامسة سيمنح كتيبة زيدان الصدارة بالشراكة مع أتلتيكو بلباو، لكنّ ولسوء الحظ سيكون ذلك أمام فريق صعب للغاية اسمه إشبيلية، ليس لأنه متصدّر الليغا في الجولة الماضية فحسب، بل السبب الحقيقي يكمن في صعوبة اللعب بملعب سانشيز بيزخوان، فالميرنغي لم ينجح في الخروج منتصرًا من هذا الملعب في آخر 5 مباريات في كلّ المسابقات، والهزيمة في الأرض الأندلسية عن طريق إشبيلية تبقى احتمالًا واردًا بشدّة، بعد أقل من 24 ساعة على خسارة برشلونة الصادمة أمام غرناطة.

لذلك دخل ريال مدريد المباراة بروح معنوية عالية، فإن حقق الفوز سيكون المستفيد الوحيد من الكبار في الليغا، الأمر ذاته هو ما حفّز إشبيلية، لأنه سيحافظ على الصدارة ويغرّد فيها منفردًا في جولة يتعثّر فيها الثلاثة الكبار، ومع هذه الحوافز دخل إشبيلية المباراة بدعم جماهيري حماسي رائع، وحاول أن يفتتح التسجيل مبكّرًا، ولكن سرعان ما استعاد الفريق الذي يدرّبه لوبتيغي مدرّب الريال الأسبق توازنه، وقلّل من حماس لاعبيه، خشية استغلال ذلك من قبل لاعبي الريال، والذين سيطروا تدريجيًا على مجريات اللقاء، وحاول لاعبهم الجديد هازارد أن يهزّ شباك أصحاب الأرض، لكنّ الحارس فاتشيك حال دون تحقيق ذلك، الأخير أحبط محاولة أخطر من سابقتها عندما أنقذ مرماه من تصويبة كارفاخال، والتي كانت أخطر بكثير من ركلة حرّة مباشرة نفّذها بيل في ختام الشوط الأوّل وأمسكها فاتشيك بسهولة.

اقرأ/ي أيضًا: بداية مخيّبة لحامل اللقب.. "عجوزٌ" يطيح ببرشلونة في افتتاح الليغا

لم يجازف إشبيلية في التقدّم للأمام مع بداية الشوط الثاني، كذلك لم يغامر الريال، وبدت المباراة بين زيدان ولوبتيغي كأنّها بداية لعبة شطرنج، حركات بسيطة من البيادق مع التحفّظ على الأحجار الكبيرة المحاصرة أصلًا، وترك الفريقان مصير المباراة للأقدار، فانتظروا هفوة من الخصم أو مجهودًا فرديًا استثنائيًّا من أحد النجوم، ولن يأتِ أي هدف إلا بما سبق وفقًا للتحفّظ المطبق بين الجانبين، وبالفعل استغلّ كريم بنزيمة سوء تمركز دفاعي، واستثمر كرة عرضيّة متقنة مرفوعة من كارفاخال، وأودعها في الشباك بالدقيقة 64.

خرج إشبيلية من تحفّظه، وبدأ بالضغط على مرمى النادي الملكي علّه يعدّل النتيجة، لكنّ المحاولات لم تكن بتلك النجاعة الكافية لتحقيق الهدف، فلم يواجه الحارس البلجيكي كورتوا أي تهديد على مرماه، وجاورت أكثر التصويبات المرمى أو علت العارضة، وكان أخطر تلك المحاولات رأسية دي يونج التي جاورت المرمى، وكرة تشيتشاريتو التي دخلت المرمى، قبل أن يلغي الحكم الهدف بداعي التسلّل، ومع ختام المباراة كاد غاريث بيل أن يضيف الهدف الثاني عندما راوغ المدافع بطريقة جميلة وانفرد بحارس المرمى، لكنّه تفنّن أكثر بإضاعة الفرصة، وعلى الرغم من ذلك نجح ريال مدريد في تحقيق الانتصار الأوّل له في ميدان إشبيلية منذ عام 2015، كما اشترك مع أتلتيكو بلباو في الصدارة برصيد 11 نقطة، فيما تكبّد إشبيلية الخسارة الأولى هذا الموسم وتجمّد رصيده عند 10 نقاط في المركز الثالث بالاشتراك مع غرناطة وريال سوسيداد وأتلتيكو مدريد.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

باريس يصعق ريال مدريد في دوري الأبطال.. واليوفي يفرّط بفوز كان بالمتناول

الميركاتو الصيفي في إسبانيا.. صفقات نارية لاستعادة الألق