انطلقت صباح السبت، 11 كانون الثاني/يناير 2025، أعمال الدورة السادسة من المدرسة الشتوية الدولية، التي ينظمها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، على أن تستمر لمدة ستة أيام، متناولةً محورًا بحثيًا رئيسيًا هو "الإعلام في زمن الحرب".
وتستمد هذه الدورة موضوعها، بحسب بيان المركز العربي، من حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من عام، والتي كشفت: "انحياز الإعلام الغربي الرسمي إلى الجناة، مع إبراز تحيّزات أيديولوجية وثقافية عميقة نزعت الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين واستخفّت بمآسيهم".
وأضاف بيان المركز: "على الرغم من الجهود التي بذلها الضحايا الفلسطينيون والمتعاطفون معهم من أجل تقديم رواية مضادّة أساسًا عبر الحملات الرقمية والمنشورات التوعوية على منصات التواصل الاجتماعي، فإن أكبر شركات التواصل الاجتماعي سرعان ما استهدفت هذه الجهود وقيّدتها عبر الرقابة الخوارزمية. ويتعرض المحتوى الداعم للفلسطينيين، حتى هذا اليوم، للحذف في غالبية منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ويجري معه تقييد حسابات المستخدمين الناقدين للسياسات الإسرائيلية ومنع وصولها".
دفع تواطؤ التغطية الإعلامية الغربية في الإبادة الجماعية في غزة برنامج الدورة السادسة من المدرسة الشتوية إلى التركيز على دراسة علاقات التأثّر والتأثير بين الإعلام والحرب
وأوضح البيان أن تواطؤ التغطية الإعلامية الغربية في الإبادة الجماعية في غزة دفع: "برنامج الدورة السادسة من المدرسة الشتوية إلى التركيز على دراسة علاقات التأثّر والتأثير بين الإعلام والحرب، وإسهام التحيّزات الأيديولوجية والثقافية في تغطية الحروب والنزاعات، بما يقود إلى اعتبار الصحافيين ومؤسساتهم الإعلامية شركاء في المجهود الحربي، أو اعتبارهم أهدافًا خاضعة للسيطرة والرقابة وحتى التصفية والقتل".
وتابع: "من أجل ذلك، يلتقي هذا العام مشاركون من مختلف أنحاء العالم ليقدّموا مشاريعهم البحثية التي تدرس التشابك بين الإعلام والأزمات والحروب، معتمدةً على بياناتٍ مستقاة من مختلف مناطق الحروب والنزاعات التي لا تقتصر على العالم العربي بل تشمل أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى وجنوب آسيا والبلقان والقوقاز وأميركا اللاتينية والصين".
وتركّز على دراسة العلاقة بين الإعلام والحرب، مع تسليط الضوء على التحيّزات الأيديولوجية والثقافية في تغطية النزاعات، حيث تتمحور بحوث المشاركين، وهم محاضرون وباحثون من مختلف أنحاء العالم، حول تشابك الإعلام والصراعات المسلحة، وذلك استنادًا إلى بيانات من مناطق نزاعات متنوعة تشمل كل من العالم العربي، وأوروبا الشرقية، وآسيا الوسطى، والبلقان وأقاليم أخرى.
يتضمن برنامج هذه الدورة خمس محاضرات عامة مفتوحة للجمهور، وطاولة مستديرة، وورشة عمل، يقدّمها نخبة من الأكاديميين المتخصصين في دراسات الإعلام، منهم: ديس فرديمان (جامعة غولدسميث، لندن)، ودينا مطر (كلية كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن)، وزاهرة حرب (جامعة سيتي في لندن)، ووليد السقّاف (معهد الدوحة للدراسات العليا)، وتيزيانو بونيني (جامعة سيينا).
ويقدّم 20 مشاركة ومشاركًا من طلبة الدكتوراه والباحثين الشباب مشاريعهم البحثية في جلسات متخصصة ومغلقة. وتتناول هذه الدراسات حالات من مناطق مختلفة، مثل فلسطين وأوكرانيا وروسيا وسوريا والعراق وإيران وباكستان وأفغانستان والصين وآسيا الوسطى والبلقان والمكسيك. وتتوزع المواضيع التي تتناولها الدراسات مشاركة الصحفيين في الحرب، والتحيزات الثقافية والأيديولوجية في التغطية الإعلامية، إضافةً إلى الرقابة الخوارزمية في وسائل التواصل الاجتماعي.
افتُتحت أعمال اليوم الأول بمحاضرة عامة قدّمها ديس فريدمان بعنوان "الصحافة والإمبريالية والحرب: صحافة ملحقة أم معادية؟". ويقدّم في الجلسة الأولى بيرد هاولاند مشاركته البحثية تحت عنوان "إبادة جماعية آم "حرب مع حماس": توثيق السردية الإعلامية الغربية عن فلسطين"، بينما تقدّم ليليا مانتسيفيتش مشاركتها بعنوان "تمثَّل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي في وسائل الإعلام الفرنسية: الأنماط والتأثير في الرأي العام".
أما الجلسة الثانية، فتشهد تقديم أرشيل سيخاروليدزي مشاركتها بعنوان "التغطية الإعلامية الكازاخستانية للحرب الأوكرانية - الروسية"، بينما تتمحور مشاركة كاترينا بيستريتسكا حول "تسويق الحرب: استخدام الألوية والكتائب الأوكرانية لوسائل التواصل الاجتماعي في حملات التجنيد".
وعلى مدار 5 أيام، يقدّم أكثر من 20 باحثة وباحثًا مشاركاتهم في مواضيع مختلفة، تشمل التغطية الإعلامية والموضوعية في زمن المآسي، والتباين والتوافق في التغطية الإعلامية، والحرب على العمل الصحفي الإخباري، والأيديولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، والرقابة خلال الحرب، والعنف ضد الصحفيين، ومستقبل الصحافة في ذكر الذكاء الاصطناعي، وغير ذلك.