18-يونيو-2019

خلال عروض الهواء الطلق (فيسبوك)

شهدت قاعة مسرح محمد السادس في مدينة وجدة شرقي المغرب، السبت 15 حزيران/يوليو الجاري، فعَّاليات الحفل الختامي لـ"المهرجان المغاربي للفيلم" في دورته الثامنة.

حصد فيلم "حورية" للمخرج المغربي أسامة عزي ثلاثة جوائز في الدورة الثامنة من المهرجان المغاربي للفيلم

تأتي دورة هذه السنة بحضور جماهيري منقطع النظير، عبر استضافة أبرز الشخصيات السينمائية المغاربية والعربية، وبحضور شبابي زاخم كان ملح الدورة على غرار سابقاتها.

اقرأ/ي أيضًا: حوار| بلال مرميد: هذا ما نحتاجه لتصير لدى المغرب سينما عالمية!

في مسابقتين أساسيتين، واحدة للفيلم الطويل والأخرى للقصير، تبارى 18 فيلمًا من الفضاء المغاربي الكبير على ست جوائز لكل مسابقة، إضافة إلى جائزة "دونكيشوت" التي تمنحها اللجنة المغربية للنوادي السينمائية.

بالإضافة إلى المخرج الجزائري رشيد بوشارب، والممثل المصري شريف منير، والممثلة التونسية فاطمة بن سعيدان، كرّمت هذه الدورة وجوهًا عديدة ممن تركوا بصمتهم في عالم الفن السابع. 

"حورية" يحصد أغلب جوائز الدورة

رجوعًا إلى المسابقة الرسمية في فئة الفيلم القصير، خلق فيلم "حورية" لمخرجه المغربي أسامة عزي مفاجأة الدورة، حاصدًا ثلاثة جوائز من تلك المخصصة لهذه الفئة من الأفلام. الشريط القصير الذي لعبت بطولته فاطمة بن سعيدان، ممثلًا بامتياز روح المشترك المغاربي فكرًا وطاقمًا للعمل، حيث حاز على الجائزة الكبرى للمهرجان، إضافة إلى جائزة "دونكيشوت" للجنة النوادي السينمائية، وأحرزت بطلته على جائزة أحسن دور نسائي.

المخرج أسامة عزي وجوائزه

عن هذا الفوز صرَّح أسامة عزي عند تسلمه الجوائز: "بدأت صغيرًا من هنا من المغرب، والمغرب بلدي الأم، لكن تونس هي التي كوّنتني وأنا مدين لها بكل شيء". كما أشاد المخرج الشاب بفريق عمله الشاب الذي أنجز العمل بإمكانيات بسيطة وكثيرًا من الإيمان بالنجاح المنشود، وشكر الممثلة التونسية المرموقة على ثقتها التي منحتها الفيلم وفريقه.

في الفئة نفسها، ظفر فيلم "قلق" لمخرجه المغربي علي بنجلون بجائزة أحسن إخراج وأحسن دور رجالي لبطله الممثل المغربي هاشم البسطاوي، فيما عادت جائزة أحسن سيناريو لفيلم "نقطة صفر" لنسيم بومايزة من الجزائر، واستطاع فيلم "إخوان" للمخرجة التونسية مريم جبور من انتزاع جائزة لجنة التحكيم.

في فئة الأفلام الطويلة، توج الفيلم السينمائي التونسي الطويل "فتوى" للمخرج محمود بن محمود بالجائزة الكبرى، وجائزة لجنة التحكيم عادت لشريط "ولولة الروح" لعبد الإله الجوهري من المغرب، كما فاز الممثل المغربي يوسف عربي بجائزة أحسن دور رجالي عن ذات الشريط. وحازت على جائزة أحسن دور نسائي في نفس المسابقة، الممثلة الجزائرية مليكة بلباي عن دورها في الفيلم الجزائري "عرفان " لمخرجه سليم حمدي. 

دورة ثامنة بحصيلة أكبر

"المهرجان يواصل سيره في مسار تصاعدي، وكل دورة منه تكون أحسن من سابقاتها"، هكذا صرح لـ"ألترا صوت" خالد سلي، مدير المهرجان المغاربي للفيلم. مضيفًا أن هذا الحدث الذي أصبح يشكل عيدًا سنويا لمدينة وجدة، لم يعد مشروع منظميه فحسب، بل مشروع الإقليم، والبلد، والمنطقة المغاربية ككل. مشددًا على أن "الوحدة المغربية لا يمكن لأحد أن يشكك فيها، تتحقق على المستوى الثقافي من خلال هذه الحدث السنوي وقرينه الصالون المغاربي للكتاب. ونتمنى أن تتحقق فعليًا على المستوى السياسي، إذا ما حذا السياسيون حذونا في هذا النهج"، مشيرًا إلى أن "المهرجان الذي كان انطلق من وجدة، أصبح الآن يحضَّر له في عواصم الأقطار المغاربية ككل بمشاركة خبرات من هذه البلدان الشقيقة آمنوا بمشروعه وشاركوا فيه".

كما أعرب المتحدث عن نجاح هذه الدورة الكبير، قائلًا: "وصلنا لأن نستضيف المخرج الجزائري رشيد بوشارب، والذي أعتبره أعظم وجه سينمائي مغاربي على الإطلاق".

الوفد الجزائري المشارك في المهرجان (فيسبوك)

فيما بلغ ضيوف المهرجان الـ 150 من خيرة الفنانين السينمائيين بأقطار الفضاء المغاربي الخمسة، وهذا مع حصر طلبات الاستضافة لأسباب لوجيستية متمثلة في عدم اتساع البنية الفندقية في المدينة لكم أكبر من الضيوف، يوضّح مدير المهرجان.

شهدت الدورة الثامنة من المهرجان المغاربي للفيلم إقبالًا جماهيريًا منقطع النظير

بلغة الأرقام، يؤكد سلي أن الدورة عرفت إقبالًا جماهيريًا كبيرًا، حيث شهدت كل من أمسيتي الافتتاح والاختتام امتلاءً كاملًا لقاعة مسرح محمد السادس، والتي تعادل قدرتها الاستيعابية 1200 متفرج. "بل وكنَّا نضطر إلى تعزيز القاعة بمقاعد إضافية" يضيف المتحدث، مشيرًا إلى أن نسبة الحضور للعروض اليومية تراوحت بين 1500 و1800 متفرج دون احتساب العروض التي تمت في الهواء الطلق، جل العروض كانت تبدأ بحضور ضعيف وتنتهي دائمًا بقاعات مكتظة.

اقرأ/ي أيضًا: الفيلم المغربي "المليار".. خلق المال للمعجزات

تجدر بالإشارة أن إدارة المهرجان برمجت ثلاث ندوات فكرية حول مواضيع مختلفة بمشاركة سينمائيين وباحثين وأساتذة جامعيين ونقاد سينمائيين وغيرهم، لإغناء النقاش وتبادل الخبرات بين مختلف الزائرين الحاضرين في فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان المغاربي. إضافة إلى دورات تكوينية في مجال الصناعة السينمائية، استفاد منها عدد شباب المنطقة والمهتمين بهذا الفن.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الجنس والدين في السينما المغربية.. تابوهات غير مسكوت عنها

"أدور".. سينما المغرب بالأمازيغية