09-ديسمبر-2020

من أجواء المعرض

وسط العديد من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، انطلقت صباح اليوم، الأربعاء 9 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، فعاليات النسخة الأولى من "معرض العراق للدولي للكتاب" بعد تأجيلها أكثر من مرة خلال العام الماضي، بسبب الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت المدن العراقية من جهة، وتداعيات انتشار فيروس "كوفيد – 19" من جهةٍ أخرى.

أقيمت النسخة الأولى من المعرض الذي تنظمه "مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون" في مدينة المعارض الواقعة في حي المنصور، الواقع في منطقة الكرخ، في العاصمة بغداد، وقد وصل عدد الدور المشاركة إلى أكثر من 300 دار نشر، تمثل 21 دولة عربية وأجنبية، وذلك في ظل ظروف صعبة وحرجة تعيشها صنعة النشر في العالم العربي، حيث تعرض الناشرون العرب خلال هذا العام إلى خسائر مالية فادحة، بسبب تداعيات الجائحة التي عطلت النشاطات الثقافية حول العالم، وتسببت بإلغاء وإرجاء غالبية معارض الكتب العربية، بسبب صعوبة التنظيم في ظل إجراءات التباعد الاجتماعي والإغلاق العام المتبعة حول العالم.

تحتفي الدورة الأولى من "معرض العراق الدولي للكتاب" بمنجر الشاعر العراقي مظفر النواب

اقرأ/ي أيضًا: "ملصقات السينما العربية" في مكتبة قطر الوطنية.. ذكريات وفنون

ويعول الناشرون العرب المشاركون في المعرض على تعويض جزء من خسائرهم خلال فترة إقامته الممتدة حتّى الـ 19 من الشهر الجاري، خصوصًا بعد بعد تأجيل معارض القاهرة والدوحة وبيروت التي كان من المفترض أن تقام خلال هذه الفترة من نهاية العام، بالإضافة إلى إرجاء معارض سابقة، لعل أبرزها معرض الرياض، وبغداد، وتونس، وعمان، وأربيل، الأمر الذي جعل "معرض العراق" أقرب إلى محاولة الغاية منها المساهمة في إنقاذ صنعة النشر من الانهيار.

انطلقت التظاهرة تحت شعار "هلا بالكتاب"، وحملت في دورتها الأولى اسم الشاعر العراقي مظفر النواب (1934)، حيث أعلنت الجهة المنظمة أن المعرض: "سيحتفي بمنجز مظفر النواب الشعري من خلال إقامة فعاليات ثقافية وفنية لهذا الغرض، كما سيوزع المعرض مجانًا طبعة خاصة من ديوان النواب "الريل وحمد".

وإلى جانب النواب، سيحتفي المعرض بذكرى مرور 50 عامًا على صدور المجموعة القصصية "المملكة السوداء" للكاتب والقاص العراقي محمد خضير، على أن تُخصص فعالية للاحتفال بمئوية الفنان العراقي الراحل جواد سليم، وذلك بموازاة حفلات غنائية يحيها عدد من الفنانين العراقيين، مثل ياس خضر وحسين نعمة وحميد منصور.  

وأشار بيان المنظمين إلى الطابع غير الربحي لمعرض العراق الدولي للكتاب، وأكد في الوقت نفسه أن الهدف من إقامته هو: "تزويد الجامعات الحكومية والمكتبات العامة بالكتب والإصدارات العراقية والعربية والأجنبية، كما ستخصص جزءًا من تلك الموارد لدعم الفعاليات والأنشطة الثقافية للمثقفين ومنظماتهم، وستنشر كتابًا يوميًا في إطار مشروع "كتاب مع جريدة" مجانًا مع ملحق المدى في المعرض".

وتطمح "مؤسسة المدى" إلى أن يكون المعرض الذي تنظمه فرصة لإعادة الاعتبار للثقافة بصفتها حركة توعية واستنهاض، دون اغفال وظيفته الأساسية، بل والانطلاق منها نحو تحويل المعارض إلى مناسبة توفر للمرجعيات الثقافية فرصة لاستعادة دورها وتأثيرها، إن كان من خلال النشر أو وسائل ثقافية أخرى، بحيث يتشكل فضاء ثقافي جديد الهدف منه تشجيع الناشرين والمؤسسات الثقافية على توسيع حركة النشر والترجمة.

يسعى معرض العراق الدولي للكتاب إلى أن يكون فرصة لإعادة الاعتبار للثقافة بصفتها حركة توعية واستنهاض

اقرأ/ي أيضًا: "مهرجان بيروت للرقص المعاصر - بايبود".. عمارة جسد محطم

وتسعى المؤسسة عبر هذه التظاهرة إلى: "تحقيق أكثر أشكال التعاون بين الناشرين والمعنيين بالثقافة والكتاب لإيجاد الموارد وتحديد المتطلبات بإيجاد أكبر عدد من المنافذ في كل بلد عربي، وتحويلها الى منطلق مكفول لمؤسسة تتولى توزيع الكتاب ووسائل الثقافة الأخرى، بما في ذلك من إسهام في توسيع قاعدة توزيع الكتاب ودعم دوره في التطور المعرفي والارتقاء الاجتماعي".

واختتم بيان المنظمين بالتأكيد على: "تأمين الفرصة للتفاعل والتواصل بين مبدعي النتاج الثقافي والفكري والعلمي والإبداعي ومستهلكي إبداعاتهم من القراء بمختلف نزعاتهم وأجيالهم"، وذلك من خلال: "إطلاق مختلف المبادرات ومنها الفرق والنوادي وبيوت الثقافة لتكريس تقاليد القراءة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

الدورة الـ30 لمعرض الدوحة الدولي للكتاب.. مرحبًا بالجميع

"معرض بغداد الدولي للكتاب": فاتحة لحياة عراقية جديدة