1. سياسة
  2. سياق متصل

الدوحة تستضيف محادثات سلام بين باكستان وأفغانستان.. هل تنزع فتيل الأزمة؟

18 أكتوبر 2025
أفغانستان وباكستان
تفاقم التوترات على الحدود الباكستانية الأفغانية (AFP)
الترا صوت الترا صوت

اتجه وفدٌ من أفغانستان وآخر من باكستان نحو العاصمة القطرية الدوحة، اليوم السبت، لعقد محادثات تهدف إلى نزع فتيل الأزمة بين الجارين.
وقبل وصول الوفدين الباكستاني والأفغاني إلى الدوحة، أفادت مصادر في كابل بتجدّد الاشتباكات فجر اليوم، ما أسفر عن مقتل 17 شخصًا وإصابة 14 آخرين في قصف باكستاني استهدف ولاية بكتيكا شرقي أفغانستان، في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الطرفان في وقت سابق من الأسبوع الماضي.

واندلعت الاشتباكات بين باكستان وأفغانستان على طول خط ديندوب الحدودي، على خلفية غارات جوية نفذتها إسلام آباد في عمق الأراضي الأفغانية، قالت إنها تستهدف مجموعات "إرهابية" تهدد أمنها القومي وتعمل من داخل الأراضي الأفغانية بدعم مالي وتسليحي من الهند. وردّت كابل على تلك الغارات بشنّ هجمات على المنطقة الحدودية استهدفت مواقع تابعة للجيش الباكستاني، ما أوقع عشرات القتلى من الجانبين.

وتؤكد الحكومة الأفغانية أنها لن تتساهل مع أي اعتداء على سيادتها، داعيةً إسلام آباد إلى حلّ مشاكلها مع الجماعات المسلحة داخل الأراضي الباكستانية، وبعيدًا عن الحدود الأفغانية.
لكنّ باكستان، حتى اللحظة، لا تبدو مقتنعة بهذا الطرح. فهل تنجح محادثات الدوحة في تجنّب انزلاق البلدين نحو حرب مفتوحة؟

تعد موجة التصعيد الحالية هي الأعنف من نوعها بين باكستان وأفغانستان الواقعتان جنوب آسيا حيث تخوض الصين والهند صراعًا من أجل الهيمنة على المنطقة.

محادثات الدوحة

قال المتحدث باسم حركة طالبان الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، إنّ أفغانستان وباكستان "ستعقدان محادثات سلام في الدوحة اليوم السبت، بعد أن مدّدتا وقف إطلاق النار في محاولة لإنهاء الاشتباكات العنيفة بينهما".

وأضاف مجاهد في بيان: "كما وعدنا، ستُعقد مفاوضات مع الجانب الباكستاني اليوم في الدوحة"، موضحًا أن الوفد الأفغاني سيقوده وزير الدفاع محمد يعقوب والمدير العام للاستخبارات الأفغانية.

وتُظهر تصريحات المتحدث باسم طالبان تمسّك الطرفين باتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه الجمعة الماضي بوساطة قطرية وسعودية، رغم خرقه المتكرر من الجانبين. وقال مصدر باكستاني إنّ تمديد الهدنة جاء بطلب من كابل إلى حين انتهاء محادثات الدوحة.

ويرى مراقبون أن اتفاق وقف إطلاق النار كان أقرب إلى هدنة مؤقتة دون تفاصيل واضحة، ومن المتوقع أن تبحث محادثات الدوحة تثبيت الاتفاق عبر تحديد بنود جديدة، تشمل وقف الهجمات المتبادلة داخل الأراضي الباكستانية والأفغانية، وهو ما شكّل السبب المباشر للتصعيد الأخير.

وكان وزير الخارجية الباكستاني بلاول بوتو زرداري قد أعلن أن وزير الدفاع محمد خواجة آصف سيقود وفد إسلام آباد في المحادثات، مشيرًا إلى أنّها "ستركّز على اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء الإرهاب المنطلق من أفغانستان"، على حدّ قوله.

واستبق وزير الدفاع الباكستاني زيارته للدوحة بتوجيه اتهامات إلى أفغانستان والهند، قائلاً إنّ "كابل تحارب باكستان نيابةً عن نيودلهي"، مشيرًا إلى أنّ بلاده "تعرّضت لأكثر من عشرة آلاف هجوم منذ تولي حركة طالبان السلطة في كابل عام 2021، ما أسفر عن مقتل 3844 من عناصر الجيش والأمن".

وكان آخر تلك الهجمات قد وقع أمس الجمعة، عندما نفّذ انتحاريون هجومًا قرب الحدود الأفغانية أسفر عن مقتل سبعة جنود باكستانيين وإصابة 13 آخرين.

كما أوضح آصف أنّ المسؤولين الباكستانيين أجروا زيارات متكررة إلى كابل لمطالبتها بالسيطرة على "الإرهابيين"، لكن من دون نتيجة، محذرًا من أنّ غياب التفاهم بشأن نشاط المسلحين داخل باكستان "يهدد بتفاقم التصعيد".

وفي خطوة وُصفت بأنها ضغط إضافي قبيل محادثات الدوحة، أصدرت إسلام آباد قرارًا بعدم تمديد إقامة اللاجئين الأفغان في أراضيها، ووجّهت بتسريع عمليات الإجلاء عبر فتح نقاط خروج جديدة على الحدود. وأعلنت السلطات الباكستانية أنّها أعادت أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ أفغاني خلال الأشهر الماضية.

ويُذكر أن المناطق الحدودية بين البلدين تشهد تداخلًا إثنيًا واسعًا، إذ يشكّل البشتون قومية عابرة للحدود، وينتمي إليها معظم مقاتلي طالبان في كلٍّ من باكستان وأفغانستان.

تجدّد القصف

كانت ليلة السبت دامية على جانبي الحدود الأفغانية الباكستانية، إذ أسفر القصف الباكستاني الذي استهدف منطقتي أورغون وبارمال في ولاية بكتيكا شرقي أفغانستان، عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 30 شخصًا، بينهم ثمانية من لاعبي فريق الكريكيت الأفغاني.

ولفت المتحدث باسم الحكومة الأفغانية إلى أن باكستان شنت هذه الغارات الجوية "بعد ساعات فقط من تمديد وقف إطلاق النار"، ونددت كابل بالقصف مؤكدةً أنها "تحتفظ بحق الرد"، لكنها في الوقت نفسه "أصدرت توجيهات للمقاتلين الأفغان بالامتناع عن الرد، حفاظًا على مكانة فريقها التفاوضي واحترامًا له".

وتُعدّ موجة التصعيد الحالية الأعنف من نوعها بين باكستان وأفغانستان، الدولتين الواقعتين في جنوب آسيا، حيث تتنافس الصين والهند على بسط نفوذهما في المنطقة.

كلمات مفتاحية
مظاهرة في لندن

محكمة الاستئناف البريطانية ترفض طعن مؤسسة "الحق" على حكم تصدير قطع غيار "إف-35" لإسرائيل

سعت مؤسسة "الحق" الفلسطينية إلى الطعن في حكم قضائي بريطاني يسمح للمملكة المتحدة بتصدير قطع غيار طائرات إف-35 الأميركية إلى إسرائيل

إيران

تصاعد التوتر حول ملف إيران النووي: تحذيرات دولية وعقوبات أميركية جديدة

جاء العدوان الإسرائيلي على إيران، والقصف الأميركي للمنشآت النووية عقب إصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرًا خلص إلى أن طهران لم تلتزم بتعهداتها النووية

جون هيرلي

نبرة أميركية حازمة في بيروت.. واشنطن "تحاصر" حزب الله ماليًا

تغيّرت نبرة واشنطن في بيروت، وباتت أكثر حدّة من ذي قبل

مظاهرة في لندن
سياق متصل

محكمة الاستئناف البريطانية ترفض طعن مؤسسة "الحق" على حكم تصدير قطع غيار "إف-35" لإسرائيل

سعت مؤسسة "الحق" الفلسطينية إلى الطعن في حكم قضائي بريطاني يسمح للمملكة المتحدة بتصدير قطع غيار طائرات إف-35 الأميركية إلى إسرائيل

غلاف الكتاب (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات)
نشرة ثقافية

"النصّ التأريخي وترجمته" لسفيان عبد اللطيف: مقاربات في الفلسفة واللغة

صدور كتاب " "النصّ التأريخي وترجمته: مقاربات فلسفية ولغوية"

البرهان والسيسي
قول

سقوط الفاشر وتبدّل الحسابات المصرية: من الحياد المضبوط إلى الانخراط الإجباري

باتت رؤية مصر تجاه السودان محكومة بمعادلات أمنية حساسة (منصة إكس)

إيران
سياق متصل

تصاعد التوتر حول ملف إيران النووي: تحذيرات دولية وعقوبات أميركية جديدة

جاء العدوان الإسرائيلي على إيران، والقصف الأميركي للمنشآت النووية عقب إصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرًا خلص إلى أن طهران لم تلتزم بتعهداتها النووية