يمكنك الحفاظ على أمن الوصول إلى بياناتك ضد أية محاولات غير مرغوب فيها تقوم بها أطراف خارجية، وكذلك الأمر لحماية خصوصيتك من الأشخاص الذين لا توافق على مشاركة معلوماتك معهم وذلك من خلال إجراء بعض التغييرات البسيطة على أجهزتك وحساباتك. فالشروع بهذا العمل يبدو في غاية السهولة.
نقدم إليك فيما يلي دليلًا ميسرًا لبعض التغييرات البسيطة التي يمكنك إجراؤها لحماية نفسك ومعلوماتك على الإنترنت.
تأمين حساباتك
لماذا: تعرضت شركات عدة، خلال العقد الماضي، لخروقات بياناتها وتسريبات كلمات المرور الخاصة بها، ومن هذه الشركات على سبيل المثال لا الحصر شركة إكيوفاكس (Equifax) وفيسبوك وماريوت (Marriott) وتارجت (Target) وياهو (Yahoo) وعدد لا يحصى من الشركات الأخرى. فإذا كانت لديك حسابات على الإنترنت، فمن المحتمل أن المخترقين قد قاموا بتسريب بيانات إحدى هذه الحسابات على الأقل. فإذا أردت معرفة ما إذا تم اختراق أي من حساباتك؟ ما عليك إلا البحث عن عنوان بريدك الإلكتروني على موقع (?Have I been Pwned) لمطابقة عنوان بريدك الإلكتروني مع المئات من الخروقات والانتهاكات المتعلقة بالبيانات.
كيف: على الجميع استخدام تطبيق مدير كلمات المرور لإنشاء وتذكر كلمات مرور مختلفة ومعقدة لكل حساب - وهذا هو أهم شيء ما يسع الأشخاص القيام به اليوم لحماية خصوصيتهم وأمانهم. فتطبيقا إدارة كلمات المرور لاست باس (LastPass) وون باسورد (1Password) يعدان من تطبيقات إدارة كلمات المرور المفضلة لدى الخبراء في مجال الأمن الرقمي الشخصي. ويمكن لكلا التطبيقين إنشاء كلمات مرور ومراقبة الحسابات بحثًا عن أي انتهاكات أمان وتقديم اقتراحات بتغيير كلمات المرور الضعيفة ومزامنتها بين جهاز الحاسوب الخاص بك وهاتفك المحمول.
قد يبدو أن إنشاء تطبيق لإدارة كلمات المرور لأمر مرعب، ولكن بمجرد تثبيت واحد من تطبيقات مديري كلمات المرور، ستحتاج فقط إلى تصفح الإنترنت كالمعتاد. فأثناء تسجيل الدخول إلى حساباتك، يقوم تطبيق مدير كلمات المرور بحفظ كلمات المرور الخاصة بك ويقترح تغيير كلمات المرور الضعيفة أو المكررة. وعلى مدار أسبوعين، ينتهي بك الأمر في الحصول على كلمات مرور جديدة لمعظم حساباتك.
كما ينبغي على الجميع استخدام آلية المصادقة الثنائية، أو "التحقق بخطوتين" (two-step authentication) كلما أمكن ذلك لحساباتهم على الإنترنت. فيما تتيح معظم البنوك والشبكات الإجتماعية الرئيسية هذا الخيار. وكما يوحي الاسم، تتطلب المصادقة الثنائية القيام بخطوتين: أحدها إدخال كلمة المرور والآخر إدخال رقم سري أنت الوحيد الذي يستطيع الوصول إليه. فعلى سبيل المثال، الخطوة الأولى هي تسجيل الدخول على فيسبوك باستخدام اسم المستخدم وكلمة المرور الخاصتين بك، وفي الخطوة الثانية، يقوم فيسبوك بطلب إدخال رمز الدخول المؤقت، الذي تحصل عليه مثلًا عبر تطبيق خاص في جوجل بإرسال رمزًا مؤقتًا إليك في رسالة نصية أو، الأفضل من ذلك، من خلال تطبيق (Google Authenticator)، وتقوم بعدها بإدخال هذا الرمز لتسجيل الدخول. كما يمكن أن يصلك رمز التحقق الإضافي عبر رسالة نصيّة لو كنت تفضل ذلك.
حماية تصفح الإنترنت الخاص بك
لماذا: تتعقب الشركات والمواقع الإلكترونية كل ما تفعله على الإنترنت. فمن خلال الإعلانات ومشاركاتك على الشبكات الاجتماعية ومواقع الإنترنت يتم جمع معلومات حول موقعك وعادات التصفح وغيرها من النشاطات التي تمارسها. حيث تكشف البيانات التي تم جمعها عنك أكثر مما قد تتوقعه. فقد تعتقد أنك ذكي لأنك لا تغرد مطلقًا بمشاكلك الطبية أو تشارك جميع معتقداتك الدينية على صفحات فيسبوك فعلى سبيل المثال، ولكن من الجيد أن المواقع التي تزورها بانتظام توفر جميع البيانات التي يحتاجها المعلنون لتحديد نوع الشخص الذي أنت عليه. هذا جزء من كيفية بقاء الإعلانات المستهدفة أحد أكثر ابتكارات الإنترنت إثارة للقلق.
كيف: يحظر امتداد متصفح يوبلوك أوريجين (uBlock Origin) الإعلانات والبيانات التي يقومون بجمعها. حيث يمنع امتداد يوبلوك أوريجين أيضًا البرامج الضارة من العمل في متصفحك ويمنحك طريقة سهلة لإيقاف تشغيل حظر الإعلانات عندما تريد دعم المواقع التي تعرف أنها آمنة. فالجمع بين امتداد متصفح يوبلوك أوريجين وامتداد متصفح برايفسي بادجر (Privacy Badger)، الذي يحظر أدوات التتبع يقلل من عدد الإعلانات التي كانت تظهر لك. ولتخفيف عدد الإعلانات المتعاقبة بشكل أكبر، قم بتعطيل الإعلانات القائمة على الاهتمامات من أبل وفيسبوك وغوغل وتويتر.
كما تقدم الكثير من مواقع الإنترنت وسائل لإلغاء الإشتراك في جمع البيانات، ولكن عليك القيام بذلك يدويًا. يحتوي الموقع الإلكتروني سيمبل أوبت أوت (Simple Opt Out) على روابط مباشرة لإرشادات إلغاء الإشتراك في المواقع الرئيسية مثل نيتفليكس (Netflix) وريديت (Reddit) وغيرها من المواقع. لن يؤدي القيام بذلك إلى القضاء على المشكلة تمامًا، ولكنه سيقلل بشكل كبير من كمية البيانات التي يتم جمعها.
كما ينبغي عليك أيضًا تثبيت امتداد الروابط المأمونة (HTTPS Everywhere). حيث يوجهك امتداد الروابط المأمونة تلقائيًا إلى الإصدار الآمن من الموقع عندما يدعم الموقع ذلك، ما يجعل من الصعب على المخترق - خاصة إذا كنت تستخدم شبكات الواي فاي العامة التي تتيحها المقاهي أو المطارات أو الفنادق - للتنصت على ما تفعله رقميًا.
ماذا عن الشبكة الافتراضية الخاصة؟
قد يرغب بعض الأشخاص في استخدام شبكة افتراضية خاصة (VPN)، ولكن ذلك ليس ضروريا للجميع. فإذا كنت من هولاء الذي يعتادون على الاتصال بشبكات الواي فاي (Wi-Fi) العامة، فإن الشبكة الإفتراضية الخاصة ستعود عليك بالفائدة لأنها تضيف طبقة من الأمان إلى تصفحك عندما لا تتوفر الروابط المأمونة (HTTPS). ويمكن أن يوفر ذلك أيضًا بعض الخصوصية من مزود خدمة الإنترنت الخاص بك ويساعد في تقليل التتبع استنادًا إلى بروتوكول الإنترنت (IP) الخاص بك. ولكن لا تزال جميع نشاطاتك على الإنترنت تتدفق عبر خوادم مزود الشبكة الإفتراضية الخاصة (VPN)، لذلك عند استخدامك لشبكة افتراضية خاصة فإنك تختار الوثوق بتلك الشركة على مزود خدمة الإنترنت الخاص بك بعدم تخزين بياناتك أو بيعها.
استخدم برامج مكافحة الفيروسات على جهاز الحاسوب الخاص بك
لماذا: قد لا تبدو الفيروسات شائعة ومتفشية كما كانت قبل عقد من الزمان، لكنها لا تزال موجودة. يمكن أن تؤدي البرامج الضارة الموجودة على جهاز الحاسوب الخاص بك إلى إحداث جميع أنواع الخراب، من النوافذ المنبثقة المزعجة إلى التنقيب السري عن عملات البيتكوين ووصولا إلى البحث عن المعلومات الشخصية. إذا كنت معرضًا لخطر النقر على الروابط الخطرة، أو إذا كنت تشارك جهازك الحاسوب مع عدة أشخاص في المنزل، فمن المفيد تنصيب برامج مكافحة الفيروسات، خاصة على أجهزة الحاسوب التي تعمل بنظام الويندوز (Windows).
كيف: إذا كان جهاز الحاسوب الخاص بك يعمل بنظام ويندوز 10 عليك استخدام برنامج مايكروسوف المدمج وبرنامج الديفندر (Windows Defender). حيث يتيح برنامج جدار الحماية هذا (Windows Defender) الكثير من الأمان لمعظم الأشخاص، وهو الخيار الرئيسي لمكافحة الفيروسات.
عادةً ما يتمتع مستخدمو أجهزة آبل ماك بوك برو، وماك بوك إير، بالحماية المضمنة في نظام التشغيل ماك (macOS)، خاصةً إذا قمت بتنزيل البرامج فقط من متجر تطبيقات آبل (Apple) والتزمت بملحقات المتصفح المعروفة. أما إذا كنت تريد طبقة ثانية من الأمان، فإن برامج مالويربايتس بريميم (Malwarebytes Premium) متاحة أيضًا للأجهزة التي تعمل على نظام التشغيل من ماك. كل ما عليك فعله هو أن تجنب تطبيقات مكافحة الفيروسات على هاتفك تمامًا وأن تلتزم بتنزيل التطبيقات الموثوقة من المتاجر الرسمية.
الممارسات السليمة الموصى بها
اتبع عادات الإنترنت الصحية الموصى بها للتأكد من أنك لا تترك نفسك عرضة للخطر أثناء استخدام الشبكة على الهاتف أو الأجهزة الأخرى.
قم بتحديث البرامج والأجهزة الخاصة بك
لماذا: تتلقى أنظمة تشغيل الهواتف والحواسيب ومتصفحات الإنترنت والتطبيقات الشائعة وحتى الأجهزة المنزلية الذكية تحديثات متكررة بميزات جديدة وتحسينات أمنية. عادةً ما تكون هذه التحديثات الأمنية أفضل بكثير في إحباط عمليات المخترقين من برامج مكافحة الفيروسات.
كيف: يمكن تحديث جميع أنظمة التشغيل الرئيسية الثلاثة تلقائيًا، ولكن ينبغي أن تستغرق دقيقة للتحقق مرة أخرى من تمكين التحديثات التلقائية لنظام التشغيل الذي تختاره، ومنها: نظام تشغيل الويندوز (Windows) أو نظام تشغيل ماك (macOS) أو نظام تشغيل كروم (Chrome OS). على الرغم من أن تشغيل جهاز الحاسوب لديك والانتظار حتى انتهاء التحديث أمر مزعج أحيانًا، إلا أن مزايا الأمان تستحق هذا العناء.
تتضمن هذه التحديثات إصدارات جديدة من المتصفح الذي تستخدمه، سواء كان مايكروسوف إيدج (Microsoft Edge) أو متصفح سفاري أو متصفح جوجل كروم، أو موزيلا فايرفوكس. إذا كنت تميل إلى ترك متصفحك مفتوحًا طوال الوقت، فتذكر إعادة تشغيله بين الحين والآخر للحصول على هذه التحديثات.
يحتوي هاتفك أيضًا على خيارات التحديث التلقائي. فعلى جهاز الأيفون قم بتفعيل خيار تنزيل التحديثات التلقائية في قائمة الإعدادات على الجهاز، وهو خيار متوفر أيضًا على الأجهزة التي تعمل بنظام الأندرويد.
أما بالنسبة لبرامج وتطبيقات الجهات الخارجية، قد تحتاج إلى البحث عن خيار التحقق من وجود تحديثات وتمكينه في إعدادات البرنامج. يمكن للأجهزة المنزلية الذكية مثل الكاميرات وأجهزة تنظيم الحرارة والمصابيح الكهربائية تلقي تحديثات للتطبيق بالإضافة إلى الأجهزة ذاتها. تحقق من الإعدادات باستخدام تطبيق الجهاز للتأكد من حدوث هذه التحديثات تلقائيًا؛ إذا لم تجد خيار التحديث التلقائي، فقد تضطر إلى إعادة تشغيل الجهاز يدويًا في بعض الأحيان.
لا تقم بتثبيت برامج غير معتمدة أو مجهولة
لماذا: يمثل كل تطبيق غريب تقوم بتثبيته على هاتفك وكل امتداد للمتصفح أو جزء من البرنامج تقوم بتنزيله من مواقع إلكترونية غامضه ثغرة أخرى محتملة في الخصوصية والأمان. تعمل العديد من تطبيقات الجوال، التي لا حصر لها، بتتبع موقعك في كل مكان تذهب إليه وتجمع بياناتك دون أن تطلب موافقتك، حتى في التطبيقات المخصصة للأطفال.
كيف: توقف عن تنزيل البرامج التي لا فائدة منها، والتزم بتنزيل البرامج وملحقات المتصفح مباشرة من صانعيها ومتاجر التطبيقات الرسمية. فأنت لست بحاجة إلى نصف التطبيقات الموجودة على هاتفك، والتخلص مما لست بحاجته يمكن أن يجعل هاتفك يعمل بشكل أسرع أيضًا. بمجرد مسح التطبيقات التي لا تستخدمها، قم بتدقيق أذونات الخصوصية لما تبقى من التطبيقات. إذا كان لديك جهاز أيفون، اذهب إلى قائمة الإعدادات واضغط على خيار الخصوصية. أما بالنسبة للأجهزة التي تعمل بنظام الأندرويد، توجه إلى فائمة الإعدادات > التطبيقات، ثم انقر فوق "رمز الترس" وحدد أذونات التطبيق.
قم بتعطيل الأذونات عندما لا يكون لها معنى أو فائدة - على سبيل المثال، تحتاج خرائط غوغل (Google Map) إلى موقعك لتعمل، ولكن تطبيق الملاحظات لا يحتاج إلى ذلك. في المستقبل، فكر في أذونات التطبيق أثناء قيامك بتثبيت برنامج جديد؛ إذا كان التطبيق مجانيًا، فمن المحتمل أنه يجمع بياناتك ويعرضها للبيع.
وتسري القواعد ذاتها على جهاز الحاسوب الخاص بك..وإذا وجدت تطبيقًا لا تتذكر متى قمت بتثبيته، فابحث عنه في المتصفح، ثم اسحبه إلى سلة المهملات لحذفه إذا لم تكن بحاجة إليه.
في حالة الطوارئ
خطط للأمر قبل حصوله في حال فقدت هاتفك أو جهاز الحاسوب الخاص بك.
أغلق هاتفك في حال فقدانك له
لماذا: تحتاج للتأكد من عدم تمكن أي شخص من الوصول إلى هاتفك إذا فقدته أو قام شخص ما بسرقته. فيتم تشفير الهواتف الذكية افتراضيًا، وهو أمر رائع، ولكن لا يزال يتعين عليك اتخاذ بعض الخطوات للتأكد من إغلاق هاتفك بشكل صحيح في حال أنه اختفى.
كيف: لديك خطا دفاع رئيسيان هنا. الأول هو استخدام رمز مرور قوي إلى جانب تسجيل الدخول باستخدام المقاييس الحيوية (بصمة الإصبع أو الوجه). والثاني هو إعداد ميزة التتبع عن بعد بهاتفك. إذا لم تكن قد اتخذت الخطوة الأولى، فقم بإعداد الرمز السري أو نمط السري، وقم بتفعيل الدخول إلى الهاتف عبر بصمة الوجه أو الإصبع بحسب ما يتيحه هاتفك.
بعد ذلك، قم بإعداد ميزة التتبع عن بعد بهاتفك. إذا فقدت هاتفك، فستتمكن من معرفة مكانه، وإذا لم تتمكن من استعادته فيمكنك حذف كل شيء على الهاتف عن بُعد. وتفعيل خاصية التتبع على أجهزة الأيفون، إذهب إلى قائمة الإعدادات، وانقر على اسمك، ثم انتقل إلى الأي كلاود وبعدها قم بتمكين خاصية العثور على هاتفي الأيفون (Find My iPhone). أما لتفعيل خاصية التتبع على أجهزة الأندرويد أنقر على قائمة الإعدادات ومن ثم أنقر زر الأمان والموقع وقم بتمكين خاصية العثور على هاتفي (Find My Device).
تمكين خيار التشفير على الحاسوب المحمول الخاص بك وتفعيله
لماذا: إذا فقدت الحاسوب المحمول الخاص بك أو قام شخص ما بسرقته، فسيحصل السارق على قطعة جديدة رائعة من الأجهزة والوصول إلى بياناتك. فيتسنى للص فعل ذلك عادة وهو لا يزال يقوم بنسخ الملفات من الحاسوب المحمول، فإذا كان هذا اللص خبيرًا بالحواسيب ويعرف ما يقوم به فهو ليس بحاجة لكلمة المرور الخاصة بك، أما إذا كان شخص غريبًا ويعبث بالحاسوب المحمول الخاص بك وحسب بحثًا عن أي معلومات قد تفيده، فعلى سبيل المثال فقد يلقي نظرة على جميع صورك أو يطلع على الإقرارات الضريبية الخاصة بك، أو غيرها من أوراقك وبياناتك الخاصة.
كيف: عندما تقوم بتشفير درايف التخزين على الحاسوب المحمول الخاص بك، فإن كلمة المرور ومفتاح الأمان يحميان بياناتك؛ فبدون كلمة المرور أو الرمز السري، تصبح البيانات لا قيمة لها. فإذا كان لديك قدر كبير من البيانات على جهاز الحاسوب الخاص بك، فإن الأمر يستحق الجهد المبذول لإجراء نسخ احتياطي لهذه البيانات بشكل آمن. ولهذا الغرض ، يفضل الخبراء خدمة النسخ الاحتياطي عبر الإنترنت المسمى ببرنامج باك بليز (Backblaze)، الذي يعمل على تشفير جميع البيانات بطريقة لا يستطيع حتى الأشخاص المستخدمين لبرنامج باك بليز (Backblaze) الوصول إليها.
عندما يتعلّق الأمر ببياناتك فالأفضل أن تكون مرتابًا
في نهاية المطاف، فإن الأمن والخصوصية أمران مترابطان معًا، لذا عليك التعود على حمايتهما على حد سواء. فقد يبدو الأمر وكأنه عبء ثقيل يستغرق وقتًا طويلًا، ولكن بمجرد اتباع الخطوات الأساسية الموضحة أعلاه، فلن يتبقى عليك سوى اتباع السلوكيات الصحية على الإنترنت وممارسة شيء من الحرص والتنبه.
حذارِ مثلًا من فتح الروابط المرسلة لك عبر البريد الإلكتروني وعلى شبكات التواصل الاجتماعي من مصادر مجهولة. فعّل خصوصية حساباتك ولا تشارك أي معلومات إضافية بلا داعٍ، مثل موقعك أو إمكانية وصول التطبيقات إلى سجل بيانات المتصلين أو السماعة أو ألبوم الصور أو غير ذلك.
حافظ على عنوان بريدك الإلكتروني الرئيسي ورقم هاتفك الأساسي بعيدًا عن الشبهات. استخدم حساب بريد إلكتروني ثانوي لغايات التسوق وغيرها من الأنشطة على شبكات الإنترنت؛ فبهذه الطريقة، إذا تم اختراق الحساب، فلن يكون مرتبطًا بحساب شخصي مهم، كالذي تستخدمه لربط الحساب المصرفي، أو في بيانات العمل المهمة وغيرها. وعلى نحو مماثل، تجنب استخدام اسمك ورقمك الحقيقي عندما يتعين عليك التسجيل للحصول على خدمة لا تهتم بها، مثل الحصول على بطاقات الخصم في مراكز التسوق أو المتاجر التي ترتادها. حاول كذلك تجنب ربط الخدمات والتطبيقات مع بعضها البعض، مثل تسجيل الدخول إلى سبوتيفاي أو أنغامي عبر حساب الفيسبوك أو تويتر، ما لم تحصل على ميزة مفيدة من القيام بذلك. كما عليك أن تتجنب شراء الأجهزة الإلكترونية الحديثة المرتبطة بالهواتف، إلا إن كنت على استعداد للتخلي عن شيء من خصوصيتك مقابل استخدامها.
حين تطوّر هذه الحاسّة النقدية المتشكّكة بالتطبيقات والمهتمة بالحفاظ على الأمن والخصوصية على الإنترنت، عندها تأكّد أنك قد أصبحت على المسار الصحيح الذي يساعدك على البقاء بأمان وتجنب الكوارث الكبرى المتعلقة بالأمن الرقمي.
المعلومات التي اشتمل عليها المقال أعلاه مترجمة بتصرّف عن دليل نيويورك تايمز لحماية الخصوصية على الإنترنت