19-يناير-2025
السودان

(Getty) جرائم الدعم السريع مستمرة في السودان، صورة أرشيفية

واصلت قوات الدعم السريع قصفها المدفعي على الأحياء والأسواق والمناطق الخدمية في مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين في السودان.

ونقل موقع "الترا سودان" عن الجيش السوداني، أن 22 شخصًا وإصابة 64 آخرين قتلوا بقصف لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، وفي سياق المعارك المستمرة، نفذ سلاح الجو السوداني غارات جوية على تجمعات قوات الدعم السريع في منطقة فلو، ما أدى إلى تدمير 9 مركبات قتالية وعربة إسعاف، ومقتل 33 فردًا من قوات الدعم السريع. كما نفذت الطائرات الحربية غارات أخرى في محور بئر مرقي، حيث دمرت 20 مركبة قتالية وقتلت 55 من أفراد الدعم السريع، وفقًا لما نقله "الترا سودان".

قتل العشرات من المدنيين بقصف لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور

ويعاني المواطنون في مدينة الفاشر من ظروف معيشية قاسية، حيث تفرض قوات الدعم السريع حصارًا على المدينة منذ أيار/مايو الماضي، مما أدى إلى تعطيل النظام الصحي وخروج معظم المستشفيات عن الخدمة.

وفي تطور آخر، استنكرت قيادات حزب المؤتمر السوداني الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع عبر المسيّرات على محطات الكهرباء في مناطق عدة من البلاد، معتبرةً أنها أسهمت في زيادة معاناة المدنيين. ووصف خالد عمر يوسف، نائب رئيس الحزب، هذه الهجمات بأنها "مدانة ومستنكرة"، داعيًا إلى تجنيب الأعيان المدنية أي استهداف.

من جهته، أدان شريف عثمان، الأمين السياسي للحزب، استهداف البنية التحتية المدنية، مشيرًا إلى تكثيف الهجمات بالمسيّرات على محطات الكهرباء في عدة مناطق، مما تسبب في انقطاع الكهرباء والمياه في مناطق واسعة، وبالتالي خلق أزمات إنسانية حادة.

كذلك كثفت قوات الدعم السريع من استخدام المسيّرات لاستهداف البنية التحتية في مدن آمنة بعيدة عن مناطق القتال، في مسعى لتخريب الاقتصاد الوطني وتفاقم معاناة الشعب السوداني. ففي 13 كانون الثاني/يناير 2025، ضربت المسيّرات محولات محطة الكهرباء في سد مروي، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء في مناطق واسعة من البلاد.

وفي ولاية الجزيرة، واصلت قوات الدعم السريع هجماتها ضد المدنيين، حيث قتلت 6 أشخاص وأصابت العشرات في مدينة أبو عشر. كما اقتحمت المنازل في المنطقة، واعتدت على النساء والأطفال، ونهبت الممتلكات، مما دفع السكان إلى النزوح الجماعي.

وتستمر المعارك العنيفة في ولاية الجزيرة، حيث تمكن الجيش السوداني من استعادة مدينة ودمدني في 11 كانون الثاني/يناير الجاري، بينما لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على مناطق واسعة وتواصل الانتهاكات ضد المدنيين. وتعتبر هذه الهجمات جزءًا من الصراع المستمر منذ أكثر من عامين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والذي أسفر عن تدمير واسع للبنية التحتية في البلاد، إضافة إلى مقتل الآلاف، وتهجير الملايين من بيوتهم.

من جهة أخرى، نعى نادي الهلال السوداني، عضو مجلس إدارة النادي، اللواء الصادق يوسف، الذي قتل في معتقلات قوات الدعم السريع بعد فترة طويلة من الاعتقال. وكان الراحل قد اعتُقل من منزله في حي أبو آدم بالخرطوم قبل أكثر من عام، وتعرض للاعتقال في ظروف غامضة وسط تضارب الأخبار حول حالته الصحية.

وفي بيان رسمي، حمل نادي الهلال قوات الدعم السريع المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن وفاة اللواء الصادق يوسف، مؤكدًا أن مجلس إدارة النادي كان قد ناشد القوات بالإفراج عن الراحل منذ اعتقاله، ولكن لم يتم التجاوب مع هذه المناشدات.

تواجه قوات الدعم السريع اتهامات واسعة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان ضد المعتقلين المدنيين في سجونها، لا سيما في سجن سوبا الشهير في الخرطوم، والذي وُصف بـ"صيدنايا السودان"، حيث يُحتجز آلاف المعتقلين في ظروف مأساوية تشمل التعذيب والإذلال والتجويع وحرمانهم من العلاج.