24-أبريل-2020

بوسترات أعمال هذا الموسم

دخلت الدراما المصرية بعد تداعيات انتشار وباء "كورونا" في سباقٍ قصيرٍ مع الزمن، بدت نتيجتهُ محسومة مُسبقًا للأخير الذي أصابها، برفقة الوباء المُستجدّ، في مقتلٍ قرّرت عندهُ العمل بالمثل الشعبيّ القائل: "لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم"، لتتخلّى إثر ذلك عن فكرة الوصول إلى خطّ النهاية/ المنافسة الرمضانية قبل الزمن، مُقابل ضمان اللحاق به وعدم التأخّر في الوصول إليه، ممّا بشّر بموسمٍ لن يكون أقلّ سوءًا من المواسم الدرامية الماضية، تلك التي جاءت برعاية الرقابة التي اتّخذت من الإجابة على سؤال: "مع أو ضدّ النظام" معيارًا أساسيًا للتعامل مع المسلسلات، حيث توقف فئة وتسهّل عمل فئة أخرى، وذلك في الوقت الذي تطال فيه يد المخابرات عمليات الإنتاج التي تسير وفق إملاءاتها المفروضة على المنتجين المصريين.

بات سؤال مع أو ضدّ النظام معيارًا أساسيًا للتعامل مع المسلسلات المصرية، حيث توقف فئة وتسهّل عمل فئة أخرى

ضمن هذه الأجواء غير الطبيعية، بالإضافة إلى تداعيات فيروس كورونا التي أوقف عمليات التصوير وأعاقت استكمال أخرى، والمعايير المُتّبعة في بلاد العسكر، تُحاول الدراما المصرية العبور ببعض الأعمال إلى برّ المنافسة الرمضانية لهذا العام، سعيًا من الشركات المُنتجة لعدم ضياع الجهود المبذولة، وغياب الدراما المصرية عن المنافسة التي لا تبدو بالشراسة التي كانت عليها خلال العام الفائت، إذ يبدو الموسم الحاليّ فاترًا لا يحملُ في جعبته سوى مجموعة أعمال أُنتجت على عجل، منها نحو 20 مسلسلًا مصريًا تمكّن من عبور دائرة الخطر والوصول إلى الشاشات استعدادًا لساعة الصفر.

اقرأ/ي أيضًا: الدراما التلفزيونية والسياسة.. لا صوت يعلو على الأيديولوجيا!

ومن بين هذه الأعمال، هناك مسلسل "الاختيار" (تأليف باهر دويدار، وإخراج بيتر ميمي) الذي تدور أحداثه حول ضابط في الجيش المصريّ يؤدّي دوره الممثّل أمير كرارة الذي سبق وأن لعب دور البطولة في مسلسل "كلبش" الذي يراوح "الاختيار" في الحلقة التي دار بها طيلة ثلاثة مواسم رمضانية.

ووفقًا لتصريحات القائمين على المسلسل، يروي "الاختيار" قصّة حقيقة وواقعية هي قصّة الضابط أحمد المنسي الذي قُتل في سيناء إثر عملية إرهابية نفّذها هشام العشماوي الذي انشق عن الجيش المصريّ والتحق بصفوف تنظيم داعش. والمُلفت في المسلسل أنّه جاء برعاية غير رسمية وُمباشرة من القوات المسلّحة التي قدّمت له كلّ ما يحتاجه من تسهيلات تمّكنه من أن يكون بروباغندا جديدة للحرب الإرهاب التي يستند إليها النظام المصريّ عالميًا لتبرير حكمه.

سيكون المصريون أيضًا على موعدٍ مع مسلسل "الفتوة" (تأليف هاني سرحان وإخراج حسين المنباوي) الذي يستمدّ أجواءه من أجواء روايات الراحل نجيب محفوظ، حيث تدور أحداثه في فضاءات الحارات الشعبية التي يتولّى مجموعة من الأقوياء أو "البطجية" إدارة أمورها وتسيير شؤون الناس. بالإضافة إلى مسلسل "النهاية" (كتابة عمرو سيمر عاطف وإخراج ياسر سامي) الذي أثار جدلًا واسعًا بعد الإعلان عنه، لا سيما لجهة البذخ الإنتاجي والمؤثرات البصرية والملابس والديكورات التي بدت غير مألوفة تمامًا بالنسبة للدراما المصرية. وتدور أحداث المسلسل ضمن زمنٍ يُقال إنّه المستقبل المظلم الواقع في عام 2120، حيث تتبدّل أحوال البشر من حكّام للعالم إلى عبيدٍ لدى الروبوتات التي أحكمت سيطرتها عليهم.

ويشهد الموسم الرمضاني المُتعثّر بفعل أزمة كورونا عودة الفنّان المصريّ عادل إمام في مسلسل يحمل عنوان "فلانتينو" (كتابة أيمن بهجت قمر، وإخراج رامي إمام)، حيث سيقدّم شخصية تملك مجموعة مدارس مختصّة بتدريس اللغات، ومن خلالها سيُحاول التفاعل مع مجموعة من المشاكل الاجتماعية التي يعيشها المجتمع المصريّ ضمن قالبٍ كوميدي بعيدًا عن السياسة أو النقد المُباشر. أمّا الممثّل المثير للجدل محمد رمضان فسيكون بدوره حاضرًا في المنافسة الرمضانية من خلال مسلسل "البرنس" (تأليف وإخراج محمد سامي) الذي لا يبدو بعيدًا عن أجواء أعمال رمضان السابقة، إذ يأتي بقصّة قوامها الخيانة والانتقام وبعض "الأكشن" الذي لا بدّ منه في مسلسلاته.

يشهد الموسم الرمضاني المُتعثّر بفعل أزمة كورونا عودة الفنّان المصريّ عادل إمام في مسلسل يحمل عنوان "فلانتينو"

الممثّلة دينا الشربيني التي كانت حاضرةً خلال الموسم الفائت في مسلسل "زي الشمس"، ستحضرُ أيضًا خلال المنافسة الحالية عبر مسلسل "لعبة النسيان" (كتابة تامر حبيب وإخراج أحمد شفيق) الذي يتحدّث عن امرأة تفقد ذاكرتها فجأة، لتتلقى نبأ مقتل زوجها وعشيقها في حادثة دامية كانت مسؤولةً عنها، دون أن تتذكّر أي تفاصيل متعلّقة بها.

اقرأ/ي أيضًا: الدراما المصرية.. بؤس الكوميديا

بالإضافة إلى المسلسلات السابقة، سيكون المصريين على موعدٍ مع مسلسلات أخرى عديدة ومختلفة، منها "رجالة البيت"،  و"خيانة عهد"، و"سكر زيادة" وغيرها من المسلسلات التي تُحاول إنقاذ الدراما المصرية لهذا الموسم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الرواية المصرية على شاشة رمضان.. أي مستقبل؟

صورة العثمانيين في الدراما العربية.. "ممالك النار" أنموذجًا