24-أبريل-2020

بوسترات أعمال هذا الموسم

وجدت شركات الإنتاج العربية في الدراما المُشتركة فرصةً أخيرة لإنقاذ ما يُمكن إنقاذهُ، بعد سنواتٍ بدت فيه الأعمال المحلّية، خاصّةً في سوريا، مُتعثّرةً وأقلّ من المستوى، حيث كانت تصلُ إلى المواسم الرمضانية مُتعبة، لا يعنيها الرهان على المنافسة بقدر ما تريد إثبات حضورها فقط، في ظلّ مُحاصرتها بكلّ ما يُضاعف ويُمدِّد عثراتها، مُستسلمة تمامًا لضرباتٍ عديدة كادت أن تُجهز عليها، تمامًا كما هو الحال بالنسبة إلى الدراما اللبنانية التي تُعاني موتًا سريريًا متواصلًا، وقدرات متواضعة لا تسمحُ لها دخول أجواء المنافسات الرمضانية المتّقدة.

بين دراما محلّية مُتعثّرة، وأخرى ميّتة سريريًا، بدت الدراما المُشتركة، السورية - اللبنانية، حلًّا أخيرًا للمُنتجين العرب

وبين دراما محلّية مُتعثّرة، وأخرى ميّتة سريريًا، بدت الدراما المُشتركة، السورية - اللبنانية، حلًّا أخيرًا للمُنتجين العرب، والقنوات الفضائية العربية، لمُغادرة هامش المنافسة ودخول متنها مُجدّدًا، وهو ما تحقّق خلال المواسم الرمضانية السابقة، حيث ذهبت نسب المُشاهدات الأعلى إلى المسلسلات المُشتركة، الأمر الذي جعلها تُهيمن على سوق الدراما، وتتصدّر قائمة الأعمال الأكثر طلبًا من الشركات المُنتجة.

اقرأ/ي أيضًا: الدراما السورية في 2020.. الجدار لا يزال مسدودًا

هكذا، فرضت المسلسلات المُشتركة نفسها كرهانٍ أخير لضمان استمرارية لا يُمكن التنبؤ بمصيرها حتمًا خاصّةً بعد أزمة فيروس "كورونا" التي فرضت على هذا الشكل من الدراما القائمة على الثنائيات (مُمثّل سوريّ ذا كاريزما وشعبية واسعة، مُقابل ممثّلة لبنانية حسناء) واقعًا جديدًا أخرج بعضها من المنافسة، في الوقت الذي تمكّنت فيه أعمال أخرى من الحضور وإن جزئيًا، برفقة أعمالٍ بذلت جهدًا ضخمًا لتجنّب سيناريوهات التأجيل، والحضور بشكلٍ كامل في موسمٍ كاد أن ينفرط عقده بسبب الوباء المُستجدّ وتداعياته.

الوباء الذي فرض واقعًا جديدًا على الدراما المُشتركة، فرض في الوقت نفسه واقعًا مريرًا على المُنتجين العرب الذين تكبّدوا خسائر فادحة، كشركة "صبّاح إخوان" التي غادرت المنافسة مُجبرةً رغم مُحاولات استكمال التصوير، الأمر الذي سيجعل حضورها باهتًا، على عكس المواسم السابقة، وذلك ببضعة أعمال لا تُراهن عليها بقدر رهانها الذي كان معقودًا على مسلسلات "الهيبة 4" (مجموعة كتّاب، إخراج سامر البرقاوي) و"2020" (تأليف بلال شحادات ونادين جابر، وإخراج فيليب الأسمر)، بالإضافة إلى "من الآخر" (إياد أبو الشامات وشارلا شلال).

وكمحاولةٍ منها لتجنّب المصير الذي لاقته "الصبّاح"، قرّرت شركة "آي سي ميديا" للأردنيّ إياد الخزوز أن تدخل المنافسة الرمضانية بمسلسلات "الساحر" و"النحّات"، ولكن بعرض 15 حلقة لكلٍّ منهما، بعد أن تعذّر على الشركة مواصلة التصوير، لتلجأ إلى خيارات التجزئة، بحيث تكون الحلقات الـ 15 هذه، بمثابة الجزء الأوّل من كلّ عمل، على أن تستكمل التصوير في وقتٍ لاحق غير مُحدّد.

وتدور أحداث المُسلسل الأوّل "الساحر" (تأليف سلام كسيري وإخراج كلٍّ من محمد لطفي وعامر فهد) حول شخصية جدلية (عابد فهد) تُتقن فنون التنجيم لممارسة الكذب والجدل خدمةً للسلطة وأجهزة مختلفة تابعة للدولة، وعلى صلةٍ وثيقة بشخصياتٍ مرموقة تُقرّر أن تتخلّص منه في المشهد الأوّل، ممّا يعني أنّ المسلسل الذي تقاسم فيه فهد دور البطولة مع ستيفاني صليبا، يبدأ من نهايته عبر استعادة تفاصيل صعود هذه الشخصية إلى عالم المكائد والدسائس بين الساسة والنافذين الكبار.

في المقابل، تدور أحداث "النحّات" (إخراج التونسي مجدي السميري، وتأليف بثينة عوض) حول يمان (باسل خيّاط) الذي يُقرّر العودة إلى بيت أبيه الراحل، في الوقت الذي تعترض فيه والدته على هذا القرار خوفًا من فتحه، يمان، لأبواب كانت مغلقة لسنواتٍ طويلة في المنزل المهجور، الأمر الذي قد يجرّ العائلة إلى متاعب حتمية ضمن مساحة تشويقية تُراهن عليها أسرة المسلسل.

الوباء الذي فرض واقعًا جديدًا على الدراما المُشتركة، فرض في الوقت نفسه واقعًا مريرًا على المُنتجين العرب الذين تكبّدوا خسائر فادحة

بدورها انضمّت شركة "إيغل فيلمز" إلى المنافسة الرمضانية بمسلسلٍ واحد، بعد أن كانت عازمةً الدخول بمسلسلين، هما: "دانتيل" (تأليف مجموعة كتّاب وإخراج المثنى صبح) الذي قرّرت تأجيله بسبب مشاكل صادفتها أثناء محاولة استكمال التصوير، و"أولاد آدم" (الليث حجو، وتأليف رامي كوسا) الذي كان هو الآخر سيُغيَّب عن الشاشات، غير أنّ الساعات الأخيرة غيّرت مصيره وألحقته بركب الأعمال المنافسة. ويدور المسلسل الذي ذهبت أدوار البطولة فيه إلى مكسيم خليل وماغي بو غصن ودانييلا رحمة وقيس الشيخ نجيب، حول الأحداث والتفاصيل اليومية التي يعيشها "أولاد آدم" الخطّاؤون بطبيعتهم، وانعكاس هذه التفاصيل والأخطاء على مسار حياة كلّ شخصية من الشخصيات المذكورة أعلاه.

اقرأ/ي أيضًا: الدراما الخليجية في السنوات الأخيرة.. مسلسلات لصناعة تاريخ آخر

عدا عن المسلسلات السابقة، سيكون جمهور الدراما الرمضانية على موعدٍ مع أعمال مشتركة أخرى، مثل مسلسل "هوس" (تأليف ناديا الأحمر وإخراج محمد لطفي) بطولة عابد فهد وهبة طوجي. بالإضافة إلى مسلسل "دارين" إخراج سامي الجنادي وكتابة عثمان جحا) بطولة عبّاس النوري واللبنانية ورد الخال.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مسلسل "مملكة إبليس".. غرائبية محمد أمين راضي

حوار| رافي وهبي: الدراما السورية عرضة للتفكك