23-أبريل-2020

مسلسل "سوق الحرير"

ألترا صوت - فريق التحرير

خلال رمضان الفائت 2019، سجّلت الدراما السورية تفاؤلًا نسبيًا قيل آنذاك إنّه قد يُمهّد لانطلاقةٍ جديدة تُعيدها إلى ما كانت عليه، قبل سنوات الحرب. ولكنّ هذا التفاؤل، لم يُكتب لهُ أن يدومَ طويلًا، بعد استمرار عزوف المنتجين العرب على دخول السورق السورية، باستثناء شركة "الصبّاح" اللبنانية، التي وصلت العاصمة دمشق بعد أخذٍ وردٍّ بينها وبين أجهزة أمن النظام، التي سمحت لها بتصوير بعض المشاهد فقط.

بدت ميزانيات الأعمال الدرامية السورية لعام 2020 منخفضةً مقارنةً بالسنوات السابقة، مع تواصل مسلسل انهيار الليرة السورية

بالإضافة إلى ذلك، بدت ميزانيات الأعمال الدرامية منخفضةً مقارنةً بالسنوات السابقة، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه الليرة السورية مسلسل انهيارها أمام الدولار الأمريكيّ الذي منعت حكومة نظام الأسد التعامل به، الأمر الذي انعكس سلبًا على أداء شركات الإنتاج، ومنها شركة "غولدن لاين" التي عُلّق عملها بسبب حيازتها للعملة الصعبة وفقًا لداخلية النظام. ناهيك عن صعوبات الوصول إلى القنوات الفضائية العربية، وتداعيات فيروس "كورونا" الذي أصاب ما تبقّى من أملٍ للدراما السورية، في مقتل.

اقرأ/ي أيضًا: عبد الباسط الساروت وأغانيه.. بين الحجر والحصار

وقعت الدراما السورية بفعل العوامل السابقة في ورطةٍ أكّدت حتمية تعثّرها في هذا الموسم، خاصّةً بعد فرض النظام منتصف شهر آذار/مارس الفائت مجموعةً من الإجراءات الوقائية للحدّ من انتشار وباء كورونا في مناطقه، توقّفت على إثرها عمليات تصوير مسلسلات رمضان 2020 بشكلٍ كامل، وذلك تزامنًا مع حركة نزوحٍ للكتّاب والفنّانين والمخرجين باتّجاه الدراما المشتركة، بحثًا عن أجورٍ أعلى حبذا لو كانت بالعملة الصعبة.

هكذا، ستدخلُ الدراما السورية الموسم الرمضاني الذي سينطلق في الـ 24 من نيسان/ أبريل، بتسعة مسلسلات فقط، منها مسلسل "شارع شيكاغو" (إخراج محمد عبد العزيز، وسيناريو يزن الداهوك ورزان السيد وعلي ياغو) الذي تدور أحداثه ضمن أجواء بوليسية تنطلق من ستينيات القرن الماضي وصولًا إلى الوقت الحالي، حيث تروي حكاية فتاة تهربُ إلى واحدٍ من مسارح شارع شيكاغو في مدينة دمشق، ليُعثر عليها هناك مقتولة في ظروف غامضة يُقرّر أحد المحقّقين تتبّعها وكشفها بعد عثوره على خيط من خيوط الجريمة، دون أن يكون الأمر سهلًا، خاصّةً وأنّ المُحقّق وصل متأخّرًا، أي بعد أكثر من ستّين عامًا على وقوع الحادثة.

حملَ المسلسل توقيع شركة "قبنّض" التي قرّرت التضحية بالجزء الحادي عشر من "باب الحارة"، ودخول المنافسة الرمضانية بثلاثة مسلسلات؛ المسلسل المذكور أعلاه، وآخر حملَ عنوان "بروكار" (إخراج محمد زهير رجب، وتأليف سمير هزيم). المسلسل الذي يُصنّف ضمن أعمال البيئة الشامية، تدور أحداثه حول مهنة صناعة قماش البروكار وأحوالها خلال فترة الاحتلال الفرنسيّ لسورية، ثمّ تتطوّر لتسلك منحىً تصاعديًا يبدأ بجريمة قتل تمدّ المسلسل بأجواءٍ بوليسية تأتي ضمن مناخاتٍ سياسية مضطّربة وغير مستقرّة، تبدو إلى حدٍّ بعيد متّصلة بالحادثة.

إلى جوار مسلسل "بروكار"، تسجّل دراما البيئة الشامية حضورًا آخر لها من خلال مسلسل "سوق الحرير" (تأليف حنان حسين المهرجي، وإخراج مؤمن وبسّام الملّا) الذي أنتجته شركة "ميسلون" لصالح قناة MBC السعودية تعويضًا عن خسارتها حقوق مسلسل "باب الحارة" التي ذهبت إلى شركة "قبنض"، خاصّةً وأنّ المسلسل سيمتدّ على خمسة أجزاء متتالية، يؤدّي دور البطولة فيها كلٌّ من بسّام كوسا وسلّوم حداد وفادي صبيح وكاريس بشّار ونادين تحسين بيك وغيرهم من الفنّانين السوريين.

بعيدًا عن البيئة الشامية، هناك مسلسل "بورتريه" (إخراج بسّام السلكا وتأليف تليد الخطيب) الذي يقدّم أحداثًا بسيطة تتمحور حول قضية حبّ بين فتاةٍ وشابّ عاشت عائلتيهما توتّرًا كبيرًا في الماضي الذي يُستعاد بفعل العلاقة بين الشابّين، ليتحوّل فيما بعد إلى عائقٍ بينهما. بالإضافة إلى مسلسل "مقابلة مع السيد آدم" (إخراج وتأليف فادي سليم) الذي يتناول قضية الاتجار البشر، ويروي حكاية طبيبٍ شرعيّ يسعى إلى الكشف عن جريمة قتل قبل أن يكتشف أنّه ورّط نفسه مع عصابةٍ ستحاول الضغط عليه من خلال تهديده بابنته لترك القضية.

في سوريا، عادت إلى الواجهة الدراما البدوية من خلال مسلسل "صقّار" الذي يدور حول قصص البيئة البدوية المُعتادة؛ ثّار وغدر وحبّ

وكما هو حال غالبية المسلسلات المذكورة، قدّمت الدراما السورية مسلسلًا آخر تدور أحداثه ضمن أجواء بوليسية، وهو "الجوكر" (إخراج جمال الظاهر، وسيناريو ماجد عيسى) الذي تتركّز أحداثه داخل جامعة تشهدُ سلسلة جرائم غامضة تؤرّق الطلبة، وهو ثالث مسلسلات شركة "قبنض". أمّا مسلسل "يومًا ما" (تأليف فهد مرعي وبانة رزق ورافي عزيز، إخراج عمّار تميم) فيحاول تقديم دراما اجتماعية مختلفة نوعًا ما، وذلك من خلال قصّة عائلة تفترق فجأة عن بعضها البعض ليعيش أفرادها شتاتًا يؤثّر سلبًا على أنماط حياتهم وسلوكهم.

اقرأ/ي أيضًا: الدراما الخليجية في السنوات الأخيرة.. مسلسلات لصناعة تاريخ آخر

وبينما تغيب الأعمال الكوميدية السورية عن المنافسة الرمضانية لهذا الموسم، عادت إلى الواجهة الدراما البدوية من خلال مسلسل "صقّار" (تأليف دعد غسّان، وإخراج شعلان الدباس) الذي يدور حول قصص البيئة البدوية المُعتادة؛ ثّار وغدر وحبّ. في المقابل، اكتفت "المؤسّسة العامّة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي" بمسلسلٍ وحيد هو "حارس القدس" (إخراج باسل الخطيب، وتأليف حسن يوسف) الذي يروي سيرة المطران الفلسطينيّ الراحل إيلاريون كابوجي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

يمكنك الآن مشاهدة هذه المسلسلات "مجانًا" وبدون اشتراك على HBO

ما هي أبرز الأغاني التي استمع إليها العرب في موسم كورونا؟