12-ديسمبر-2015

تظاهرة للمعارضة الموريتانية جنوب البلاد (Getty)

"بما أن الاتصال بالحكومة (...) لم يكن محل إجماع المنتدى فهو لا يعبر عن موقف المنتدى"؛ بهذه الكلمات وصفت أحزاب "الممانعة" اللقاء الذي تم بين رئيس المنتدى الوطني للديمقراطية المعارض والوزير الأمين العام لرئاسة الحكومة. هذا اللقاء رأى مراقبون أنه كان بمثابة القطرة التي أفاضت كأس إجماع المنتدى المعارض والذي يضم أحزابًا سياسية ونقابات عمالية وشخصيات مستقلة.

بعد قطيعة دامت منذ 2009؛ التقى ممثلون عن النظام والمعارضة بقصر المؤتمرات في نواكشوط من أجل تحريك جثة الحوار الراكدة.

تفكك وشيك

بقصر المؤتمرات في نواكشوط عقد الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية والمكلف بملف الحوار عن الأغلبية مولاي ولد محمد لغظف، لقاءً مع رئيس منتدى المعارضة أحمد سالم ولد بوحبيني لمناقشة ممهدات الحوار السياسي.

قبل اللقاء كان المنتدى في اجتماع شبه دائم لمحاولة التوصل إلى موقف موحد، فأقطاب المنتدى ليست على قلب رجل واحد فيما يتعلق بالعودة إلى طاولة الحوار. أما أحزاب تكتل القوى الديمقراطية والتناوب السلمي والطلائع؛ لا ترى جديدًا يستحق اللقاء بالنظام قبل رده بشكل مكتوب على الممهدات التي سلمتها المعارضة لممثليه شهر إبريل الماضي. هذا بينما تجنح بقية الأحزاب وأهمها حزب تواصل وحزب اتحاد قوى التقدم وحزب حاتم؛ إلى لقاء الحكومة دون اشتراط ردها بشكل مكتوب.

ورغم أن اللقاء لم يضف جديدًا، إلا أنه عجل بتصدع المنتدى؛ حيث اعتبرت أحزاب الممانعة أن الخطوة التي قامت بها بقية الأحزاب لا تمثل المنتدى واتهمت الأحزاب المشاركة في اللقاء التكتل بمحاولة اختطاف المنتدى.

فتش عن النظام

خلال آخر ظهور إعلامي له؛ أشار الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى أنه واثق من أن الأحزاب الممانعة ستعود لطاولة الحوار، بل ذهب أبعد من ذلك قائلًا إنه يعول على الأحزاب المستعدة للحوار في إقناع بقية الأحزاب.

هذه التصريحات وإن كانت غير مباشرة؛ رأى مراقبون أنها تشير إلى سعي لتكرار سيناريو تفكيك القطب المعارض كما حدث مع منسقية المعارضة التي قام على أنقاضها المنتدى.

بعد سنوات من العمل على إسقاط النظام عبر المسيرات المطالبة بالرحيل؛ انتهى مصير منسقية المعارضة بالتفكك بعد مشاركة حزب تواصل الإسلامي في الانتخابات التشريعية وكادت أحزاب أخرى معارضة تتفكك لحظتها.

 لقاءات سابقة

وبعد قطيعة دامت منذ 2009؛ التقى ممثلون عن النظام والمعارضة بقصر المؤتمرات في نواكشوط من أجل تحريك جثة الحوار الراكدة. لكن المعارضة طالبت بضمانات مكتوبة قبل الدخول في الحوار حتى لا يكون مصير أي اتفاق محتمل مثل مصير اتفاق داكار 2009 والذي اعتبرت المعارضة أن النظام تنصل منه. هذه الضمانات وصفها رأس النظام مرات بأنها شروط مسبقة قائلًا إن المعارضين يسعون إلى جني نتائج الحوار قبل بدئه. ورغم أن اللقاء الأول لم يكن ناجحًا إلا أنه أشفع بلقاء ثان سلمت خلاله المعارضة شروطها التي تنتظر ردًا مكتوبًا عليها من قبل النظام، حتى الآن.

اقرأ/ي أيضًا:

الأزمة السياسية في موريتانيا والحوار المرتقب

موريتانيا بخير سيدي الرئيس