20-مارس-2025
تجددت الغارات على اليمن (رويترز)

تجددت الغارات على اليمن (رويترز)

جدّدت القوات الأميركية في المنطقة قصفها على اليمن، في ظل تصعيد الإدارة الأميركية لخطابها ضد الحوثيين. وأعلن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أن الجماعة ستظل تتعرض للضربات حتى تفقد قدرتها على تهديد الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، بينما تعهّد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في تصريحات جديدة، بالقضاء عليها. وجاء الرد الحوثي على استمرار القصف الأميركي بشن هجمات جديدة، أمس الأربعاء وصباح اليوم الخميس، استهدفت حاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان من جهة، ومطار بن غوريون الإسرائيلي من جهة أخرى.

الضربات الأميركية الجديدة:

استهدفت الضربات الأميركية الأخيرة مناطق عدة، شملت صنعاء، والعصايد في مديرية الصفراء بمحافظة صعدة شمالي اليمن، إضافةً إلى محلج القطن في الحديدة، ومدينتي البيضاء والجوف، وفقًا لوسائل إعلام مقربة من الحوثيين. وأسفرت الغارات عن سقوط ضحايا، فضلًا عن أضرار كبيرة في الممتلكات، لكن لم يتم الكشف بعد عن حصيلة دقيقة للضحايا.

في المقابل، تزعم الرواية الأميركية أن المواقع المستهدفة هي منشآت عسكرية واستراتيجية تابعة للحوثيين، ولا تتضمن أي أهداف مدنية. ومن المتوقع، وفقًا لتصريحات مسؤولين أميركيين، أن تستمر الحملة العسكرية ضد الحوثيين لأسابيع قادمة.

استهدفت الضربات الأميركية الأخيرة مناطق عدة، شملت صنعاء، والعصايد في مديرية الصفراء بمحافظة صعدة شمالي اليمن

الرد الحوثي:

كشف الحوثيون اليوم الخميس عن سلسلة من الردود على القصف الأميركي، وتضمن الرد الحوثي قصف مطار بن غوريون وحاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان في البحر الأحمر.

كشف الحوثيون، اليوم الخميس، عن سلسلة من العمليات العسكرية ردًا على القصف الأميركي، شملت استهداف مطار بن غوريون في تل أبيب وحاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس هاري ترومان" في البحر الأحمر.

وأوضح المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان، أن القوة الصاروخية أطلقت صاروخًا باليستيًا فرط صوتي من نوع فلسطين 2 على مطار بن غوريون، مؤكدًا أن الهجوم "حقق هدفه بنجاح". وأضاف أن قوات الجماعة تواصل، لليوم الخامس على التوالي، التصدي "للعدوان الأميركي"، الذي استهدف خلال الساعات الماضية "المنشآت والأعيان المدنية في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الأخرى".

وأشار سريع إلى أن الجماعة صعّدت من عملياتها ضد القطع الحربية الأميركية في البحر الأحمر، حيث استهدفت حاملة الطائرات "هاري ترومان" بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيّرة، مشددًا على أن الهجوم "حقق أهدافه بنجاح"، وفق تعبيره.

من جهتها، نفت القوات الأميركية تعرض هاري ترومان لأي أضرار، مؤكدةً أنها تتعامل مع هذه الهجمات بشكل مستمر منذ بدء الحملة العسكرية الأميركية على الحوثيين، السبت الماضي.

وفي بيان جديد، أكد الحوثيون أن "العدو الأميركي سيفشل في منع اليمن من استهداف إسرائيل، ردًا على مجازرها في غزة"، مضيفين أن قواتهم "مستمرة في عرقلة الملاحة الإسرائيلية ودعم المقاومة الفلسطينية حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في القطاع".

إسرائيل تعلن اعتراض الصاروخ وإصابات خلال الإخلاء

بعد إعلان الحوثيين عن استهداف إسرائيل بصاروخ فرط صوتي، أعلنت خدمات الإسعاف الإسرائيلية عن إصابة 13 شخصًا بجروح طفيفة أثناء محاولتهم الوصول إلى الملاجئ بعد إطلاق صفارات الإنذار. كما أفادت وسائل إعلام عبرية بأنه تم إجلاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مكان آمن خلال جلسة للكنيست، عقب إطلاق التحذيرات الأمنية في القدس. وفي وقت لاحق، أكدت إسرائيل أن منظومتها الدفاعية تمكنت من اعتراض الصاروخ بنجاح.

ترامب يتوعد بالقضاء على الحوثيين

في سياق متصل، صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهجته ضد الحوثيين، حيث نشر، أمس الأربعاء، على منصته تروث سوشال منشورًا تعهّد فيه بـ "القضاء على الحوثيين تمامًا"، في خطوة تعكس تحولًا واضحًا في الخطاب الأميركي. واعتبر مراقبون أن هذه التصريحات قد تشير إلى تصعيد وشيك للحملة العسكرية، وربما توسيعها لتشمل تدخلًا بريًا يهدف إلى إنهاء سيطرة الحوثيين على اليمن.

ورغم أن الحوثيين يسيطرون على 30% فقط من الأراضي اليمنية، فإن تلك المناطق تشمل العاصمة صنعاء ومدنًا إستراتيجية، كما أنها موطن 70% من سكان اليمن، ما يجعل السيطرة عليها أمرًا محوريًا في أي مواجهة مستقبلية.

وزعم ترامب أن القوات الأميركية ألحقت أضرارًا جسيمة بالحوثيين، مؤكدًا أن "الوضع سيزداد سوءًا بالنسبة لهم تدريجيًا". وأضاف أن الحوثيين "سيخسرون في كل الأحوال"، لكن وقف الدعم الإيراني سيؤدي إلى "سقوطهم بسرعة"، وفق تعبيره.

ودعا ترامب إيران إلى "التوقف فورًا عن إرسال الأسلحة للحوثيين وتركهم يقاتلون بمفردهم"، مشيرًا إلى أن تقارير الاستخبارات الأميركية تؤكد استمرار طهران في تزويد الحوثيين بالسلاح، رغم خفض مستوى دعمها لهم.

صعّد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من تهديداته ضد الحوثيين وإيران، مؤكدًا أن الحملة العسكرية ضد الجماعة في اليمن ستستمر

أفادت شبكة "سي أن أن" بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب منح إيران مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، مشيرةً إلى أنه في حال أصرت طهران على رفض التفاوض حتى انتهاء المهلة، فقد تواجه عملًا عسكريًا من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.

في سياق متصل، صعّد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من تهديداته ضد الحوثيين وإيران، مؤكدًا أن الحملة العسكرية ضد الجماعة في اليمن ستستمر حتى تفقد قدرتها على تهديد البحرية الأميركية والشحن العالمي. كما اتهم إيران بمواصلة دعم الحوثيين، مضيفًا أن الرئيس ترامب سيحاسب طهران قريبًا على دعمها "للإرهابيين"، وفق تعبيره.

ولم يصدر رد رسمي من الخارجية الإيرانية على هذه التهديدات الأميركية، لكنها سبق أن أدانت الهجمات الأميركية على اليمن، وكذلك ما وصفته بـ"حرب الإبادة الجماعية" في غزة، نافيةً في الوقت ذاته أن تكون لها سلطة على قرارات الحوثيين. في المقابل، تعهّد الجيش الإيراني بالرد على أي هجوم يستهدف إيران أو مصالحها.