04-ديسمبر-2017

تمول أبوظبي مليشيات مسلحة تقوم بانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في اليمن (صالح العبيدي/أ.ف.ب)

منذ أطلقت الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات، التي يديرها نشطاء حقوقيون وصحفيون ومن أسموا أنفسهم "ضحايا النظام السياسي في الإمارات"، في 15 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، للتوعية بانتهاكات حقوق الإنسان التي يقوم بها أصحاب القرار في الإمارات، كانت الحرب على اليمن أحد أهم الملفات التي عملت عليها الحملة، فضلاً عن ملفات أخرى تبرز الجانب المظلم للمدينة البراقة.

أكدت الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات استقدام النظام الإماراتي مجموعة من المرتزقة من أمريكا اللاتينية لليمن حيث ارتكبوا جرائم حرب في حق أبناء البلد

في هذا التقرير، سنسلط الضوء على الفضائح المتعلقة باستقدام النظام في الإمارات لمجموعة من المرتزقة من كولومبيا ودول أخرى أجنبية للعمل في اليمن على حراسة الأماكن الاستراتيجية، وهؤلاء قاموا بارتكاب جرائم حرب ضد الأطفال والنساء والعُزل من أبناء اليمن التعيس.

اقرأ/ي أيضًا: وجه الإمارات المفضوح في اليمن.. حرب على الشرعية وحقوق الإنسان

حملة ضد التيار

سعت الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات ICBU منذ بداية عملها الضغط على الرأي العام الغربي من أجل فضح انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها الإمارات، وتتهم بها دولاً أخرى. السجل السيئ لحقوق الإنسان الذي تمتلكه الإمارات توثقه تقارير دولية تحدثت عن انتهاكات وفظائع وتمويل لجماعات إرهابية من قبل الإمارات، وذلك خاصة في الحرب على اليمن.

تتعرض التقارير لتورط الإمارات في تمويل جماعات مسلحة في الحرب على اليمن، تلك الحرب التي حصدت حتى الآن أرواح 5021 شخصًا وأصابت أكثر من 8000 شخص في النزاع المسلح الدائر هناك، فضلاً عن مئات الآلاف الآخرين المصابين بالكوليرا. ولا يمكن إغفال ما ذكرته تقارير أخرى عما مارسته قوات تابعة للإمارات والسعودية في اليمن من اختفاء قسري للمئات من اليمينيين وحرمان أهاليهم من الوصول إليهم وإخفاء كافة المعلومات عن مناطق احتجازهم.

اقرأ/ي أيضًا: دولة الانتهاكات.. تقرير أممي يفضح تورط الإمارات في أنشطة عسكرية غير مشروعة

استقدام المرتزقة الأجانب للقتال في اليمن: العار متجسداً!

كانت نيويورك تايمز قد نشرت منذ سنتين معلومات عن استقدام الإمارات لعدد كبير من المقاتلين من أمريكا اللاتينية، من كولومبيا وبنما وتشيلي والسلفادور لتوظيفهم في حرب اليمن، مضيفين إلى الوضع المعقد هناك عنصرًا يزيد من تعقيد المشهد. يذكر أن شون ماكفيت، العضو البارز في مجلس الأطلسي ومؤلف كتاب "المرتزقة الجدد: الجيوش الخاصة ودورهم في النظام العالمي"  قد قال في هذا الشأن إن "المرتزقة الجدد هم الخيار المفضل للدول الغنية التي تريد شن الحروب عن بُعد ولا تريد لمواطنيها التورط في القتال".

الجدير بالذكر أيضًا أن هذه هي أول عملية نشر لقوات قتالية أجنبية دبرتها ونفذتها الإمارات بهدوء في اليمن على حد قول نيويورك تايمز، وأن نشر هذه القوات تم تحت إشراف شركة أمريكية هي شركة بلاكووتر. في هذا السياق، قال ماكفيت عن هذا المشروع الظلامي إن "الصناعة العسكرية الخاصة عالمية الآن"، وأضاف: "الولايات المتحدة بدأت هذه الصناعة أساسًا باعتمادها الشديد على مقاولي الحروب المتعاونين معها، في العراق وأفغانستان على مدى أكثر من عقد من الحرب".

وقد ذكرت نيويورك تايمز أن القوات الكولومبية المكونة من لواء فيه حوالي 1800 مقاتل ، تتدرب الآن على استخدام قاذفات القنابل اليدوية وقيادة المدرعات. أما أحد أهم أسباب اختيار القوات اللاتينية وخاصة الكولومبية فهو معرفة المسؤولين الإماراتيين بخبرة القوات الكولومبية في حرب العصابات، خاصة وأنهم قد قضوا عقودًا من الحرب ضد قوات الثورة المسلحة الكولومبية الفارك، وفي هذه الحالة ستنضم القوات الكولومبية المسلحة في اليمن إلى نظرائهم من الجنود السودانيين الذين جندتهم السعودية للقتال هناك كجزء من التحالف.

أحد التقارير المهمة أشار أيضًا إلى استخدام الإمارات لإريتريا في حربها في اليمن، حيث نشرت الأمم المتحدة تقريرًا مهمًا حول القاعدة العسكرية التي أنشأتها الإمارات هناك، بالإضافة إلى 400 جندي إريتري استخدمتهم الإمارات في الحرب، وهو ما يعتبر خرقًا لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن رقم 751 لسنة 1992 و1907 لسنة 2009  التي تقيد الأنشطة العسكرية الإيريترية.

رسميًا ترفض الإمارات التعليق على إرسال جنود لاتينيين إلى اليمن، وقد رفض يوسف العتيبة سفير الإمارات في الولايات المتحدة التعليق على الموضوع، كما رفض المتحدث باسم القيادة المركزية للولايات المتحدة أيضًا.

شون ماكفيت: "المرتزقة الجدد هم الخيار المفضل للدول الغنية التي تريد شن الحروب عن بُعد ولا تريد لمواطنيها التورط في القتال"

رسالة إلى خوان مانويل سانتوس: أعيدوهم إلى البلاد وحاكموهم!

أرسلت الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات رسالة إلى أعضاء البرلمان في كولومبيا وإلى الرئيس خوان مانويل سانتوس، تؤكد فيها وجود لواء من 1800 مقاتل كولومبي دفعت بهم الإمارات إلى اليمن، وتحث فيها السلطات الكولومبية إلى ضرورة ملاحقة المرتزقة الكولومبيين الموجودين من أجل الحرب على اليمن بتمويل إماراتي، ومحاكمتهم في بلادهم، وتذكر أن القانون الدولي واضح بشأن المرتزقة، في إشارة إلى أن الأمم المتحدة "مقتنعة بأنه على الرغم من الطريقة التي يستخدم بها المرتزقة أو الأنشطة ذات الصلة بالمرتزقة أو الشكل الذي يتخذونه للحصول على بعض مظاهر الشرعية، فإنهم يشكلون تهديدًا للسلام والأمن وحق الشعوب في تقرير المصير، وعقبة أمام تمتع الشعوب بحقوق الإنسان".

وتناولت الرسالة ما اعتمدته الجمعية العامة عام 1970 بخصوص ميثاق الأمم المتحدة المتعلق بالعلاقات الدولية والتعاون بين الدول ما نصه: "على كل دولة واجب الامتناع عن تنظيم أو تشجيع تنظيم قوات غير نظامية أو عصابات مسلحة، بما في ذلك المرتزقة، على اقتحام دولة أخرى". كما أوردت الرسالة أن استخدام المرتزقة يتناقض مع أحكام المادة 47 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف. ولا يعطي المرتزقة حتى مركز المقاتلين العاديين، ولا يمنحهم حقوق أسرى الحرب.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حرب الإمارات ضد الشرعية اليمنية

مؤامرة ابن زايد.. الإطاحة بالشرعية في اليمن ضمن مهمات التخريب