1. سياسة
  2. سياق متصل

الحملة الأميركية على الحوثيين.. مخاطر استنزاف الذخائر والعجز عن ردع الصين

9 ابريل 2025
(GETTY) الولايات المتحدة تتورط في اليمن
محمد يحي حسنيمحمد يحي حسني

توشك الحملة العسكرية الأميركية في اليمن على إكمال شهرها الثاني دون أن تحقق أهدافها الإستراتيجية، وعلى رأسها ضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب. ويُشار إلى أن الرئيس السابق دونالد ترامب أضاف هدفاً جديداً للحملة، يتمثل في "القضاء على الحوثيين".

ويُعقّد طول أمد الحملة ضد الحوثيين من مهام القوات الأميركية، ويُربك خطط البنتاغون الرامية إلى ردع الصين في آسيا والمحيط الهادئ، لا سيما في ظل تزايد احتمالات اندلاع صراع عسكري في المنطقة، على سبيل المثال لا الحصر، بين الصين وتايوان.

وبحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين، فإنّ التورط العسكري المتزايد ضد الحوثيين في اليمن يُفاقم من حجم المخاطر العملياتية المحتملة في حال نشوب مواجهة بحرية في بحر الصين الجنوبي بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، والصين من جهة أخرى.

ويبدو أن هذه المعطيات تُفسّر تصريحات وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيت، الذي شدّد على ضرورة إعطاء أولوية مطلقة لتعزيز الوجود العسكري الأميركي في آسيا والمحيط الهادئ، بهدف ردع الصين. كما أكد اليوم الأربعاء أن الولايات المتحدة "ملتزمة باستعادة قناة بنما من النفوذ الصيني"، على حد تعبيره.

يُعقّد طول أمَد الحملة على الحوثيين من مهام القوات الأميركية ومن مخططات البنتاغون الرامية إلى ردع الصين في آسيا والمحيط الهادي، لا سيما  في ظل تزايد احتمالات اندلاع صراعٍ عسكري في المنطقة بين الصين وتايوان على سبيل المثال لا الحصر

الغارات على اليمن ومخاطر الاستنزاف

شنّت القوات الأميركية، بين يوم أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء، أكثر من 20 غارة على أهداف متعددة في اليمن، شملت العاصمة صنعاء ومحافظات مأرب والحديدة وإب. وأسفرت تلك الغارات، وفقًا لوسائل إعلام تابعة للحوثيين، عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 16 آخرين.

وتؤكد التصريحات القادمة من واشنطن أن الغارات على الحوثيين ستستمر حتى تحقيق أهدافها. وفي هذا السياق، كشفت بيانات لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن القوات الأميركية استهدفت، منذ انطلاق الحملة في 15 آذار/مارس الماضي، أكثر من 300 هدف تابع لجماعة "أنصار الله". ومع ذلك، يقرّ البنتاغون بأن القدرات العسكرية للحوثيين لم تتضرر بشكل كبير، إذ لا يزالون قادرين على شن هجمات ضد سفن الملاحة وإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة باتجاه أهداف أميركية في البحر الأحمر.

يُشار إلى أن البحرية الأميركية دفعت بحاملتي طائرات إلى الشرق الأوسط، إلى جانب الحاملة "هاري ترومان" المتمركزة في البحر الأحمر. ويعكس هذا الحشد رغبة أميركية في تعزيز وجودها العسكري في المنطقة، خلافًا للتوقعات السابقة التي رجّحت توجه الإدارة الأميركية نحو تقليص وجودها في الشرق الأوسط لصالح تركيز أكبر على آسيا وردع الصين هناك.

ويُعزى هذا التحوّل في الأولويات الأميركية إلى تبعات هجوم السابع من أكتوبر، وتزايد احتمالات نشوب حرب إقليمية في المنطقة.

مع ذلك، توضح تصريحات البنتاغون أن التركيز الحالي على الشرق الأوسط مؤقت، وليس تحوّلًا استراتيجيًا دائمًا. فالصين لا تزال تمثّل الهاجس الجيوسياسي الأبرز لواشنطن. إلا أن استمرار التورط العسكري الأميركي في اليمن يُهدد بجرّ القوات الأميركية إلى مستنقع استنزاف طويل، وكلما طال أمد الحملة ارتفعت كلفتها، ومنحت الصين وقتًا إضافيًا وحافزًا أكبر للتحرك نحو ضم تايوان بالقوة. وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد أشار مرارًا إلى ضرورة "استعادة" تايوان، دون تحديد جدول زمني لذلك.

البحث عن التوازنات الصعبة يُكلّف واشنطن كثيرًا

سلّطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على التحديات التي تواجه الجيش الأميركي نتيجة حملته العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، واعتبرت أن التحدي الرئيسي يتمثل في "موازنة الموارد"، مؤكدة أن ما أنفقته القوات الأميركية خلال شهر من القصف يفوق بكثير ما هو معلن من قبل البنتاغون.

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إن القوات الأميركية أنفقت ما يقارب 200 مليون دولار على الذخائر وحدها خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من الغارات، مشيرين إلى أن الكلفة الحقيقية للحملة تتجاوز المليار دولار عند احتساب "النفقات التشغيلية والبشرية"، بحسب تعبيرهم.

وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الدفاع الأميركية دفعت بحاملتي طائرات إلى الشرق الأوسط، إلى جانب قاذفات شبح من طراز B2، وطائرات مقاتلة أخرى، إضافة إلى منظومات دفاع جوي من نوع باتريوت وثاد، منذ بدء الحملة على الحوثيين. وقد وصل الأمر إلى حدّ سحب حاملة الطائرات "كارل فينسون" والسفن المرافقة لها من منطقة المحيط الهادئ وتوجيهها نحو الشرق الأوسط.

مخاوف من الاستنزاف

نقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول في الكونغرس الأميركي قوله إن القوات البحرية الأميركية والقيادة العسكرية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ أعربتا عن قلق بالغ إزاء وتيرة استهلاك الذخائر في الحملة على اليمن، محذرًا من أن هذا الوضع قد يضطر الجيش الأميركي إلى سحب جزء من مخزونه من الأسلحة الدقيقة في آسيا والمحيط الهادئ لصالح العمليات في الشرق الأوسط.

ووفقًا لمصادر الصحيفة، فإن هذا التحول قد يُضعف من جاهزية القوات الأميركية في المحيطين، في وقتٍ تواصل فيه الصين تسريع وتيرة تحديث جيشها وتوسيع ترسانتها العسكرية، استعدادًا لاحتمال نشوب مواجهة مع الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة بحر الصين الجنوبي، بما يشمل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وتايوان.

كلمات مفتاحية
إسرائيل وإيران

إيران تلوّح بإغلاق مضيق هرمز ودبلوماسية الطوارئ تسابق التصعيد

تسارعت وتيرة التحركات الديبلوماسية الرامية إلى احتواء الحرب الإسرائيلية الإيرانية قبل تحولها إلى حرب إقليمية شاملة

بات يام

إيران تضرب العمق الإسرائيلي.. وترامب ينأى بإدارته عن الحرب

شهدت الساعات الأولى من فجر اليوم الأحد موجة جديدة من القصف المتبادل بين إيران وإسرائيل، في واحدة من أعنف جولات الاشتباك العسكري المباشر بين الجانبين منذ عقود

دونالد ترامب

عرض ترامب العسكري.. رسائل للداخل والخارج

يحتفل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالذكرى الـ250 لإنشاء الجيش الأميركي، وبعيد ميلاده الشخصي التاسع والسبعين

إسرائيل وإيران
سياق متصل

إيران تلوّح بإغلاق مضيق هرمز ودبلوماسية الطوارئ تسابق التصعيد

تسارعت وتيرة التحركات الديبلوماسية الرامية إلى احتواء الحرب الإسرائيلية الإيرانية قبل تحولها إلى حرب إقليمية شاملة

بات يام
سياق متصل

إيران تضرب العمق الإسرائيلي.. وترامب ينأى بإدارته عن الحرب

شهدت الساعات الأولى من فجر اليوم الأحد موجة جديدة من القصف المتبادل بين إيران وإسرائيل، في واحدة من أعنف جولات الاشتباك العسكري المباشر بين الجانبين منذ عقود

الشاعر والروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله (PoetryProject)
نشرة ثقافية

"الخيول البيضاء" تقود إبراهيم نصر الله إلى قائمة جائزة "نيوستاد" العالمية

وصول الكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله إلى القائمة النهائية لجائزة نيوستاد الأدبية العالمية

دونالد ترامب
سياق متصل

عرض ترامب العسكري.. رسائل للداخل والخارج

يحتفل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالذكرى الـ250 لإنشاء الجيش الأميركي، وبعيد ميلاده الشخصي التاسع والسبعين