الحملة الأمنية على مخيم جنين.. ماذا تريد السلطة الفلسطينية؟
18 ديسمبر 2024
تجددت الاشتباكات في مخيم جنين بين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ورجال المقاومة، وسط تبادل كثيف لإطلاق النار، حيث أُعطبت آلية لأجهزة الأمن في محيط مخيم جنين بالتزامن مع الحصار المفروض على المخيم.
وتستمر الأزمة لليوم الثالث عشر على التوالي إذ خلّفت ثلاث ضحايا وعددًا من الإصابات وسط توتر كبير. وتدعي السلطة أنها تقوم بعملية أمنية في المخيم أطلقت عليها "حماية وطن" لملاحقة من وصفتهم بـ"الخارجين عن القانون".
في حين تقول كتيبة "جنين"، التابعة للجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن الهدف من العملية ملاحقة المقاومين ونزع سلاحهم، مشددةً على رفضها لهذا الأمر.
العملية هي رسالة من محمود عباس إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، قبيل توليه مهامه على أنه قادر على أخذ زمام المبادرة في الضفة الغربية المحتلة
وفي هذا السياق، كشف قائد كتيبة جنين، بأنهم أرسلوا للأجهزة الأمنية شخصيات للحل لكن الأجهزة ردت بعنجهية، وطلبت نزع السلاح، وقالت إنها "لن تسمح بقتال إسرائيل".
ويتواصل الإضراب التجاري الشامل في جنين احتجاجًا على استمرار العملية العسكرية لأجهزة أمن السلطة ضد المقاومة في المخيم، وقد أظهرت مقاطع مصورة استمرار الإضراب في ارجاء المدينة.
فيما خرجت مظاهرة في طولكرم دعمًا للمقاومة وكتيبة جنين، مطالبة بإنهاء العملية الأمنية التي أطلقتها أجهزة أمن السلطة ضد المقاومين في مخيم جنين.
فيديو | اشتباكات مستمرة في مخيم جنين بين الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية وكتيبة جنين، واحتراق مركبات تابعة للسلطة الفلسطينية في المخيم#مخيم_جنين #جنين #السلطة_الفلسطينية pic.twitter.com/RWUvafDMet
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) December 17, 2024
وكان العشرات المواطنين قد شاركوا في مسيرة طالبت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية بإنهاء عمليتها في مخيم جنين، إلا أن أجهزة الأمن قمعتها بقنابل الصوت وقنابل الغاز المسيل للدموع.
من جهته، دعا القيادي في حركة حماس، عبد الرحمن شديد، إلى حماية وإسناد المقاومة في جنين، والحشد الواسع في فعاليات "يوم الغضب"، نصرة للمخيم الذي "يتعرض لحصار من قبل أجهزة السلطة وممارسات قمعية تستهدف أبناء شعبنا الصامد ومقاومته الباسلة".
يشار إلى أن الحملة الأمنية ضد المقاومة في مخيم جنين تكتسب أهمية بالغة لقيادة السلطة الفلسطينية، وفق ما كشفت عنه وسائل إعلام أميركية، وبحسب موقع "أكسيوس"، فالعملية هي رسالة من محمود عباس إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، قبيل توليه مهامه، على أنه قادر على أخذ زمام المبادرة في الضفة الغربية المحتلة.
بالإضافة لذلك، فإن دوافع العملية كذلك، هو محاولة منع نقل ما حصل سوريا إلى الضفة الغربية، لأن عباس وفريقه كانوا قلقين من أن ما حدث في حلب ودمشق قد يلهم الفصائل الإسلامية الفلسطينية، بحسب ما أفاد به مسؤولون فلسطينيون وأميركيون.
ونقل الموقع الأميركي عن مصادر في رام الله بأن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أمر قادة الأجهزة الأمنية بالسيطرة على جنين ومخيمها، محذرًا الضباط المتحفظين على تلك الخطوة بالفصل.
إضراب شامل وانقطاع الخدمات في جنين، مع استمرار الاشتباكات بين أجهزة أمن السلطة وكتيبة جنين منذ 12 يومًا. pic.twitter.com/gYdb9kf3mx
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) December 17, 2024
كما أفاد الموقع بأن قيادات في السلطة كانت قد نسقت مع الأميركيين العملية في جنين، فقد اطلعت إدارة بايدن ومستشاري الرئيس المنتخب ترامب على خطط العملية، حتى أن المنسق الأمني الأميركي، مايك فينزل، اجتمع بقادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
وقال مسؤول فلسطيني لـ"أكسيوس" إن السلطة الفلسطينية أعطت فينزل قائمة بالمعدات والذخيرة التي تحتاجها أجهزة أمن السلطة. وقد أكدت مصادر فلسطينية وأميركية أن المنسق الأمني الأميركي وسفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، جاك لوي، ومسؤولين آخرين في إدارة بايدن طلبوا من إسرائيل الموافقة على شحنة عاجلة من الذخيرة والخوذات والسترات الواقية من الرصاص ومعدات الرؤية الليلية والمركبات المدرعة لصالح أجهزة أمن السلطة.
كما طلبت إدارة بايدن من حكومة نتنياهو الإفراج عن بعض أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية، حتى تتمكن من دفع رواتب أفراد عناصر أجهزة الأمن التي تشارك في الحملة على المقاومة بجنين.