28-أغسطس-2019

استعادت الحكومة اليمنية مدينة عدن بعد أسابيع من سيطرة المجلس الانتقالي عليها (Getty)

أعادت الحكومة اليمنية سيطرتها على مدينة عدن جنوبي اليمن، بعد نحو عشرين يومًا من سيطرة القوات الموالية للإمارات عليها، بالإضافة إلى السيطرة على محافظتي أبين وشبوة جنوب شرقي اليمن.

خلال السنوات الماضية أعلنت الإمارات حربها المزعومة ضد تنظيم القاعدة في اليمن، وبدأت بنشر وتدريب الآلاف من المليشيات في الجنوب للسيطرة على الموانئ اليمنية وحقول النفط، تحت غطاء محاربة التنظيمات الإرهابية

وجاءت الانتصارات الحكومية في جنوب اليمن بعد التحركات العسكرية للقوات الحكومية في محافظة شبوة بالإضافة إلى إشراف الحكومة اليمنية برئاسة معين عبدالملك على العمليات العسكرية من مدينة عتق عاصمة شبوة، ناهيك عن تحميل الإمارات مسؤولية الانقلاب عليها والمطالبة بطردها من اليمن.

اقرأ/ي أيضًا: بعد تواطؤ سعودي.. عدن تحت سيطرة الإمارات

وكانت القوات الحكومية قد تمكنت من السيطرة على محافظة شبوة بما فيها معسكرات النخبة الشبوانية ومقر المجلس الانتقالي وميناء بلحاف النفطي، يوم الأحد الماضي، وأجبرت القوات الإماراتية على المغادرة نحو محافظة حضرموت.

وخلال الساعات الماضية تمكنت القوات الحكومية من السيطرة على محافظة أبين ومدينة عدن العاصمة المؤقتة وطرد مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي من المدينة. واستطاعت القوات الحكومية السيطرة على مطار عدن وأحياء المعلا والتواهي بعد سيطرتها على خور مكسر، ودار سعد وسط ترحيب شعبي واحتفال في أوساط أبناء المحافظة، بحسب مصادر محلية وإعلامية.

 وفرت المليشيات الموالية للانتقالي من مدينة عدن صوب محافظة لحج ومناطق جنوبية أخرى. فيما دعت وزارة الداخلية اليمنية "القيادات العسكرية والأهالي للحفاظ على الممتلكات في عدن كما حذرت من أي أعمال انتقامية من قيادات الانتقالي". وتقوم قوات الشرطة العسكرية والأمن التابعة الحكومة للشرعية حاليًا بتأمين كافة المؤسسات الحيوية في عدن بما فيها البنك المركزي، بحسب الحكومة.

وأقرت وزارة الداخلية اليمنية منع المجاميع المسلحة من التجول في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة أبين ولحج، وأكدت الوزارة في بيان لها أنها ستقوم من خلال أجهزتها المختصة، وبالتنسيق الكامل مع قوات الجيش الوطني، بدورها في حفظ الأمن والسكينة وحماية الممتلكات العامة والخاصة.

وما زالت القوات الموالية للحكومة الشرعية تواصل تمشيط مديريات محافظة عدن من مليشيات الانتقالي التي تنسحب نحو محافظة لحج. وتمكنت القوات التابعة للهادي من أسر العشرات من المليشيات الموالية للإمارات خلال الساعات الماضية.

وفي محافظة لحج جنوب البلاد، تحاصر قوات الجيش الوطني اللواء الخامس التابع للمجلس الانتقالي الذي يقوده الانقلابي المتمرد صالح السيد. ومن المقرر أن تعود الحكومة اليمنية خلال الساعات القادمة نحو مدينة عدن جنوبي اليمن للقيام بتطبيع الأوضاع في المدينة، بحسب تصريح صحفي للمتحدث باسم الحكومة راجح بادي.

وتستعد  القوات الحكومية للتوجه نحو محافظتي الضالع ولحج لاستعادتها من مليشيات المجلس الانتقالي الموالي للإمارات. وخلال الأيام الماضية دفع الانتقالي بمعدات قتالية ودبابات إلى محافظة لحج والضالع، ما ينذر بمواجهات بين القوات الموالية للإمارات والقوات الحكومية في المحافظة.

وعلى الرغم من الانتصارات المتسارعة للحكومة في الجنوب، إلا أن مراقبين يرون أنها عملية استلام وتسليم بين وكلاء السعودية والإمارات، ولم يكن دخول الجيش الوطني عدن بالقوة العسكرية إلا رد اعتبار للحكومة.

وكانت الحكومة اليمنية قد حملت أبوظبي المسؤولية وراء الانقلاب عليها، بشكل رسمي، واتهمتها أمام مجلس الأمن بمحاولة تقسيم اليمن وتمزيقه، وطالبت بإزاحتها من التحالف العسكري الذي تقوده الرياض، ما وضعها  أمام موقف محرج، وأجبرها على إعلان دعمها ليمن موحد.

وفي بيان مشترك للرياض وأبوظبي دافع البلدان فيه عن الإمارات معتبرين أن تضحياتهما وحربهما  كانت لأجل دعم الشرعية، وأعلن البيان دعم البلدين لشرعية الرئيس هادي وللوحدة اليمنية أيضًا، ما يلاقي تشكيكًا من قبل عديد من الناشطين.

وردًا على الاتهامات التي وجهها ناشطون ومسؤولون للرياض بالتواطؤ مع الإمارات وخذلان الحكومة، أعلن مجلس الشورى السعودي، في جلسة له الثلاثاء، برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، على الحفاظ على الدولة اليمنية ومصالحها تحت قيادة الرئيس هادي. واعتبر مجلس الشورى، أن دعوة المملكة للحكومة اليمنية ولجميع الأطراف التي نشب بينها النزاع في عدن لعقد اجتماع في المملكة لمناقشة الخلافات يأتي تجسيدًا لحرص المملكة على تغليب الحكمة والحوار ونبذ الفرقة ووقف الفتنة، ما يراه مراقبون مجرد تحايل على المواقف السعودي المتواطئ مع الانقلاب.

وقد أعلن المجلس الانتقالي الذي يسيطر على مدينة عدن العاصمة المؤقتة، ترحيبه ببيان التحالف الذي تقوده الرياض، لكنه شدد على مواصلة الحرب ضد الحكومة الشرعية التي وصفها بالإرهابية. وكانت قيادات المجلس الانتقالي قد ذهبت إلى مدينة جدة السعودية بدعوة من الرياض للحوار مع الحكومة الشرعية، لكن الأخيرة رفضت الجلوس مع الانتقالي حتى الانسحاب من المواقع الحكومية ومعسكرات الحرس الرئاسي في عدن.

وخلال السنوات الماضية أعلنت الإمارات حربها ضد تنظيم القاعدة في اليمن، وبدأت بنشر وتدريب الآلاف من المليشيات في الجنوب للسيطرة على الموانئ اليمنية وحقول النفط، تحت غطاء محاربة التنظيمات الإرهابية، لكن سرديتها بدت غير مقنعة لكثير من المتابعين، خاصة مع التقارير التي فضحت تواطؤها مع التنظيمات الإرهابية نفسها، وانقلابها الأخير على الحكومة تحت غطاء محاربة حزب الإصلاح اليمني، (جناح الإخوان المسلمين في اليمن)، والتي تعده أبوظبي حزبًا إرهابيًا.

اقرأ/ي أيضًا: مغامرة الإمارات في عدن.. إلى أين يتجه جنوب اليمن؟

وبدأت الحكومة بدمج العديد من أفراد القوات الموالية للإمارات في قوات الجيش والشرطة، وستعمل على دمج كافة الوحدات العسكرية ضمن القوات الحكومية.  

خلال الساعات الماضية تمكنت القوات الحكومية من السيطرة على محافظة أبين ومدينة عدن العاصمة المؤقتة وطرد مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي من المدينة، واستطاعت السيطرة على مطار عدن وأحياء المعلا والتواهي

وفي أول تعليق للحوثيين قال عضو المجلس السياسي الأعلى للجماعة، محمد البخيتي، إن دول التحالف تتعامل مع اليمنيين الجنوبيين كأداة بدليل أنهم باعوهم  في أول محطة. وأضاف القيادي في الجماعة المدعومة من إيران أن الضالع وردفان ويافع مستهدفة من قبل الخارج إضافة إلى الهضبة الشمالية مستهدفة، لأن تلك المناطق "هي التي تتصدر مواجهة الاستعمار الخارجي وتحمي السيادة والاستقلال".

 

اقرأ/ي أيضًا:

وجه الإمارات المفضوح في اليمن.. حرب على الشرعية وحقوق الإنسان

توحش الإمارات مستمر في اليمن.. العالم خرج عن صمته