29-أكتوبر-2019

لا تزال استقالة الحريري معلقة بانتظار موافقة رئيس الجمهورية (Getty)

أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري تقديم استقالته اليوم إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، استجابة لمطالب المتظاهرين في شوارع وساحات لبنان. فيما شهد اليوم الثلاثاء قمعًا واسعًا من قبل أنصار حزب الله وحركة أمل للمتظاهرين في ساحات بيروت، هاتفين ضد الاحتجاجات، ودعمًا لزعيمي الحزبين حسن نصر الله ونبيه بري.

أوضح الحريري في كلمة قصيرة مقتضبة أنه قد وصل إلى طريق مسدود مع شركائه في السُلطة، وأنه أصبح من الضروري إحداث صدمة كبيرة لمواجهة الأزمة الحالية

وأوضح الحريري في كلمة قصيرة مقتضبة أنه قد وصل إلى طريق مسدود مع شركائه في السُلطة، وأنه أصبح من الضروري إحداث صدمة كبيرة لمواجهة الأزمة الحالية.

اقرأ/ي أيضًا:  الانتفاضة اللبنانية مستمرة واستمرار إقفال المصارف والمدارس

وقال الحريري بأنه سيتوجه إلى قصر بعبدا لتقديم استقالته لرئيس الجمهورية وللشعب اللبناني تجاوبًا مع إرادة اللبنانيين المطالبين بالتغيير، والتزامًا بضرورة تقديم شبكة أمان لتحمي البلد، مناشدًا جميع اللبنانيين بتقديم مصلحة البلاد وحماية لبنان وعدم التدهور الاقتصادي على كل شيء آخر.

كما طالب رئيس الوزراء المستقيل شركاءه في الحكومة بتحمل المسؤولية عن حماية لبنان والنهوض بالاقتصاد اللبناني مستغلين الفرصة الحالية لتحقيق ذلك، قائلًا إن "المناصب بتروح وبتيجي ومفيش أهم من مصلحة البلد".

ورغم أن الاستقالة لا تزال معلقة، بانتظار موافقة رئيس الجمهورية ميشيل عون، فقد استقبلت الميادين والساحات اللبنانية استقالة الحريري بالاحتفال والدبكة وإطلاق الزغاريد والهتافات للثورة، مؤكدين استمرارهم في التظاهر والاعتصام حتى تحقيق باقي مطالب الثورة.

وكان عدد ضخم من مناصري حركة أمل وحزب الله قد اعتدوا صباح اليوم على المتظاهرين والمعتصمين فوق جسر الرينغ وساحة الشهداء وساحة رياض الصُلح استباقًا لكلمة الحريري.

حيث خرج مئات من مناصري حزب الله وحركة أمل الذين هتفوا في وجه المعتصمين بشعارات داعمة لزعيم الحزب نبيه بري وأمين عام الحزب حسن نصر الله، مقابل هتافات من المعتصمين للثورة والسلمية، سرعان ما تحولت إلى اعتداءات من مناصري الحزبين الذين قاموا برشق المتظاهرين بزجاجات المياه.

ومع اقتراب المهاجمين، رفع المتظاهرون أياديهم في إشارة إلى السلمية مرددين هتافات الثورة، بينما حاولت قوات مكافحة الشغب صنع حاجز بينهم، إلا أنه سرعان ما فقدت القوات الأمنية وقوات مكافحة الشغب السيطرة على الوضع ولم تستطع منع المعتدين من التهجم على المعتصمين، فتم تكسير بعض خيام المعتصمين فوق الجسر وإصابة بعضهم إصابات طفيفة وتكسير بعض الكراسي والأثاث الذي كان قد وضعه المعتصمون لإغلاق الطريق، وتم الاعتداء على الفرق الإعلامية من المراسلين.

كان عدد ضخم من مناصري حركة أمل وحزب الله قد اعتدوا صباح اليوم على المتظاهرين والمعتصمين فوق جسر الرينغ وساحة الشهداء وساحة رياض الصُلح

وبعد دقائق معدودة، انضم المئات إلى المهاجمين على المعتصمين لينتقلوا جميعًا كجيش ضخم من فوق جسر الرينغ إلى ساحة الشهداء، حيث قاموا بالاعتداء على المتواجدين بالساحة من المتظاهرين والمواطنين وتكسير المسرح وباقي المنصات، وتكسير وهدم خيام الإسعافات الأولية وخيام فرز النفايات وخيام المعتصمين والاعتداء بالضرب على المتواجدين بداخلها بالعصيّ والقضبان الحديدية، كما تم الاعتداء على الفتيات المتظاهرات دون رد فعل من قوات الأمن وقوات الجيش المتواجدة هناك، وقاموا بإشعال النيران في مجسم أقامه المعتصمون للتعبير عن الثورة أمام قوى الأمن، ثم حرق بعض الخيام.

وفي حديث مع  "الترا صوت"، أكد الناشط السياسي باسل صالح، خروج "المئات من جماعة حزب الله وحركة أمل إلى الساحات للهجوم على المنتفضين عند نقطة جسر الرينغ كونها شريان حيوي يصل عدة مناطق من بيروت ببعضها البعض". وأضاف أن "استقالة الحريري سوف تقلب السيستم بأكمله، فحزب الله يعتبر أنه أصبح مكشوفًا إقليميًا خاصة في العراق وفي لبنان".

وأشار صالح إلى أن حسن نصر الله أعلنها صراحة يوم الجمعة الفائت بأنه هو الحاكم الأول والأخير في لبنان حيث اختصر بكلامه السلطات الدستورية والتشريعية والتنفيذية.

ومن داخل الأحداث في بيروت تحدثت فرح زاهر (32 سنة)، وهي متظاهرة شهدت وقائع العنف ظهر اليوم، مشيرة في إفادتها لـ "ألترا صوت"، إلى عمليات "حرق وتكسير بالعصي وسماع إطلاق رصاص من قبل مناصري الثنائي"، مضيفة أن "عدد الجيش غير كاف ولم يتدخل بشكل مباشر إنما فقط للفصل بين الطرفين"، نافية حصول أي "تدخل جدي في وجه من يمارس العنف".

 

اقرأ/ي أيضًا:

ميادين لبنان ترفض ورقة الحريري

تقدير موقف: انتفاضة لبنان.. أسبابها وتداعياتها