26-أغسطس-2019

يتفق حلفاء 8 آذار على النظام السوري وإيران فقط (يوتيوب)

خلال الاحتفال الأخير الذي أقامه حزب الله بمناسبة الذكرى الـ13 لحرب تموز 2006، كان لافتًا غياب عدد من أعلام بعض الأحزاب المفترض أنها حليفة للحزب، عن الصورة التي وضعت في خلفية الشاشة أثناء خطاب أمين عامه. وقد ضمت الصورة أعلام حركة أمل، والتيار الوطني الحر، والمردة، وأحزاب أخرى من تجمع 8 آذار، ولم تشمل أعلام الحزبين الشيوعي والقومي السوري الاجتماعي، الأمر الذي خلّف استياءً كبيرًا لدى جماهير هذه الأحزاب، عبّرت عنه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

ليست هذه المرة الأولى التي تنشأ خلافات بين "الأفرقاء" في حلف 8 آذار الموالي للنظام السوري وإيران، على خلفية ادعاء كل طرف أنه يمثّل المقاومة الحقيقية

للنصر ألف أب وللهزيمة أب واحد

وليست هذه المرة الأولى التي تنشأ خلافات بين "الأفرقاء" في حلف 8 آذار الموالي للنظام السوري وإيران، على خلفية ادعاء كل طرف أنه يمثّل المقاومة الحقيقية، أو يتهم الآخرين بأنهم يقللون من دوره. فيما لا يزال مصطلح "المقاومة"، كما "القضية الفلسطينية" مواد جذابة للاستهلاك ولتحقيق المكاسب، حيث يتم استخدامها في كل المواضع والمناسبات، فيما تكون ممارسات هذه القوى في الواقع، بعيدة كل البعد عن هذه القضايا في الكثير من المحطات.

اقرأ/ي أيضًا: طارق العيسمي.. بارون مخدرات حزب الله في فنزويلا

رئيس الحزب الشيوعي حنا غريب استغرب استبعاد علم حزبه من الصورة، وقال في حديث تلفزيوني: "لا أحد يمكنه أن ينكر دور الحزب الشيوعي في لبنان فيما يتعلّق بالمقاومة كائنًا من كان"، وأضاف: "إن استياء أنصار الحزب الشيوعي هو أمر طبيعي، ونحن نسأل لماذا تمّ تغييب العلم، وننتظر جوابًا". ولفت غريب بأن الأمر ليس بجديد وقد تم في السابق إغفال دور الشيوعي.

الرد الرسمي من حزب الله جاء على لسان وزير الدولة محمود القماطي، الذي قال في اتصال مع تلفزيون الجديد: "ما حصل خطأ تقني ليس أكثر، ونحن لا نخجل بحلفائنا، ولا نخجل من ذكر أسمائهم، وهناك تنسيق دائم بيننا ونحن في خندق واحد". كما عاد الأمين العام للحزب، نصرالله، في خطابه يوم الأحد، مؤكدًا سردية "الخطأ الفني"، ومعتبرًا أنه "انتصار الجميع".

وقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي اشتباكات كلامية بين جمهور محور "الممانعة" الذي تظهر الأحداث دائمًا بأن لا شيء يوحده سوى الولاء للنظام السوري وإيران، فيما ينقسم هذا الجمهور ويختلف فيما بينه في جل الأمور العقائدية والثقافية والفكرية، كما يختلف في النظرة إلى الوطن، وفي في الرؤية حول الكثير من القضايا.

اقرأ/ي أيضًا: عقوبات بريطانية ضد حزب الله والحكومة اللبنانية تنأى بنفسها

المغردون الشيوعيون أعادوا التذكير بدور حزبهم إبان الاحتلال الإسرائيلي، وأشاروا إلى قيام حزب الله باغتيال قيادات مقاومتهم خلال ثمانينات القرن الماضي. الكاتب أسعد أبو خليل، الداعم لحزب الله، اعتبر أن اتهام الحزب باغتيال الشيوعيين بحاجة إلى دليل، ولمح إلى مسؤولية حركة أمل عن هذه الاغتيالات، فردّ عليه علي مرتضى، الإعلامي في قناة الميادين، والمعروف بمواقفه العنصرية والمتطرفة. وكان مرتضى قد غرّد ساخرًا: "نتنياهو: قلقون من ترسانة السلاح لدى الحزب الشيوعي في لبنان". وقد أثارت التغريدة ردود فعل غاضبة من الشيوعيين، وأكدت عشرات الردود والتعليقات على الدور الذي لعبته جبهة المقاومة اللبنانية إبان الاحتلال الإسرائيلي، والانتصارات الكبيرة التي حققتها، وأعادت تذكير مرتضى بعمليات الاغتيال التي تعرض لها الشيوعيون من قوى أمر الواقع يومها، وهم عائدون من أعمالهم القتالية ضد المحتل.

 شهدت مواقع التواصل الاجتماعي اشتباكات كلامية بين جمهور محور "الممانعة" الذي تظهر الأحداث دائمًا بأن لا شيء يوحده سوى الولاء للنظام السوري وإيران، فيما ينقسم فيما بينه في جل الأمور العقائدية والثقافية والفكرية

وليست هذه هي المرة الأولى التي تقع فيها مشاحنات على خلفية دور كل فريق في المقاومة داخل صفوف فريق 8 آذار. أبرز هذه المواقف كانت في العام 2011، عندما عرضت قناة المنار مسلسل "الغالبون" الذي وثق فترة دخول إسرائيل إلى لبنان في العام 1982 وبداية العمل المقاوم، وقد ووجه العمل بالكثير من الانتقادات وخاصةً من جمهور حركة أمل الذي رأى أن العمل يتضمن تشويهًا للتاريخ، وأطلقوا عليه تسمية "الكاذبون" و"والمنافقون".

 

اقرأ/ي أيضًا:

"الواجب الجهادي".. هكذا يواري حزب الله قتلاه في سوريا

لماذا سرّب "حزب الله" صور عرضه العسكري في القصير؟