07-نوفمبر-2016

تحديات أمنية تواجه الجيش الجزائري على حدود بلاده (فاروق بعطيش/أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أن الجيش ضبط 17 صاروخًا مضادًا للطائرات في مخبأ للأسلحة في محافظة أدرار الصحراوية (1400 كيلومتر جنوب العاصمة)، في عملية قال الجيش إنها توحي بأن "الشبكات الإجرامية" لا تزال"في نشاط دؤوب في تلك المناطق الصحراوية الشاسعة".

أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أن الجيش ضبط 17 صاروخًا مضادًا للطائرات في مخبأ للأسلحة في محافظة أدرار الصحراوية

وتُعد محافظة أدرار في قلب الصحراء الجزائرية، إحدى أكبر الولايات مساحةً، لكنها لا تُعدّ موقعًا لعبور الأسلحة مقارنة بتمنراست وإليزي الحدوديتين مع كل من مالي وليبيا على التوالي. وضبط الجيش الجزائري في عملية نوعية إلى جانب الصواريخ الـ17 المضادة للمروحيات، 28 قنبلة يدوية و27 "فتيل تفجير" وقاذف لإطلاق القذائف الصاروخية و20 خزنة ذخيرة و200 رصاصة.

ولم تضبط قوات الجيش أسلحة بهذا الحجم منذ أشهر عدة، إثر عمليات متتالية في محافظة "وادي سوف"، الحدودية مع ليبيا. وكلّفت الجزائر فريقًا أمنيًا بتتبع أثر السلاح الليبي المهرب من مخازن الجيش بعد سقوط معمر القذافي. ويُشاع أن الجزائر عقدت شراكات عسكرية مع أمريكا وفرنسا لتتبع أثر هذه الأسلحة.

أقرأ/ي أيضًا: ماذا حدث لأمين عام الحزب الحاكم في الجزائر؟

وكشف الجيش في وادي سوف مخبأ ضخمًا لتخزين أسلحة أحد التنظيمات الإرهابية، في منطقة شهدت مؤخرًا مقتل 14 مسلحًا واكتشاف ترسانة أسلحة. وأفيد أن الأسلحة التي عُثر عليها في صحراء الوادي، قرب الحدود التونسية الليبية، كانت من أكبر الصفقات التي أبرمها تنظيم "القاعدة"، وتشرف عليها قيادة ميدانية مرتبطة مباشرة بقائد التنظيم أبو مصعب عبد الودود المكنى "عبد المالك دروكدال".

وذكرت مصادر أمنية لوسائل الإعلام أن تنظيمات مسلحة مرتبطة بشبكات في ليبيا أدخلت أسلحة وخزنتها في مواقع مختلفة في الصحراء الجزائرية، وتعمل الجزائر على كشفها مع دول غربية بواسطة أقمار اصطناعية، أو ضمن عمل فرق أمنية شكلتها الجزائر في العام 2011 لمراقبة أسلحة ليبية وصفتها بـ"الخطرة". ودمرت قوة عسكرية مخبأين للإرهابيين إثر عملية بحث وتمشيط في منطقة "العوانة" في محافظة جيجل.

تخوض قوات الجيش الجزائري على الحدود مع ليبيا حربًا يومية، غير معلنة منذ 2011 ضد تهريب السلاح

وتخوض قوات الجيش الجزائري على الحدود مع ليبيا حربًا يومية، غير معلنة، منذ 2011 ضد تهريب السلاح، وأسفرت عن ضبط آلاف من قطع السلاح، التي يعتقد أنها كانت في مخازن الجيش الليبي في عهد معمر القذافي. ويعلن الجيش الجزائري، بشكل دوري، في بيانات رسمية صادرة عن وزارة الدفاع، حول عمليات عسكرية ضد جماعات تهريب السلاح، التي تعمل عبر الحدود البرية بين الجزائر وليبيا. ويتركز جانب كبير من عملية التأهب الأمني في الشريط الحدودي الجنوبي على مكافحة شبكات التهريب. 

ويشار إلى أن الجزائر، وهي بلد غني بالنفط والغاز، تمكنت من حد الأعمال المسلحة التي انتشرت في التسعينيات وهجمات المسلحين في الجزائر حاليًا قليلة مقارنة بما كانت عليه قبل عقد أو أكثر من الزمن، مع تركيز السلطات على أخذ الحيطة والانتباه لحدودها الممتدة.

اقرأ/ي أيضًا:

ضريبة حدودية تخلق "أزمة" بين الجزائر وتونس!

التعاون الجزائري التونسي.. في دائرة النار