04-فبراير-2025
الفاشر السودان

تصاعد الدخان داخل العاصمة السودانية الخرطوم جراء المعارك في 17 أبريل 2023 (رويترز)

تمكّن الجيش السوداني من استعادة السيطرة على مدينة الكاملين بولاية الجزيرة، وسط السودان، في الوقت الذي قالت تقارير إن ميليشيا الدعم السريع استعادت السيطرة على المدينة، وسط تضارب في المعلومات، حيثُ تشهد البلاد اشتدادًا في المعارك بين القوات المسلحة السودانية التي يقودها رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان من طرف، وميليشيا قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو من طرف آخر، منذ نيسان/أبريل 2023.

وبحسب ما جاء في البيان المقتضب الذي أصدرته لجنة "نداء الوسط" الشعبية، فإن "مدينة الكاملين (وهي أكبر مدن شمال الجزيرة) أصبحت في قبضة القوات المسلحة السودانية". كما أكدت وسائل إعلام محلية أن "الجيش السوداني حرر مدينة الكاملين من قوات الدعم السريع". فيما أظهرت مقاطع مصورة سيطرة الجيش على مدينة الكاملين في ولاية الجزيرة، المعقل الأخير للدعم السريع.

وكان الجيش السوداني قد أعلن السيطرة على مدينتي الحصاحيص ورفاعة بولاية الجزيرة في وقت سابق من الأسبوع الجاري، كما  أعلن سابقًا  تمكنه من السيطرة على مدينة ود مدني في الولاية ذاتها.

وبحسب وكالة الأناضول، فإن الدعم السريع تسيطر في الوقت الراهن على الأجزاء الشمالية والمتاخمة لولاية الجزيرة، والشمالية الغربية المتاخمة مع ولاية النيل الأبيض، فيما يبسط الجيش سيطرته على معظم أجزاء الولاية.

كان الجيش السودان قد أعلن السيطرة على مدينتي الحصاحيص ورفاعة بولاية الجزيرة في وقت سابق من الأسبوع الجاري، كما أعلن سابقًا تمكنه من السيطرة على مدينة ود مدني في الولاية ذاتها

وفي الوقت الذي أظهرت المقاطع المصوّرة انتشار الجيش السوداني في مدينة الكاملين، قال مرصد أم القرى إن الدعم السريع استعاد السيطرة على المدينة، بحسب ما نقل موقع "الترا سودان".

المرصد أضاف أن المدينة تشهد تأرجحًا في السيطرة بين الجيش السوداني والدعم السريع، مرجعًا السبب إلى وقوع المدينة ضمن منطقة التماس، وهو ما يجعلها متقلبة من ناحية السيطرة، فما إنْ يتقدم أحد الأطراف العسكرية، حتى يقوم الطرف الثاني بالتراجع.

وأشار "الترا سودان" في تقريره إلى أنه في ظل حالة التأرجح التي تشهدها المدينة من ناحية الأطراف العسكرية، فإن العمليات العسكرية التي تفضي إلى تبادل السيطرة بين الجيش السوداني والدعم السريع، تهدد حياة عشرات الآلاف من المواطنين، خاصة أن المدينة تعاني من شح الغذاء ومياه الشرب والدواء والوقود.

وفي سياق متصل، نقل "الترا سودان" عن مصادر ميدانية أن قوات درع السودان التي يقودها، أبو عاقلة كيكل، قد تمكنت من الانضمام إلى الجيش السوداني في منطقة العيلفون في محلية شرق النيل، وهو الأمر الذي يضع الدعم السريع أمام خيار الانسحاب إلى كبري المنشية، ومن ثم إلى شرق الخرطوم.

ووفقًا للموقع ذاته، فإن هدف الجيش السوداني من هذه العملية يتمثل بتطويق الدعم السريع في محلية شرق النيل، وسط محاولات الجيش تجنب حرب المدن، واللجوء إلى حصار الدعم السريع لقطع الإمداد وإجبارها على الانسحاب. وبانضمام قوات درع السودان إلى الجيش، فإن الأخير استطاع فك الحصار عن معسكره الرئيسي في العيلفون، بالإضافة إلى السيطرة على محطة النفط وتطويق شرق النيل من الجهة الشرقية.

في غضون ذلك، قالت وكالة الأنباء السودانية إن الجيش السوداني استطاع التصدي لمجموعة من الدعم السريع كانت تحاول التسلل من المحور الجنوبي في مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، فضلًا عن تكبيدها القوات المتسللة خسائر في الآليات العسكرية. وأشارت الوكالة إلى أن الجيش السوداني شن، أمس الإثنين، أربع غارات جوية استهدفت تجمعات للدعم السريع في محيط مدينة الفاشر. وأكدت الوكالة أن المدينة تشهد هدوءًا واستقرارًا منذ أمس الإثنين.

وقالت وزارة الصحة في ولاية الخرطوم إن قوات الدعم السريع جددت، اليوم الثلاثاء، قصفها على مستشفى "النو التعليمي" في مدينة أم درمان، وأضافت الوزارة في بيانها أن القصف الذي استهدف المستشفى أدى إلى مقتل ستة أشخاص، وإصابة 38 آخرين بجروح.