وسط توقعات بفوز اليمين المتطرف بأكبر عدد من الأصوات، دون أن يتمكن من تحقيق الأغلبية المطلقة غالبًا، انطلقت، اليوم الأحد، الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية الفرنسية المبكرة التي دعا إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 9 حزيران/يونيو الفائت بعد هزيمته في انتخابات البرلمان الأوروبي، وأُقيمت جولتها الأولى مطلع تموز/يوليو الجاري.
وفتحت مراكز التصويت أبوابها في الساعة الثامنة صباحًا، وستغلق في السادسة مساءً في البلدات والمدن الصغيرة، وفي الثامنة مساءً في المدن الكبرى، على أن تُعلن التوقعات الأولية عند انتهاء التصويت.
وتُشير توقعات استطلاعات الرأي إلى فوز "حزب التجمع الوطني" اليميني المتطرف بأكبر عدد من الأصوات، مع ترجيحات بعدم قدرته على تحقيق الأغلبية، الأمر الذي سيؤدي إلى برلمان معلق وفوضوي ومنقسم بشدة ما سيؤثر حتمًا على سلطة الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي حل معسكره في المركز الثالث في الجولة الأولى من الانتخابات.
تبدو آمال "التجمع الوطني" اليميني المتطرف بتحقيق الأغلبية المطلقة في البرلمان الفرنسي بعيدة رغم إجماع معظم استطلاعات الرأي على تصدّره نتائج الجولة الثانية من الانتخابات
وتصدّر "حزب التجمع الوطني اليميني"، بزعامة ماريان لوبان، نتائج الجولة الأولى من الانتخابات بتحقيقه 33.1 بالمئة من الأصوات. فيما حلت "الجبهة الشعبية الجديدة" (اتحاد قوى اليسار الفرنسي) في المركز الثاني بحصولها على 27.99 بالمئة، بحسب ما أعلنته وزارة الداخلية الفرنسية.
وكان تصدّر "التجمع الوطني" نتائج الجولة من الانتخابات قد أثار مخاوف الفرنسيين من احتمال تشكيل أول حكومة يمينية متطرفة في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.
مع ذلك، ورغم إجماع معظم استطلاعات الرأي على تصدّر "التجمع الوطني" نتائج الجولة الثانية من الانتخابات، فإن آمال فوزه بالأغلبية المطلقة في البرلمان الفرنسي المكون من 577 مقعدًا تبدو بعيدة، خاصةً في ظل توحد أحزاب الوسط واليسار لمواجهته ومنعه من تحقيق أغلبية تتيح لزعيمته، لوبان، جر فرنسا نحو اليمين المتطرف.
وأشارت تقديرات معهد "إيبسوس تالان" للاستطلاعات إلى أن "التجمع الوطني" سيحصل على 230 إلى 280 مقعدًا في الجمعية الوطنية بعد الجولة الثانية، أقل من الأغلبية المطلقة، فيما سيحصد تحالف اليسار ما بين 125 و165 معقدًا.
وبناءً على هذه التوقعات، فإنه من المحتمل أن يكون حزب التجمع الوطني القوة التشريعية المهيمنة في فرنسا، لكنه لن يتمكن من الوصول إلى رئاسة الوزراء لعدم قدرته على تحقيق الأغلبية البالغة 289 مقعدًا، سيما في ظل الإصرار الواضح من قِبل أحزاب اليسار والوسط على هزيمة اليمين المتطرف، الذي دفع بالعديد من المرشحين إلى الانسحاب لصالح مرشحين أقوى بهدف ضمان هزيمته.
في المقابل، قالت ماريان لوبان لقناة "تي إف 1"، الأربعاء الفائت، إن: "الشعب الفرنسي لديه رغبة حقيقية في التغيير"، مشيرةً إلى أنها "واثقة للغاية" من حصول حزبها، "التجمع الوطني"، على الأغلبية المطلقة في البرلمان الفرنسي.
وكان رافائيل جلوكسمان، عضو البرلمان الأوروبي الذي قاد قائمة اليسار الفرنسي في انتخابات البرلمان الأوروبي الشهر الفائت، قد صرّح بأن الجولة الثانية من الانتخابات، اليوم الأحد، بمثابة استفتاء بسيط حول ما إذا كانت: "عائلة لوبان ستتولى إدارة هذا البلد"، مضيفًا لإذاعة "فرانس إنتر" الأسبوع الفائت: "فرنسا على حافة الهاوية ولا نعرف ما إذا كنا سنقفز".