10-يناير-2016

بعد الأحداث الدامية التي شهدتها فرنسا بأيام قليلة تمكنت الشرطة الفرنسية من الكشف عن اسم أحد الانتحاريين، الذين نفذوا الهجمات الإرهابية على أراضيها: عمر إسماعيل مصطفوي. هو شاب عشريني فجر حزامه الناسف، بعد أن أطلق النار على الذين كانوا يحضرون حفلًا موسيقيًا مساء الثالث عشر من تشرين الثاني/نوفمبر. أبدى مصطفوي ميولًا متشددة في العام 2010، وكان لدى المخابرات الفرنسية ملف عنه. 

ما كشف عن هذا الشاب أنه أب لولدين، وأنه كان يعمل خبازًا، لكنه ظهر أيضًا في فيديو غنائي في العام 2009 يظهر فيه وهو يغني الراب. من الراب إلى الإرهاب والقتل، عمر ليس الأول ولن يكون الأخير. إذ بات معلومًا أن تنظيم داعش نجح في وضع استراتيجية تمكّنه من جذب أشخاص لا يمكن أن يتوقّع أحد من المقربين منهم أن ينضموا إليه أو يحملوا فكره، أجانب وعرب، فتيان ورجال ونساء ومراهقات، وحتى نجوم تركوا حياة الشهرة والأضواء والتحقوا بالتنظيم. 

ليس صعبًا الوصول إلى سوريا، ولم يعد صعبًا السفر منها إلى إحدى المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، مئات الأشخاص خرجوا من بلدانهم وسلكوا الطريق نفسه في رحلة أوصلتهم إلى "الجهاد" والمشاركة في القتال، وذبح "الكفّار" أو حرقهم، وتنفيذ عمليات انتحارية. 

عرب وغربيون، سار عدد من النجوم في هذا الطريق، منهم من كان يعمل في الفن، كسروا الفكرة النمطية التي كانت منتشرة في السابق، عن أن الفقر والدين وعدم الاندماج هي وراء اندفاع الملتحقين بالتنظيم. هنا عينة من الداعشيين "الفنانين"!

دينيس كوسبرت

بات معلومًا أن تنظيم داعش نجح في وضع استراتيجية تمكّنه من جذب أشخاص لا يمكن أن يتوقّعهم أحد

أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية عام 2012 اسم مغني الراب الألماني ضمن لائحة الإرهاب العالمي، بسبب انضمامه إلى تنظيم داعش، وإعلانه الولاء لزعيمه أبو بكر البغدادي. كوسبرت، المعروف باسم أبو طلحة الألماني، أصدر أثناء مسيرته الفنية ثلاثة ألبومات غنائية وشارك في حفلات مع أسماء لامعة في مجال الراب. إلا أنه اعتزل الفن وأعلن إسلامه في العام 2010، وانتقل إلى غناء الأناشيد الدينية باللغة الألمانية، ثم التحق بتنظيم داعش، وظهر في مقطعي فيديو، أحدهما يتوجه فيه إلى المسلمين في ألمانيا ويقنعهم بالانضمام إلى التنظيم، والثاني كان يحمل فيه رأسًا مقطوعًا.

عبد المجيد عبد الباري 

مغني راب بريطاني من أصل مصري، ظهر في صورة نشرها على موقع تويتر يحمل رأسًا مقطوعًا في سوريا، وكتب تعليقًا: "أسترخي مع صديقي، أو ما تبقى منه"! 

انتقل ابن القيادي عادل عبد المجيد عبد الباري، المتهم بتفجير السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998، إلى سوريا أوائل العام 2014. لينتقل بعدها من كونه أحد مشاهير الراب في بريطانيا إلى أحد مشاهير داعش، خصوصًا بعد معلومات تفيد بأنه نفذ عملية إعدام الصحافيين الأمريكيين جايمس فولي وستيفن سوتلوف. 

بعد قضية والده، الذي ما زال ينتظر الحكم عليه، منح اللجوء السياسي إلى بريطانيا برفقة والدته عام 1993، وعاش في بريطانيا طوال تلك الفترة قبل أن يصدر في العام الماضي ألبومه الأخير بحسب ما صرّح على صفحته على فيسبوك، إذ كتب: "سيكون هذا الألبوم الأخير، سأترك كل شيء وسألجأ إلى الله". 

فاديم دروفوييف 

الممثل الروسي الذي شارك في فيلم YAKUZA DAUGHTER، ومسلسلات عدة، ترك زوجته وأولاده وذهب إلى حدود سوريا والعراق للالتحاق بالتنظيم، بعد أن أشهر إسلامه. فاديم، الذي ولد عام 1983، قتل العام الماضي في كوباني. 

وبحسب مواقع إخبارية روسية، قالت زوجته ألينا دوروفييفا: "في البداية تعرّف زوجي إلى أحد الشيشانيين داخل الشركة التي كان يعمل فيها، ويوم عيد الميلاد عام 2014، اعتنق الإسلام، وقال لي: إذا لم توافقي على اعتناق الإسلام، لن أتحدث معك". ثم اختفى في شهر يناير. وأكدّت الزوجة أنها كانت تتلقى مع اقتراب عام 2015 رسائل نصية على هاتفها المحمول لطمأنتها عليه، ولكنها كانت تشعر أنها ليست من زوجها، ثم جاءتها رسالة تفيد بوفاته. 

شاركي جاما

لم يكن أحد يعرف أن عارض الأزياء الأسترالي شاركي جاما سيصبح جهاديًا

لم يكن أحد يعرف أن عارض الأزياء الأسترالي شاركي جاما سيصبح جهاديًا، ثم أصبح، ثم تلقّت عائلته خبر مقتله في سوريا أثناء قتاله مع تنظيم داعش. 

وسائل إعلام أسترالية أكدت في أبريل الماضي خبر انضمام عارض الأزياء، المقيم في مدينة "ملبورن" إلى صفوف "داعش"، وشاركي هو عارض أزياء أسترالي من أصول صومالية، انتقل من مدينته ملبورن الأسترالية إلى مدينتي الفلوجة في العراق والرقة في سوريا. إلى أن تلقّى والده رسالة نصية واتصال هاتفي يؤكدان خبر مقتل نجله. ليس هناك أي خبر يشرح ماذا كانت طبيعة دور الشاب الأسترالي في الفلوجة، أول مدينة عراقية تسقط في يد التنظيم عام 2014، ولكن المؤكد أنه لا يشبه أبدًا الدور الذي لعبه في أستراليا كعارض أزياء معروف. 

اقرأ/ي أيضًا:
هل سيحارب العالم داعش؟
ليس داعش وحده داعش
كيف تموّل داعش؟