25-مارس-2022
الجزائر

caf

قطعت الجزائر شوطًا كبيرًا نحو التأهل إلى مونديال 2022 في قطر، عندما نجحت في  انتزاع فوز ثمين من الكاميرون في عقر دارها بهدف ثمين، سجّله إسلام سليماني في الدقيقة 39 من الشوط الأول، وبالتالي بات يكفي الجزائر التعادل في مباراة الإياب التي ستلعب بعد أربعة أيام على أرضها، للتأهل إلى المونديال للمرة الخامسة في تاريخها.

الجزائر

لم تقدّم الجزائر أداءً ممتعًا في المباراة، لكنها حقّقت الأهم وانتزعت الفوز من ملعب صعب، لتتواصل النتائج الإيجابية للمنتخبات العربية في مباريات المساء، بعد فوز تونس خارج أرضها على مالي بهدف نظيف، وانتزاع المغرب لتعادل ثمين من قلب الكونغو بهدف لمثله.

مهمة صعبة لرجال جمال بن ماضي

يدرك محاربو الصحراء أن الطريقة الوحيد لمصالحة جماهير المنتخب، التي تضع آمالًا كبيرًا على أحد أفضل الأجيال في تاريخ الجزائر، هي إقصاء الكاميرون وخطف بطاقة التأهل إلى العرس الكروي العالمي، وعدم تكرار خيبة تصفيات مونديال 2018 في روسيا، بعد الخروج المهين من الدور الأول لكأس إفريقيا الماضية، عندما احتل المنتخب المركز الأخير في مجموعته، مكتفيًا بتحقيق نقطة واحد.

الأمر نفسه ينطبق على الأسود غير المروضة، بعد الفشل في الكان الذي استضافوه قبل شهرين، إذ أقصاهم محمد صلاح ورفاقه من الدور نصف النهائي، كذلك أخفقت الكاميرون في التأهل إلى مونديال روسيا قبل أربع سنوات.

الجزائر

رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم صامويل إيتو حضر التدريب الأخير للمنتخب قبل المباراة، لإعطاء شحنة معنوية للاعبين، وملأت الجماهير الكاميرونية مدرجات ملعب جابوما لتقديم الدعم لمنتخب بلادهم. دخل جمال بلماضي المباراة بالرسم التكتيكي 3-4-3، مع تواجد الثلاثي محرز – سليماني – البلايلي في المقدمة، فيما تكفّل نجم ميلان الإيطالي إسماعيل بن ناصر  مهمة الربط بين الدفاع والهجوم.

على الضفة الأخرى، استخدم سونغ مدرب الكاميرون خطة 4-4-2، مع تواجد الثنائي الخطير فينسنت باباكار، وشوبو مواتنغ مهاجم بايرن ميونيخ في خط المقدّمة.

اتّسم نصف الساعة الأول من المباراة بالتحفّظ من قبل لاعبي الفريقين، وتركّز اللعب بمعظمه في منتصف الملعب، ولم يخلق الفريقان فرصًا خطيرة، باستثناء انفراد إسلام سليماني بعد خطأ بالتمرير من لاعبي  وسط الكاميرون. توغّل إسلام داخل منطقة الجزاء  وسدّد بقوة، لكن الحارس أونانا أبعد كرته إلى ركلة ركنية.

حصلت الجزائر على ركلة حرة في الدقيقة 39، لعبها يوسف بلايلي داخل منطقة الجزاء، على رأس إسلام سليماني الذي  حوّلها بقوة داخل المرمى، مانحًا فريقه التقدم، ومسجّلًا هدفه الدولي رقم 40.

بعد الهدف الأول حاولت الكاميرون تدارك الموقف، لكن انضباط لاعبي الجزائر  حال دون ذلك، ليعلن الحكم بعدها عن نهاية الشوط الأول بتقدّم محاربي الصحراء بهدف نظيف قبل دخول الفريقين إلى غرف تبديل الملابس.

الجزائر تحافظ على تقدمها وتحقق الفوز الغالي

توقفت المباراة لعدة دقائق مطلع الشوط الثاني، بسبب عطل في بعض مصابيح الإنارة في الملعب تحت أنظار صامويل إيتو، ما يطرح علامات الاستفهام مرة أخرى حول المشاكل التنظيمية التي تعاني منها الكاميرون والتي ظهرت بشكل واضح خلال بطولة الكان  الأخيرة.

استكمل اللعب بعد إصلاح العطل، وتواصل الأداء التكتيكي المنضبط من لاعبي الجزائر، فيما انتظر أصحاب الأرض حتى الدقيقة 60 لتهديد مرمى الجزائر للمرة الأولى في المباراة، عن طريق موتمبا الذي سدد من داخل منطقة الجزاء كرة ارتمى لها رايس مبولحي وتصدّى لها.

الجزائر

هدأت المباراة في نصف الساعة الأخير، مع نجاح الجزائريين في قتل نسق اللعب  واكتفت الكاميرون ببعض الفرص غير المؤثرة، أبرزها كانت عن طريق إيكيمبي في الدقيقة 84، وجدت رايس مبولحي في طريقها. أضاف الحكم 11 دقيقة كوقت بدل عن ضائع بسبب توقف المباراة لإصلاح العطل، لم تحمل أي جديد يُذكر، ليطلق بعدها صافرة النهاية معلنًا فوز الجزائر واقترابه من العرس المونديالي.