10-يناير-2022

(Getty) الجزائر حاملة لقب كأس أمم أفريقيا 2019

يشارك المنتخب الجزائري في كأس أمم أفريقيا 2022 للمرة العشرين في تاريخه،  ويتطلع محاربو الصحراء لتكرار سيناريو كان 2019 ، والظفر باللقب الأفريقي الثالث لهم والثاني توالياً، معولاً في ذلك على كتيبة من اللاعبين تضم مزيجاً من الخبرة والمهارة، ويشارك الفريق في النسخة 33 من كأس أمم أفريقيا وهو أحد المرشحين لنيل اللقب، حيث شارك سابقًا 19 مرة خلال 32 مسابقة، وتوج باللقب مرتين.

ظهور متأخر:

تخلف المنتخب الجزائري عن الخمس دورات الأولى للكان بسبب ظروف البلد حينها، ولم يظهر محاربو الصحراء إلا بالدورة السادسة التي نظمت بإثيوبيا سنة 1968، وخلال مشاركته الأولى فشل في تحقيق انجاز يذكر، وودع من دور المجموعات، حيث حل ثالثا في مجموعته برصيد نقطتين، من فوز أمام أوغندا وخسارتين ضد كوت ديفوار وأثيوبيا، ليجدد بعد ذلك غيابه عن المسابقة 12 سنة كاملة ويعود بنسخة نيجيريا 1980.

بطل في مناسبتين:

تمكن المنتخب الجزائري من التتويج بباكورة ألقابه الأفريقية سنة 1990، إبان استضافته للبطولة، والتي ضمت ثمانية منتخبات مقسمة على مجموعتين، إذ تمكن المنتخب الجزائري حينها من تصدر مجموعته بالفوز عل كل من نيجيريا وساحل العاج ومصر، ليضرب موعداً مع المنتخب السنغالي المتأهل عن المجموعة الثانية، ويفوز عليه بهدفين لهدف، وبالمشهد الختامي أطاح بنسور نيجيريا بهدف نظيف، ليتوج نفسه بطلاً للمرة الأولى بتاريخه ودون خسارة.

نجمة اللقب الثانية نالها المنتخب الجزائري بالدورة الأخيرة في مصر 2019، والتي ضمت 24 منتخبًا للمرة الأولى بالتاريخ، وتصدرت الجزائر مجموعتها برصيد 9 نقاط من ثلاثة انتصارات أمام كل من السنغال وكينيا وتنزانيا، ثم تمكنت من الفوز على غينيا بثلاثية نظيفة بالدور الثمن نهائي، قبل أن تتأهل بركلات الترجيح على حساب ساحل العاج بربع نهائي، وتغلبت بالمربع الذهبي على نيجيريا بنتيجة هدفين لهدف، بالمخالفة الشهيرة لرياض محرز، لتقضي في النهائي على آمال السنغال بالتتويج وتخطف اللقب الأفريقي للمرة الثانية. 

المدرب:

يقود مهمة تدريب المنتخب الجزائري المدرب الوطني جمال بالماضي، وذلك منذ عام 2018، فصاحب الـ45 عاما بدأ مشواره التدريبي مع نادي لخويا القطري عام 2010، قبل أن يتولى مهمة تدريب المنتخب القطري الأول في 2014، ليعود إلى الدحيل ويستمر معه حتى سنة 2018، وحقق معه الدوري القطري وجائزة مدرب العام في قطر للسنة ذاتها، وتولى بالماضي قيادة المنتخب بداية من النصف الثاني لسنة 2018، وقاد فريقه للفوز ببطولة كأس أمم أفريقيا مصر 2019، وحصد جائزة أفضل مدرب للدور الأول، وأفضل مدرب أفريقي عام 2019.

رفع المنتخب الجزائري هذه المرة راية التحدي من أجل المحافظة على لقبه القاري للمرة الثانية توالياً، ومعادلة رقم الكاميرون في ذلك، وتبدو ظروف الخضر مواتية، إذ يعيش محاربو الصحراء واحدة من أزهى فتراتهم عبر التاريخ، حيث تعود آخر خسارة للمنتخب الجزائري الأول الذي يقوده حاليا المدرب جمال بلماضي إلى تاريخ  16 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، أمام منتخب بنين بنتيجة 1-0، ويبدو الخضر قاب قوسين أو أدنى من كسر رقم القياسي المسجل باسم إيطاليا لسلسة المباريات من دون خسارة، إذ بلغ رفاق رياض محرز مباراتهم الـ34 دون خسارة بمختلف المسابقات، وستكون كأس أفريقيا بوابتهم لكسر رقم إيطاليا.

 إن دل ذلك على شيء فسيوصلنا للاستقرار والاستمرارية التي يتمتع بها الخضر، حيث تشهد قائمة اللاعبين المشاركة بالكان 15 لاعبًا شاركوا في النسخة الأخيرة من النهائيات القارية المنصرمة،  وهم كل من الحارسين مبولحي وألكسندر أوكيدجة، والمدافعين يوسف عطال وبن العمري وعيسى ماندي ورامي بن سبعيني وتاهرات وإسماعيل بن ناصر، والمهاجمين سفيان فيغولي ورياض محرز وبلايلي وبونجاح وإسلام سليماني وآدم وناس وإبراهيمي.

 بالإضافة لعنصر الاستقرار، يلعب دور ثراء الرصيد البشري وتنوع الخيارات ميزة ونقطة قوة مهمة للمحاربين، فهناك تقارب في مستوى جودة اللاعبين بكل المراكز، فحتى بغياب المحترفين تمكن المنتخب الجزائري من رفع الكأس العربية الأخيرة بالفريق الرديف، كذلك يعكس ثراء الخيارات تنوع في الحلول خاصة على المستوى الهجومي، طريقة لعب محرز وبلايلي مثلا مختلفة عن نظيرتها عند أدم وناس وسعيد بن رحمة، كل منهما له خصائصه التي تتماشى مع طريقة لعب وخصوم مختلفة، كذلك يملك المنتخب قلبي هجوم مختلفي الخصائص، ومكملين لبعضهم مثل بغداد بونجاح هداف المنتخب بالآونة الأخيرة، وإسلام سليماني.

 على المستوى الدفاعي مستوي الظهير الأيمن يوسف عطال العائد من الإصابة مقلق نوعًا ما للجزائريين، كذلك تراجع مستوى المدافع جمال بالعامري، لكن تألق كل من الثنائي حسين بن عيادة وعبد القادر بدران بالبطولة العربية قد يوفر حلول بديلة جيدة، كل هذه المؤشرات تجعل حظوظ الخضر في تكرار إنجاز الكأس الفارطة بمصر قوية جدًا.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

نالها من يستحقّها.. الجزائر تحمل كأس أمم أفريقيا للمرّة الثانية في تاريخها

بعد اللجوء لوقتين إضافيين.. محاربو الصحراء أبطالًا للعرب