17-أغسطس-2015

سياح على شاطئ سوسة (Getty)

وأنت تتجول على شاطئ "بوجعفر" أو بمنتجع "القنطاوي" السياحي بمدينة سوسة الساحلية، من السهل أن تتفطن إلى العائلات الجزائرية التي توافدت بعد عيد الفطر للاصطياف في تونس بأعداد ملحوظة.

يعتبر البعض إقبال الجزائريين على قضاء عطلتهم الصيفية في تونس تحديًا للخطر الإرهابي ومساهمة في دعم السياحة التونسية التي تعرف تدهورًا منذ تتالي العمليات الإرهابية خلال السنة الأخيرة. ويرى خبراء في المجال السياحي في توافد الجزائريين على السواحل التونسية مساهمة في إنقاذ هذا الموسم، خاصة مع تراجع عدد السياح الأوروبيين بعد دعوات بلدان أوروبية مواطنيها إلى تجنب زيارة تونس.

يعتبر  إقبال الجزائريين على قضاء عطلتهم الصيفية في تونس تحديًا للخطر الإرهابي ومساهمة في دعم السياحة التونسية

وتعتبر العملية الإرهابية التي حدثت في 26 من حزيران/يونيو الماضي في إحدى فنادق مدينة سوسة، وذهب ضحيتها 38 سائحًا، ضربة موجعة للسياحة التونسية كما تسببت في مغادرة الآلاف من السياح الساحل التونسي ووقع إلغاء عدد من الرحلات تجاه المدن السياحية التونسية.

وحسب أرقام المندوبية الجهوية للسياحة بسوسة تطورت وضعية الحجوزات بالنزل في المدينة إيجابيًا، وقدرت مع منتصف شهر آب/أغسطس الحالي بحوالي 20 ألف ليلة مقضاة، 30 في المئة من مرتادي النزل من أصحاب الجنسية الجزائرية، وقد توزعوا على 32 نزلًا في جوهرة الساحل سوسة، بينما من المتوقع أن يفوق عدد السياح الجزائريين المقيمين خارج النزل العشرين ألفًا.

قدم الشاب الجزائري مصطفى من "السعيدة" أقصى غرب الجزائر برًا إلى تونس. يقول لـ"ألترا صوت" إنه "اختار رفقة أصدقائه السفر إلى تونس على السياحة بالمغرب رغبة منه في اكتشاف الدولة الشقيقة وتاريخها وأكلاتها ومساهمة في دعم السياحة التونسية ضد الإرهاب".

ينطلق مصطفى برفقة أصدقائه في رحلة بحرية من ميناء سوسة. تدوم الرحلة أكثر من ساعتين على متن باخرة سياحية، يستمتعون خلالها بمشهد المدينة العتيقة وأسوارها التاريخية من جهة وبالنزل الفخمة المشيّدة على الطراز الأوروبي من جهة ثانية.

30 % من مرتادي النزل في سوسة من أصحاب الجنسية الجزائرية

وعن إقبال الجزائريين على سواحل تونس خلال أشهر الصيف، يتحدث سفيان جوبي، أحد منظمي الرحلات الجزائرية، لـ"ألترا صوت"، "الجزائريون لا يخشون الإرهاب نظرا لما عشناه خلال العشرية السابقة، كما أن التونسيين يقدمون لنا تخفيضات في الحجوزات".

اختارت زينة، موظفة جزائرية، الاصطياف في تونس رفقة عائلتها وهي لا تخفي بعض القلق الذي انتابها خلال يومها الأول في سوسة، تقول "كنت متخوفة من الوضع الأمني لكني ومنذ اكتشافي الحيوية التي عليها المدينة نهارًا وليلًا أشعر بالراحة والأمان".

يقبل الجزائريون على زيارة الساحل التونسي على اختلاف أعمارهم ووضعياتهم الاجتماعية والمادية، إذ لا تعتبر السياحة التونسية باهظة التكاليف مقارنة بالدول المجاورة الأخرى، خاصة خلال هذا الموسم الذي يعرف فيه القطاع تدهورًا واضحًا. ورغم ذلك، يشتكي بعض السياح من ارتفاع أسعار بعض المواد الاستهلاكية في تونس. ويزور السائح الجزائري البلد عبر الرحلات الجوية أو بحرًا أو أيضًا برًا عن طريق السيارة.

لكن عبد الرحمن الصحراوي، الذي ناهز الخمسين عامًا، قد اختار أن يزور تونس هذه السنة ممتطيًا دراجته الهوائية البسيطة. وصل عبد الرحمن مدينة سوسة قادمًا من الجزائر العاصمة وقد قطع مسافة 1360 كم خلال عشرة أيام.

أراد عبد الرحمن تقديم رسالة إلى الجزائريين والعالم "بضرورة مساندة هذه المدينة الجميلة الآمنة بعد العملية الإرهابية بمنتجع القنطاوي"، هكذا يقول لـ"ألترا صوت"، ويضيف "الشجاعة تفشل الإرهاب، كان طريقي آمنًا، ارتحت خلاله بين الاشجار ولم أتعرض لأي مكروه".