13-مارس-2016

أحمد الجربا (Getty)

قبل أيام من انعقاد مؤتمر جنيف بين قوى المعارضة السورية والنظام السوري برعاية روسية-أمريكية، أعلن رئيس الائتلاف السوري المعارض الأسبق أحمد الجربا من القاهرة، عن تأسيس "تيار الغد السوري"، بمشاركة مجموعة من المعارضين المستقلين، وأعضاء سابقين في "المجلس الوطني السوري"، و"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، وبدعم واضح أبدته مصر الانقلاب وحلفها.

دعا أحمد الجربا إلى عدة ثوابت يرتكز عليها التيار الذي أسسه، وأهمها حديث روسيا عن إنشاء نظام لامركزي تقوده حكومة مركزية مركزه العاصمة دمشق

وكان اللافت في المؤتمر التأسيسي للتيار، حضور ممثلين عن قوى إقليمية وسياسية، من بينها مستشار ولي عهد إمارة أبو ظبي محمد دحلان، وهو المطرود من "حركة فتح"، بعد عدة تجاوزات للنظام الداخلي للحركة وتهم تتعلق بالفساد والأمن والتعاون مع الاحتلال، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، وممثلًا عن السفارة الروسية في القاهرة، إضافة لحمد دربندي ممثلًا عن رئيس إقليم كردستان، ورئيس المجلس الوطني الكردي إبراهيم برو، وممثلين عن قوى 14 آذار اللبنانية.

اقرأ/ي أيضًا: دولة الأكراد في سوريا..أقرب من أي وقت مضى

الحضور السياسي الذي رافق المؤتمر، وضع عدة إشارات استفهام، مثل التوقيت الذي يسبق مؤتمر جنيف، في ظل الضغوط الدولية على قوى المعارضة السورية لتثبيت حضورها، حيثُ أنه جاء بمباركة دول إقليمية فاعلة في الأزمة السورية، وعلى رأسها روسيا التي تدعم النظام السوري عسكريًا، والإمارات التي ما زال موقفها متأرجحًا حول الأزمة السورية، وممثل رئيس إقليم كردستان، الداعم الأساسي لإنشاء إقليم كردي في شمال سوريا، ومصر التي احتضنت المؤتمر التأسيسي للتيار، بمباركة قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي.

ودعا الجربا خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إلى عدة ثوابت يرتكز عليها التيار، وأهمها حديث روسيا الأخير، التي دعت فيه إلى إنشاء نظام لامركزي تقوده حكومة مركزية مركزه العاصمة دمشق، وهو المطلب الذي يؤيده رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم، مع الأكراد في الشمال، وأيده الأكراد بعد خروجهم في عدة مظاهرات في الشمال السوري طالبت بالدولة الفيدرالية.

وركز الجربا في كلمته الافتتاحية، على أن التيار يطالب بحكومة ديمقراطية-مدنية، تحفظ الحقوق والواجبات لمواطنيها، مرتكزًا في حديثه على ثوابت الثورة السورية، التي رأى أنها انحرفت عن مسارها الصحيح، وأن الجماعات الجهادية استغلتها، وتغلغلت فيها لتنفيذ أجنداتها بدعم من النظام السوري، الذي سهل لها الطريق، وأن ضرورة محاربتها، مثل ضرورة محاربة نظام الاستبداد السوري.

ولم ينسَ الجربا أن يثني على الدور الروسي في سوريا، ومحاربتها للإرهاب المتواجد في مناطق سيطرة المعارضة، متجاهلًا استهدافها لأماكن تجمع المدنيين بحجة ضربها للقوى الإرهابية، ودورها المركزي في إسناد نظام الأسد محليًا في المعارك، ودوليًا في الدبلوماسية، ناهيك عن التسليح والتمويل، كما أنه وجه تحية خاصة لرئيس الانقلاب العسكري المشير عبد الفتاح السيسي، على "رعايته للقضية السورية، واستضافته لمؤتمر المعارضة السورية"! متناسيًا أن أبواب مصر ما زالت موصدة في وجه اللاجئين السوريين، ومن بقي منهم في مصر منذ انقلاب السيسي، يعيش في حالة من التضييق الأمني، كما يحصل مع المصريين، الذي باتوا يعانون من سطوة دكتاتورية العسكر.

اقرأ/ي أيضًا: سوريا..هدنة الحوادث الفردية

ومثل حضور محمد دحلان مفاجأة سياسية، خاصة أن الجربا أثنى على دور دحلان في دعمه للقضية السورية، والقضية الفلسطينية في آنٍ واحد، دون أن يتطرق للميليشيات الفلسطينية التي وقفت إلى جانب النظام السوري في مسيرة قمعه للثورة السورية منذ بدايتها، واللاجئين الفلسطينيين المحاصرين في مخيم اليرموك منذ عامين ونصف تقريبًا، ناهيك عن الإشكاليات التي رافقت دحلان منذ ما قبل صدور قرار فصله من "حركة فتح".

والجدير بالذكر، أن الجربا عندما كان رئيسًا للائتلاف السوري المعارض، قام خلال أحد الاجتماعات بصفع المتحدث باسم "هيئة أركان الجيش الحر" لؤي المقداد، قبل أن يفصل أعضاء هيئة الرئاسة بين الاثنين، وسط تأكيد عدد من قيادات المعارضة على أن سبب الخلاف، كان إصرار الجربا على انضمام أحد عشر عضوًا كرديًا للائتلاف، كممثلين عن "المجلس الوطني الكردي"، قبل التصويت على المشاركة في مؤتمر جنيف 2، وهو ما كانت تعارضه قيادات في الجيش الحر التي كانت ضمن حضور المؤتمر لما في هذا الإصرار من تساوق مع الإرادة الروسية وبالتالي خدمة مصلحة بقاء النظام بتعزيز موقفه التفاوضي.

اقرأ/ي أيضًا: 

10 خطايا سياسية لأمين الجامعة العربية الجديد

التحالف العسكري الإسلامي..هزل أم جد؟