14-ديسمبر-2015

بشار الأسد (Getty)

المقال التالي هو افتتاحية جريدة الجارديان لعدد يوم التاسع من كانون الأول/ديسمبر، عن مواقف الغرب تجاه بشار الأسد وأثر ذلك على "الحرب ضد داعش".


في الوقت الذي استعادت فيه القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد جزءًا كبيرًا من مدينة حمص الأسبوع الماضي، من المهم تذكر كيف وصلت سوريا إلى هذا الوضع. منذ حوالي خمس سنوات، خرج السوريون بمئات الآلاف للاحتجاج سلميًا على نحوٍ كبير من أجل الحصول على الحريات التي احتشد آخرون من أجلها خلال الربيع العربي. كان رد فعل الدكتاتور هو إطلاق موجة وحشية من العنف ضد مواطنيه، ضمت صواريخ سكود وأسلحة كيماوية وقنابل برميلية. كان رد فعل الانتفاضة ضد الأسد هو أن ترتبط على نحوٍ أكبر بالجهاد، جزئيًا بسبب عدم حدوث تدخلٍ غربي لحماية المدنيين، بينما أتى الدعم الخارجي الرئيسي من دول الخليج.

داعش هو العدو، لكن الأسد هو المشكلة. بالفعل، طالما بقي الأسد، فإن داعش سوف تبقى أيضًا، وسوف ينمو إرهابها.

في ذلك السياق، استولى تنظيم الدولة الإسلامية، مصورًا نفسه كمدافعٍ عن الأغلبية السنية التي يستهدفها الأسد، على مساحاتٍ شاسعة من الأراضي، حتى بينما كان يذبح الكثير من السنة أيضًا. كانت سياسة القتل الجماعي التي انتهجها الأسد، والمسؤولة عن الميتات العنيفة لأغلب الثلاثمائة ألف قتيل في سوريا، ونزوح أكثر من نصف سكان البلاد، أربعة ملايين منهم لاجئون بالخارج، هي المحرك الرئيسي وراء صعود داعش في سوريا.

كل ذلك يحتمل التكرار بينما يصعِّد الغرب من حملته ضد داعش وبينما تبدأ الهدنة المحلية في دخول حيز التنفيذ في حمص هذا الأسبوع. كما أظهرت الوثائق التي نشرتها الجارديان هذا الأسبوع، فإن لدى الخلافة التي أعلنها التنظيم خططًا كي يصبح دولة مكتملة الأركان تمتد عبر سوريا والعراق. تدعي بروباجندا الأسد، والتي ترددها روسيا، أنه حليفٌ لا غنى عنه في الحرب ضد داعش. لكن ذلك مخالف تمامًا للحقيقة. ركزت قوات الأسد، تمامًا مثل روسيا، أغلب عملياتها ضد المتمردين المعادين للأسد. وقف إطلاق النار في حي الوعر بمدينة حمص، وهي المدينة التي كانت "عاصمة" انتفاضة 2011، هو رمزٌ مؤلم لحقيقة أن هدف الأسد هو ضمان أن لا يتبقى أي شيء في سوريا سواه هو وداعش.

إذًا كان يمكن هزيمة داعش، فإن أفضل أمل في بناء قوات برية قادرة على طردها من المناطق التي تسيطر عليها يمكن أن يأتي فقط من مجموعاتٍ سنية محلية. الحصول على دعم تلك المجموعات -والتي ظلت لأربعة أعوام تشعر أن الغرب قد تخلى عنها- هو ضروري للإبقاء على رسالة أن الأسد ليس حليفًا، وأنه لا يمكن أن يكون جزءًا من الحل النهائي في سوريا.

هذه ليست العراق عام 2003، يجب خلق ظروف لضمان أن الدولة السورية يمكن أن تستمر بدون الأسد، ويجب تجنب أي شيء يشابه عملية اجتثاث البعث والتي كانت كارثية. سوف تحتاج الأقليات إلى إعطائها ضمانات أمنية، خاصةً المجتمع العلوي الذي تنحدر منه عائلة الأسد. لكن بينما تستمر الجهود الدبلوماسية، بجانب المعركة الضرورية ضد داعش، يبقى من الضروري ضمان ألَّا يسمح أي انتقالٍ سياسي ذي معنى للأسد بالبقاء في السلطة. داعش هي العدو، لكن الأسد هو المشكلة. بالفعل، طالما بقي الأسد، فإن داعش سوف تبقى أيضًا – وسوف ينمو إرهابها.

المصدر: The Guardian view on Syria policy: Isis is the enemy but Assad is the problem

__

اقرأ/ي أيضًا: 

خمس خطوات قادمة لروسيا في الحرب السورية

المعارضة السورية والطريق الشاق إلى مؤتمر أبها