15-مارس-2017

حسكو حسكو/ سوريا

مجزرة وشيكة

في عرس قبرتين على تخوم المدينة
جادت قبائل الطير بما استطاعت
عرابين محبة أو سلام 
أدت جميلات الصوت وصلاتٍ غنائية مشتركة
انتدبت الببغاوات أنبهها ليتلو سير الخلفاء والفاتحين
جميلات الريش اقتسمت من مخزونها أجود ما أنتجت 
وأكثرها جلبًا للبهجة 
جوارح الطير أرسلت بطاقات تهنئة مخافة أن تثير هلع الصغار 
كما أن الشهوة كخطوط الهدنة لا ضامن لها
القبائل الأشد فقرًا أرسلت بيوض نسائها في سلالٍ
إن شاؤوا أكلوا وإن شاؤوا استبقوا للخدمة والجندية
بينما استلقى البهاليل والمطاريد والضوالُ 
ممن لا يملكون قبائل تعضدهم
على مأدبة العرس
مقطعةً رؤوسهم 
تفوح منهم رائحة الشواء
رائحة 
تهادت إلى أنوف الضباع وبنادق الصيادين!

 

استراحة

حين ترغب في البقاء وحيدًا
عرّج على أقرب حانة
اطلب فنجان قهوة
واشكر قلبك على صبره.
*

لا تطل التحديق في كؤوس جيرانك
فقلوبها مثل قلبك مثقلة.
*

الورقة المطوية كثيرًا في جيب معطفَك الداخلي
سينالها أيضًا نصيبها من التعب 
حين تلف السكاكر الرخيصة
وتحدق باتجاه الأطفال 
ثم لا تجد من يملك الثمن.
*

ولا تطل التحديق في فنجانك
فعتمته عيون وعيونه ليست بحاجة الآن إلى رفيق.
*

إذا حدث وجاءك من يحتاج رفيقًا
استقبله
أحسنْ صحبته
وتقاسم معه صمته
لا تقل أريد أن أظل وحيدًا
سيطاردك ظله.
*

الثريا الصغيرة فوقك
تظن أنها نجمة
لا تقسُ عليها.
*

العيون حولك تراك ثلاثة
انظرْ إليها 
لتعرف أنك واحد
فهي مثلك تخشى الكثرة.
*

حين تغلق الحانة أبوابها
سلّم على الناس حولك
اشكرْهُم أيضًا على وحدتك
وعد مطمئنًا إلى الغرفة
حيث أشباحك الصغيرة
جائعة
بانتظارك.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فتى القطار

غرفة رقم 303: الحبّ في قائمة الأعداء