09-أغسطس-2021

صورة تعبيرية (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

أظهرت دراسة أمريكية أن ما يقرب من ثلثي العمال الذين تبلغ أعمارهم 45 عامًا أو أكثر قد شاهدوا أو عانوا من التمييز على أساس السن. لكن العمال الأصغر سنًا يواجهون أيضا تمييزًا على أساس السن. ويظهر بحث جديد أنه قد يكون في الواقع أعضاء الفريق الأصغر هم الذين يتحملون العبء الأكبر من التفرقة العمرية في مكان العمل في الوقت الحالي، مما قد يؤثر على حياتهم المهنية، بحسب إحصاء نشره موقع AARP الأمريكي.

 يمثل التمييز على أساس السن مشكلة تؤثر على كبار السن من العمال، لكن أثار هذا التمييز تطال العمال الشباب أيضًا

الموظفة ليا، بدأت العمل بحماس كبير بعد تخرجها من الكلية مباشرة، وشغلت منصب عضوة في فريق تطوير الأعمال في شركة تقنية متوسطة الحجم. وعلى الرغم من أن مهاراتها التي أكسبتها الوظيفة، إلا أنها كانت أصغر شخص في الفريق. بعض الذين يعملون برتب أعلى منها لم يعجبهم ذلك، وسمعت الكثير من التعليقات عنها والتي يتم الإدلاء بها في الكواليس. ليا أظهرت الكثير من الطموح في أعين رؤسائها، وفي هذا الصدد تشير "كانت هناك عدة مرات عندما أشار رؤسائي إلى عمري أمامي مباشرة، قائلين إنني كنت صغيرة جدًا"، وتساءلوا "ماذا تعرف شابة تبلغ من العمر 23 عامًا عن هذه الأشياء؟!"، بحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.

اقرأ/ي أيضًا: منظمات إنسانية: الجوع يهدّد حياة 2.3 مليون طفل في نيجيريا

ليا، التي تم حجب الإفصاح عن لقب عائلتها بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية، حاولت تغيير الأشياء عن طريق تغيير مظهرها في العمل. سألت نفسها "ما الذي يمكنني فعله للتخفيف من حدة عدم أخذي على محمل الجد؟ لذلك غيرت طريقة ملابسي. حاولت أن أرتدي ملابس أكبر سنًا لأبدو أكثر تهذيبًا". وتشير إلى كونها غيرت سلوكها وحاولت التصرف بنضج أكبر. وأضافت "لقد نجحت إلى حد ما"، فقد تراجعت التعليقات حول عمرها وقلة خبرتها، لكنها تشير بأنها ما زالت تشعر أن إمكانات نموها كانت محدودة. غادرت ليا الشركة بعد فترة وجيزة بسبب ما عانته من التمييز على أساس السن، والذي ينظر إليه تقليديًا على أنه أمر لا يواجهه سوى كبار السن. على سبيل المثال، قد يتم الحكم على العمال الأكبر سنًا بناءًا على افتراضات بأنهم لن يتناسبوا مع ديناميكية المكتب التقدمية أو بسبب عدم قدرتهم على تعلم التكنولوجيا بالسرعة المطلوبة، بحسب تقرير هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.

كما يمثل التمييز على أساس السن مشكلة تؤثر على كبار السن من العمال، كما يقول الأستاذ المساعد للإدارة والمنظمات في كلية ستيرن للأعمال بجامعة نيويورك، مايكل نورث، ويضيف إلى أن "المشكلة تصيب كلا الاتجاهين من الشباب وكبار السن على حد سواء"، ويتابع بالقول "إنه يمكن القول بأن التفرقة العمرية مشكلة تستهدف الشباب بنسبة أسوأ قليلًا مما تستهدف كبار السن"، بحسب ما نقل موقع ليبستك ألاي.

وجاء في مقالة ضمن مجلة فوربس ما مفاده أن التسلسل الهرمي التقليدي يمنح الأقدمية لكبار السن في مكان العمل، بينما الأصغر سنًا من الموظفين من المتوقع أن يبدأوا مشوارهم من المراتب الدنيا، ومن ثم صعود الدرج بمرور الوقت. وفي الآونة الأخيرة، حيث غيرت التكنولوجيا الطريقة التي تعمل بها الشركات، تم تصوير العمال الأكبر سنًا، بشكل نمطي خاطئ إلى أنهم أقل قدرة على التكيف، ولديهم قدرات أبطأ على التعلم، وهذا يندرج كنوع أكثر شيوعًا من التفرقة والتمييز على أساس السن. ويشير نورث إلى أن هذه التصورات تخضع لتصورات الأجيال الختلفة عن بعضهم البعض وإلى الصورة النمطية والأحكام المسبقة لدى كل جيل من الأجيال حول الجيل الأخر، ويصف ذلك بالقول "إنه أمر متطرف للغاية".

وتشير مقالة فوربس إلى كون فكرة التمييز على أساس السن لها تاريخ طويل وهي مشكلة تتم المكافحة ضدها حتى اليوم، بالرغم من دخول قانون التمييز على أساس السن في العمل حيز التنفيذ في عام 1967 في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي حين أنه من السهل افتراض أنها مشكلة فقط لمن هم في سن التقاعد وما حوله، فإن استطلاعًا أجري على أكثر من 1100 موظف أمريكي فوق سن 40 عامًا حول تجاربهم في مكان العمل، حيث خلص الاستجواب إلى أن التمييز يمكن أن يبدأ في سن الأربعين. ووجد الاستطلاع أن التحيزات تبدأ في وقت مبكر نسبيًا فيما يتعلق بالتوظيف والترقيات والتعويضات، وكشف بأن حوالي 1 من كل 5 عمال فوق سن الأربعين سنة قد تعرض للتمييز المرتبط بالعمر بطريقة ما في العمل، مع ارتفاع هذه النسبة إلى 24% ممن تزيد أعمارهم عن 60 عامًا. وأشار الموظفون من كبار السن إلى أن ذلك لم يقتصر على التمييز الصريح، بل تعداه إلى تداول النكات الشائعة والمضايقات المتعلقة بالعمر.

أما الكاتبة والناشطة أشتون أبلوايت، فتريد أن تلغي العقليات المناهضة للشيخوخة وأن ينظر للعمر على أنه مجرد رقم، وذلك مفاد ما قالته في تقرير مصور بثه موقع Brut بعنوان "كبير جدًا بالنسبة للوظيفة؟ صغير جدًا للقيادة؟". وتشير أبلوايت إلى أن ثقافتنا مليئة بالرسائل التي تقول إن التقدم في السن يمثل انتكاسة. وتشير إلى كون الشيخوخة غالبًا ما يتم طرحها على أنها مرض يمكن علاجه، وتشرح سبب كون التقدم في السن أمرًا يجب أن نتبناه بدلاً من الخوف من كسر القوالب النمطية. وتضيف إلى أنها قضية تعني النساء بشكل كبير حيث أن 64% من النساء قلن إنهن تعرضن للتمييز على أساس السن أو شهدن حالة شبيهة. وأشارت إلى أنه بحلول عام 2050، سيكون 1 من كل 5 أشخاص، أكثر من 2 مليار شخص في العالم في سن 60 عامًا وما فوق.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

سلسلة أحداث تنشط التفاعل عبر وسم "التطبيع خيانة"

دراسة تحليلية تشير إلى تزايد مخاطر الفيضانات حول العالم بفعل تغير المناخ