23-يناير-2019

مواطنون جزائريون يحرثون طريقًا عامة احتجاجًا على عدم تهيئتها (مواقع التواصل الاجتماعي)

ألترا صوت - فريق التحرير

تحصي وزارة الدّاخليّة في الجزائر، آلاف الاحتجاجات الشّعبية سنويًّا من قبل شرائح مختلفة، ما بين طلاب وعمال وفلاحين وموظفين باختلاف أدوارهم، في مسعى مطالبتهم بتسويّة أوضاعهم في التوضيع أو رفع الأجور أو رفع مظلمة معيّنة.

بعض الجزائريين لجأوا في بعض احتجاجاتهم إلى أنماط غير مسبوقة للفت الانتباه لقضاياهم، مثل التعري وتخييط الأفواه

وعادة ما تكون هذه الاحتجاجات في شكل مسيرة أو اعتصام أو إضراب عن الطّعام، وكلّها أشكال يضمن الدّستور الجزائريّ لأصحابها الحقّ فيها، ما عدا في الجزائر العاصمة، حتّى بعد رفع حالة الطّوارئ عام 2011.

اقرأ/ي أيضًا: شيفرة الاحتجاج الجزائري.. من حرق الجسد إلى تعريته

الاحتجاج بالجسد

غير أنّ بعض الجزائريين لجأوا في بعض احتجاجاتهم إلى أنماط غير مسبوقة، فكان أن لفتوا الانتباه إليهم أكثر من غيرهم. وإذا استثنينا حرق الجسد، الذي لجأت إليه نخبة قليلة من الشّباب تقليدًا للشّابّ التّونسيّ محمّد البوعزيزي، فإنّ أكثر طريقيتين غير مسبوقتين في باب الاحتجاج الجزائريّ كانتا:

  • إقدام كهل على تعرية جسده تمامًا في نيسان/أبريل عام 2018، بسبب سحب رخصة القيادة الخاصة به من قبل رجال الشرطة.
  • إقدام بعض الشّباب في محافظة ورقلة (800 كيلومتر إلى الجنوب من الجزائر العاصمة)، عام 2016 على خياطة أفواهمم في مسعى احتجاجهم على البطالة، في منطقة تضمّ معظم حقول النّفط.

حرث وغرس طريق عامة

وانضمّ هذه الأيّام نمط جديد إلى قائمة الاحتجاجات الجزائريّة، التّي وصفت بالمبتكرة والغريبة وغير المسبوقة، تمثّل في إقدام سكّان حيّ سوماني في شرق ولاية بومرداس (60 كيلومترًا إلى الشّرق من الجزائر العاصمة) على حرث الطّريق العام، ثمّ غرسه بصلًا وثومًا وبطاطس، احتجاجًا على تأخّر السّلطات عن تهيئته ورصفه، بما جعله موحولًا بسبب الأمطار، التّي عرفتها البلاد خلال الأيّام الأولى من شهر كانون الثاني/يناير الجاري.

وانتفى الفرق بين الطّريق العام والسّهول المحيطة بالتجمّع السّكانيّ، بما خلق مفارقة تمثلت في غزو الزراعة للمناطق الإسمنتية عوضًا عن غزو الإسمنت للأراضي الفلاحيّة.

وحمل هذا المشهد معظم القنوات التلفزيونيّة على الانتقال إلى المكان وتصويره ونقل انشغالات السكّان، الذين لم يتقبّلوا ردّ المسؤولين بكون أشغال التّهيئة انطلقت قبل شهر لكنّها توقّفت بسبب الأمطار، من باب أنه "ما الذي منه الحكومة عن العمل على تهيئة الطريق منذ الصيف الماضي؟".

يقول النّاشط وليد عبدالله رئيس جمعية المنارة في ولاية بومرداس، لـ"ألترا صوت"، إنّه من أنصار الاحتجاجات الحضاريّة والطّريفة، التّي لا يترتّب عنها عنف وتكسير وإتلاف للأملاك العامّة والخاصّة.

ويعتبر عبدالله أنا احتجاج سكان حي سوماني يندرج تحت هذا الإطار من الاحتجاجات، متوقعًا أن تصبح هذه الطريقة الاحتجاجية "تقليدًا وطنيًا بعد تناقلها عبر وسائل الإعلام".

احتج سكان إحدى المدن الجزائرية على عدم تهيئة ورصف طريق عامة، أوحلت بسبب الأمطار، بحرثها وغرسها بالبصل والثوم والبطاطس

وأشار الناشط المدني إلى أن هذا الاحتجاج لا يُعد تخريبيًا، وإنما للفت الانتباه إلى أن الطريق بات موحلة لدرجة تسمح بحرثها وغرسها!

 

اقرأ/ي أيضًا:

الاحتجاج بصلاة الجماعة يثير جدلًا على السوشال ميديا في الجزائر

تخييط الأفواه وتمزيق الجسد..لغة الاحتجاج الجزائرية