14-نوفمبر-2017

تطبيع السعودية مع إسرائيل يمر أيضًا عبر تحركات كوشنر في المنطقة (ألترا صوت)

"حتى الرابعة صباحًا" هكذا وصفت إحدى محطات التلفزة الأمريكية سهرة كوشنر مع محمد بن سلمان، وهما يخططان "للانتقام من أعدائهما والسيطرة على العالم"، كما علق المذيع الساخر تريفور نوه في برنامجه الساخر " ذا ديلي شو".

يعتبر محمد بن سلمان التطبيع مع إسرائيل محطة رئيسية في تثبيت دعائم حكمه

ابن سلمان وجاريد كوشنر قريبان في السن من بعضهما، وكلاهما دخلا بوابة السياسة بالنسب القريب، على أن النسخة السعودية تخطت الكثير من أبناء العمومة والإخوة في الصف العائلي، وكان الابن المفضل والمدلل. حيث أراد الملك سلمان الابنَ أن يصل سريعًا إلى العرش، كما وصل أدونيا العبري.

اقرأ/ي أيضًا: كوشنر وابن سلمان ونتنياهو.. ثلاثي المؤامرات الخفية

احتاج الشاب الصغير أن يبحث عن حلفاء من خارج آل سعود الذين وصفتهم النيويورك تايمز أنهم إن اجتمعوا "سيملؤون ملعباً لكرة القدم". كما أراد أن يتخلص من مخصصاتهم الثقيلة على قلبه، القصور الرئاسية والمرتبات اللامحدودة والسفريات المجانية، ويضع بعضها في خزينة "الحرب" التي سيشنها من أجل عرشه، وهو يقول في نفسه هذه الأموال يجب أن تُدفئ خزينة الدولة، تلك الخزينة التي يتصاعد فيها الدين العام المحلي إلى مئة مليار دولار.

المهم أنه استطاع أولاً أن "يكنس الفساد" من آله ممن لا لزوم لهم. ثم توجه إلى الإمارات، ليكون التطبيع مع إسرائيل المحطة الثانية في تثبيت دعائم حكمه. تتحدث الصحف الإسرائيلية والأجنبية عن الزيارات السرية  لابن سلمان إلى إسرائيل، وهي التي ترى بعض العائلات الخليجية يتقربون منها بوتيرة غير مسبوقة.

الإدارة الإسرائيلية رأت أبوظبي برجلها يوسف العتيبة يقود التطبيع على قدم وساق، ويقود تكتيكات الحصار على قطر من ناحية، ويدفع باتجاه التطبيع من ناحية أخرى، وترى ملك البحرين يصرح أن من حقهم زيارة إسرائيل من ناحية أخرى. ستجلس إسرائيل لتقلم أظافرها.. فلا أفضل من هكذا أجواء تتم فيها عملية تطبيع كاملة كي لا يتكرر ما حصل للأمريكان والصهاينة عام 1973، وحتى لا تبقى حاويات البنزين خاوية أبدًا من النفط الخليجي العربي.

اقرأ/ي أيضًا: فضيحة محمد بن سلمان الجديدة.. الملك المنتظر زار تل أبيب سرًا

المنطقة يُعاد تشكيلها لصالح إسرائيل، بجهد أقل ومتابعة أكثر دقة، ومشروع التطبيع يتم إتمامه على أكتاف رجال كالعتيبة وابن سلمان وابن زايد

المنطقة على أي حال يُعاد تشكيلها لصالح إسرائيل، بجهد أقل ومتابعة أكثر دقة، مشروع التطبيع كله يتم إتمامه على أكتاف رجال كالعتيبة، وابن سلمان الصغير والكبير، وملك البحرين وابن زايد في الإمارات. وتلميع الديكتاتوريات أهم حلقة في ماكينة التطبيع، في ليبيا وفي مصر، المهم أن يخلو المشهد الكبير من المزعجين، يكفينا قطر وجهازها الإعلامي.

وها قد أغلق مكتب الجزيرة في الأراضي المحتلة، وقد لعبت دول الحصار الدور الأهم في إعطاء الحجة الرسمية في إغلاقه. أما التقارب الأمريكي الإيراني في الملف النووي فقد أدرجه الرجل الأبيض الثري في البيت الأبيض قيد المراجعة، والخطة كلها برمتها تبدو وكأنها معدة سلفًا وفقًا لمجموعة من التقارير والأبحاث في مراكز السياسة الأمريكية العريقة، ووفقًا لما قبضه ترامب وهو عائد من زيارة السعودية في آخر زيارة له في مايو/أيار الماضي.

من المزعج إذًا؟ ربما الذين يحملون الأمل الثقيل المر الذي لا يملكون غيره، والذين يرون أن استمرار رفض التطبيع هو أهم ما يملكونه، أو أولئك الذين يصرون على رفض المرفوض دون الدخول في مهاترات الأمر الواقع والحلول التوافقية، الذين يرون أن إسرائيل عدو استراتيجي، دون أن يكون بالضرورة لهم في بيتهم صورة لشهيد أو أسير معلق في صدر حوائطهم، والذين يرون أن دعم الديكتاتوريات بأموال النفط قضاء تام على مستقبلهم القريب والبعيد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

في إثبات صهيونية ابن زايد وعياله

اللوفر أبوظبي ليس مجرد متحف.. عن القوة الناعمة الفرنسية في عهد ماكرون