التصعيد في "الكاريبي".. احتمالات قوية بتوجيه الولايات المتحدة ضربات داخل الأراضي الفنزويلية

بات من المتوقع بقوة أن تُقدِم الولايات المتحدة على شن ضربات داخل عمق الأراضي الفنزويلية، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يفكّر جديًّا في هذا الخيار، كما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن إدارة ترامب فوّضت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) بتنفيذ عمليات سرية في فنزويلا. يأتي ذلك بينما توجهت كاراكاس إلى مجلس الأمن طالبة تدخله لمنع تدهور الأوضاع وتصعيد "العدوان الأميركي"، فيما لم تستبعد الحكومة الفنزويلية وقوع هجوم مسلح على أراضيها خلال "وقت قصير جدًّا".

وكانت واشنطن قد أرسلت مجموعة من السفن نحو البحر الكاريبي على متنها أكثر من 4500 جندي، كما نشرت مقاتلات بالقرب من فنزويلا، وقامت القوات الأميركية بشن غارات متكررة استهدفت قوارب وسفنًا مأهولة، ادعت أنها محملة بالمخدرات المتجهة نحو الأراضي الأميركية.

وكان آخر تلك الهجمات يوم الثلاثاء الماضي، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 21 شخصًا. وفي حين تدّعي الولايات المتحدة أن الهدف من عملياتها في الكاريبي هو مكافحة المخدرات والعصابات التي تهرّبها، تتهم كاراكاس واشنطن بالسعي إلى قلب نظام الرئيس نيكولاس مادورو بالقوة. وكانت إدارة ترامب قد رفعت هذا العام مكافأة القبض على مادورو إلى 50 مليون دولار، بعد أن كانت خلال ولايته الرئاسية الأولى 15 مليون دولار فقط.

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يحذّر الولايات المتحدة الأميركية من سيناريو حروب أبدية فاشلة على غرار ما حدث في أفغانستان والعراق

احتمالات توجيه الضربات داخل الأراضي الفنزويلية

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رغبته في توجيه ضربات لما يسميها "كارتيلات المخدرات" داخل الأراضي الفنزويلية، وادعى أن قوات بلاده سيطرت على البحر، وأنه أصبح بالإمكان النظر في خيارات الضربات على الأرض وفق تعبيره.

وعندما سأل الصحفيون في البيت الأبيض ترامب عن المعلومات التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" والتي تفيد بإعطائه تفويضًا لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) لتنفيذ عمليات سرية في فنزويلا ضد حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، رفض ترامب تأكيد المعلومات، واصفًا السؤال بأنه "سخيف".

وكانت الصحيفة قد نقلت عن مسؤولين مطلعين أن ترامب "منح وكالة الاستخبارات المركزية تفويضًا لتنفيذ عمليات سرية في فنزويلا"، واعتبر المسؤولون أن الخطوة تعد تصعيدًا ضد نظام مادورو، الذي وجّه بدوره بتعبئة عسكرية شاملة تحسّبًا لأي ضربات أميركية.

وأمرت إدارة ترامب، الأسبوع الماضي، بوقف المباحثات الدبلوماسية مع الحكومة الفنزويلية، في خطوة اعتُبرت تمهيدًا لتصعيد الضغوط الأميركية ضد نظام مادورو، الذي تتهمه واشنطن باستخدام "إرهاب المخدرات" وزعامة عصابة "تران دي أراغوا". وتنفي كاراكاس هذه الاتهامات معتبرة إياها ذريعة لقلب النظام والاستيلاء على ثروات دولة تمتلك أحد أكبر احتياطيات النفط في العالم.

وتعزز الخطوات الأميركية الأخيرة، سواء العسكرية أو الدبلوماسية، احتمال توجيه ضربات عسكرية في عمق الأراضي الفنزويلية، بما ينطوي عليه هذا الاحتمال من مخاطر قد تشمل حربًا مفتوحة بين واشنطن وكاراكاس.

فنزويلا تتهم واشنطن بتصعيد العدوان

ألمح مادورو في خطابه الأخير إلى هذا الاحتمال محذرًا من تداعياته، قائلاً: "لا للحرب في منطقة البحر الكاريبي، لا لتغيير النظام، ممّا يُذكرنا كثيرًا بالحروب الأبدية الفاشلة في أفغانستان والعراق، ولا للانقلابات التي تحرّض عليها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية".

واتهمت وزارة الخارجية الفنزويلية الولايات المتحدة بتصعيد عدوانها في البحر الكاريبي، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد والاضطلاع بمسؤولياته لمنع الحرب والاعتداء على دولة ذات سيادة.