26-يونيو-2016

صورة أرشيفية لاحتجاجات طالبية سابقة في القاهرة (الأناضول)

للمرة الثانية، في امتحانات الثانوية العامة، في مصر، هذا العام، تتخذ وزارة التربية والتعليم قرارًا بإلغاء أحد الامتحانات وإعادتها مرة أخرى، وذلك بعد تسريب امتحان "الديناميكا" قبل الموعد الرسمي للامتحان.

في ذات السياق، اتخذت الوزارة قرارًا بتأجيل بقية امتحانات الثانوية، التي كان من المفترض حدوثها هذا الأسبوع، وهي "الجيولوجيا، الجبر، والتاريخ"، إلى الأسبوع المقبل، في محاولة من الوزارة لوقف سيل التسريبات، وكسب المزيد من الوقت للتفكير في اتخاذ إجراءات رادعة ضدها، ومحاولة منعها من المنبع.

لم تحدث كل حملات الاعتقال أي أثر في تخفيف كثافة التسريبات، فاضحة نهج النظام الأمني العشوائي بذلك

اقرأ/ي أيضًا: شاومينج لا يموت..تسريبات الثانوية العامة مستمرة

وكانت الوزارة قد اتخذت قرارًا مشابهًا، عندما قررت، في أول أيام امتحانات الثانوية، إعادة امتحان التربية الدينية، بعد تسرب الامتحان، كما سرت أقاويل كثيرة، عن تفكير الوزارة، في إعادة امتحان مادتي "الاقتصاد" و"اللغة الأجنبية الثانية"، بعد تسريبها قبل موعد الامتحان الأسبوع الماضي، ولكن، إلى الآن، لم تتخذ الوزارة قرارًا رسميًا بالإعادة، أو تصرح بأنها ستعتمد الامتحانيين رغم التسريبات التي حدثت.

وكرد الفعل، انتشرت حالة من الغضب والسخط بين طلاب الثانوية العامة، وخاصة طلبة قسم الرياضة، الذين سيضطرون لإعادة امتحان "الديناميكا" مرة أخرى، واتهم الطلاب الوزارة بالفشل وعدم الكفاءة، وأنها تلجأ للحلول السهلة، بدلًا من أن تكون قادرة على وضع أي خطة لحل الأزمة بشكل نهائي، وأنها بذلك تضاعف الضغط النفسي على الطلاب، كما انتشرت دعوات لرفض تأجيل الامتحانات، ولكن ليس هناك احتمال أن تتراجع الوزارة في قرارها.

واتخذت امتحانات الثانوية العامة في مصر، هذا العام منعطفًا حادًا بخصوص أزمة تسريب الامتحانات، الأزمة التي ابتدأت في الأعوام الماضية، لكن زادت حدتها هذا العام، بالشكل الذي أثر على سلاسة الامتحانات، كما على صورة الوزارة التي فشلت كل محاولاتها في محاربة الظاهرة، رغم استعانتها بوزارة الداخلية وبالأجهزة الأمنية المختلفة لمساعدتها.

اقرأ/ي أيضًا: ماهي تأثيرات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟

فمن جانبها، أعلنت وزارة الداخلية عدة مرات عن القبض على مديري صفحات التواصل الاجتماعي التي تقوم بتسريب الامتحانات، ثم أعلنت عن القبض عن الخلية المسئولة عن التسريبات داخل الوزارة، ثم أعلنت مرة أخرى القبض على المزيد من أصحاب الصفحات الإلكترونية، ولكن لم تحدث كل هذه الاعتقالات، أي أثر في تخفيف كثافة التسريبات، بل على العكس، استمرت الظاهرة بقوة أكبر، وصارت الامتحانات تتسرب مبكرًا أكثر، ما دفع الوزارة إلى تأجيل الامتحانات حتى التفكير في حل آخر.

اقرأ/ي أيضًا: بحكم المحكمة..تيران وصنافير مصريتان 

وكانت أزمة التسريبات في امتحانات الثانوية العامة في مصر، قد بدأت في السنوات السابقة، في هيئة صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، أشهرها "شاومينج بيغشش الثانوية العامة"، وتقوم هذه الصحفات بتسريب الامتحانات، بعد دقائق من بداية الامتحانات، ونشر إجاباتها، ما يتيح لأي طالب يتمكن من الولوج إلى الإنترنت أثناء الامتحانات من معرفة الإجابات الصحيحة، وهو ما كان يمكن محاصرته من قبل الوزارة بالتشديد على تفتيش الطلاب ومنعهم من إدخال أجهزة المحمول إلى اللجان، لكن التسريبات قفزت قفزة كبيرة هذه السنة، حين انتقلت إلى مرحلة جديدة، حيث يتم تسريب الامتحان كاملا قبل الامتحان بعدة ساعات، وهو ما يمنح الطلبة وقتًا كافيًا لمعرفة الإجابة قبل الدخول للجان، ودون أن يحتاج أن يدخل على الإنترنت مرة ثانية أثناء الامتحان.

اقرأ/ي أيضًا:

 مصر..أحاديث المصالحة مرة أخرى