25-مارس-2021

شاطئ في مايوركا (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

تشير حالة الفنادق والمطاعم المغلقة في جميع أنحاء جزيرة مايوركا الإسبانية إلى أن قطاع السياحة الإسباني لا يزال في منطقة بعيدة عن التعافي الكامل، حتى بعد تدفق السياح من ألمانيا مؤخرًا إلى شواطئ الجزيرة  مع اقتراب موسم عطلة عيد الفصح، الذي شكل انتعاشًا محدودًا وبطيئًا لعدد قليل من الشركات السياحية المحلية في الجزيرة. 

تراجعت السياحة الأجنبية إلى إسبانيا بنسبة 80٪ سنة 2020، لتصل إلى 19 مليون زائر، وهو أدنى مستوى لها منذ نصف قرن

لكن عدد السياح هذه السنة ضئيل (بالآلاف) إذا ما قورن بأعداد السنة الماضية، حيث كان توافد إلى الجزيرة ما يقدر بحوالي 1.4 مليون سائح أجنبي، نصفهم من ألمانيا بين آذار/مارس ونيسان/أبريل. وقالت الأخصائية النفسية، بيرجيت سورنسن، والتي تعيش بين مايوركا وألمانيا، لوكالة رويترز "إنه لأمر محزن حقًا بالنسبة للأشخاص الذين يعملون هنا في الجزيرة، أن السياح الألمان لا يستطيعون القدوم إلى الجزيرة كما كانوا يفعلون عادًة". خاصة وأن ألمانيا لا زالت تحذر رعاياها من السفر.

اقرأ/ي أيضًا: جائحة كوفيد - 19 تهدد 10% من متاحف العالم بالإقفال الدائم

بينما قالت مالكة أحد المتاجر في الجزيرة، وتدعى ماريا، أنها تعتمد على السياح الألمان لتشغيل متجرها الصغير على شاطئ البحر، وأضافت "إذا لم يأت السياح الألمان فلن يكون لدينا أي مورد مالي لأن السكان المحليين لا يشترون منا"، وأشارت إلى تسريح ثلاثة عمال لديها، فيما تأمل أن يكون هذا الصيف أفضل من العام الماضي، لكنها لا تتوقع انتعاشًا كبيرًا في السياحة، وأضافت "حتى لو أخذنا اللقاح جميعنا، فلن يكون هناك تعافي، هكذا أرى". لكن في المقابل، البعض من السياح متفائل، فقال جيروين ماير، والمقيم في برلين "يقولون إن مايوركا هي الولاية رقم 17 في ألمانيا، وأعتقد أن الألمان سيعودون"، وأضاف السائح الألماني "بالطبع يحتاجون إلى الحصول على إذن، ويحتاجون إلى إجراء اختبار الكشف عن فيروس كورونا، لكنني أعتقد أنه إذا التزم الناس بالتباعد الاجتماعي، فيمكن للناس الاستمتاع".

وكانت قد تراجعت السياحة الأجنبية إلى إسبانيا بنسبة 80٪ سنة 2020، لتصل إلى 19 مليون زائر، وهو أدنى مستوى لها منذ نصف قرن، حيث أدت القيود الوبائية العالمية إلى تقليص السفر الدولي بشكل كبير. فيما تشير التوقعات الخاصة بالتعافي السياحي لأسبانيا إلى كونه بعيد المنال، ويشار إلى صعوبة في تحقيق الازدهار السياحي كما كان قبل جائحة كوفيد -19 والتعافي قبل عام 2023. فالبنك المركزي يرى أن وصول السياح الأجانب إلى إسبانيا هذا العام سوف يصل إلى حوالي 60٪ من مستويات عام 2019، مقارنة بـ 20٪ العام الماضي. في المقابل، وصفت الخبيرة الاقتصادية في مركز فونكاس للأبحاث، ماريا جيسوس فرنانديز، هذه التقديرات بأنها تقديرات متفائلة، وحذرت من أن العام 2021 قد يكون أسوأ من عام 2020، حسب ما نقلته وكالة رويترز.

البيانات والأرقام الرسمية الحكومية فيما خص مساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد الوطني الإسباني ليست متاحة بعد، لكن بحسب فرنانديز فإن مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي تراجعت إلى 4%- 4.5% العام الماضي بعد أن كانت تساهم في 12٪ من الناتج المحلي الإجمالي عام 2019، وهو انهيار يمكن أن يعيد تشكيل الاقتصاد الإسباني برمته، خاصة وأن هذا القطاع يساهم بـ13% من القوى العاملة، ويوصف بكونه "بترول إسبانيا". ومع ارتفاع مستويات الإصابة بـفيروس كورونا في جميع أنحاء أوروبا، يرى المحللون أن أي تعافي يتوقف على حملة تلقيح ناجحة. وقال مؤسس ومدير العلامة التجارية لفنادق ماريوت، أنطونيو كاتالان لرويترز "إذا لم ينجح اللقاح، فلن يكون هناك صيف".

وفي تقرير نشرته صحيفة الفاينانشيال تايمز يوم 9 شباط/فبراير 2021، تمت الإشارة  إلى أن إسبانيا تعتبر ثاني أكبر وجهة سياحية في العالم. ويشير التقرير إلى تراجع الاقتصاد الإسباني بنسبة 11%، ويستدل على خسائر في القطاع السياحي ومنها إغلاق ما يقارب 500 فندق، مع احتمال إغلاق المزيد من الفنادق بسبب توالي انتشار موجات جديدة من فيروس كورونا. كما قال غابرييل إسكارير، الرئيس التنفيذي لمجموعة فنادق ميليا العالمية، والمؤلفة من 326 فندقًا وتبلغ قيمتها 1.4 مليار يورو، "إذا خسرنا هذا الصيف، فنحن نتحدث عن صفر نشاط سياحي منذ عام 2019 مما سيكون مدمرًا لصناعة السياحة في إسبانيا". وقد أمسى العديد من السكان المحليين في جزيرة مايوركا في وضع اقتصادي لا يحسدون عليه لأنهم فقدوا وظائفهم في الفنادق والمطاعم والحانات نتيجة توقف القطاع السياحي، الأمر الذي أفقر سكان الجزيرة على حد وصف تقرير لإذاعة صوت ألمانيا-دويتشه فيله.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الجزر وجهات للسفر الآمن في ظل جائحة كوفيد - 19.. 6 خيارات مقترحة

الملاحة الجوية في زمن كورونا.. تراجع عدد الحوادث وخسائر بالمليارات