31-يناير-2023
gettyimages

تحدث باسيل بشكلٍ علني عن الخلافات مع حزب الله (Getty)

يتصاعد التوتر داخل تحالف حزب الله والتيار الوطني الحر، والذي أوشك على الانهيار فعليًا، بعد تهديد رئيس التيار جبران باسيل، الحزب من مغبة تمرير انتخاب مرشحه للرئاسة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، من دون موافقة المكوّن المسيحي.

أعطى باسيل إشارةً لاستعداده  التخلي عن التفاهم مع الحزب، القائم منذ عهد الرئيس اللبناني السابق ميشال عون

وأعطى باسيل إشارةً لاستعداده  التخلي عن التفاهم مع الحزب، القائم منذ عهد الرئيس اللبناني السابق ميشال عون، والذهاب إلى بدائل أخرى، حين قال إن التيار "مستعدّ لعقد تفاهم جديد ليس مع الحزب وحسب، إنما مع أي مكون جديد تحت عنوان بناء الدولة"، رافضًا "تسوية الخلافات في الغرف المغلقة"، وأشار إلى أنه "من حق جمهورنا أن يعلم بما يجري"، وذلك في رده على رغبة حزب الله أن تبقى المباحثات بين الجانبين طيّ السرية، وبعيدة من الإعلام.

ويسعى حزب الله إلى إبقاء الخلاف على طاولة المفاوضات وبشكلٍ سري، وذلك بحسب ما عبر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عدة مرات، فيما كانت بداية الخلافات داخل تحالف التيار وحزب الله، انشقاق حركة أمل، وإعلان موقفها الواضح بشأن انتخابات فرنجية ومهاجمة باسيل وعون في نهاية فترة ولايته.

وأقر باسيل بتموضعه بشكلٍ مستقل دون حلفاء، وأنه "يفكر جديًا في الترشح لرئاسة الجمهورية، للتمسك بأحقية التمثيل، وحتى لو لم تكن لديّ حظوظ، أما إذا كان تنازلنا من دون مقابل، ونذهب إلى نهاية الدولة فالأفضل أن نحافظ على حقنا"، مضيفًا "من يفكر في انتخاب رئيس جمهورية من دون المسيحيين يرتكب ضرب جنون وطني وسياسي"، بحسب قوله.

ولفت رئيس التيار الوطني الحر خلال كلمة ألقاها الأحد أن "هناك أشخاصًا اليوم يخافون على التفاهم وأنا أولهم، وهناك من ينتظر انتهاءه ليشمت"، ووجه باسيل حديثه لمن أسماهم  الحريصين على التفاهم، قائلًا: "ماذا يمكننا أن نفعل بعد وماذا علينا أن نقدم؟ المسألة هي مسألة كرامة ووجود، ومن ليس لديه بديل يموت، ولكن نحن لا نموت"، فيما حمل ظهرت لوحة خلف باسيل كُتب عليها "لوحدنا".

وشن باسيل وبشكلٍ غير متوقع هجومًا على قائد الجيش جوزيف عون، متهمًا إياه بـ"مخالفة قوانين الدفاع والمحاسبة العمومية"، وأضاف "يأخذ عون بالقوّة صلاحيات وزير الدفاع، ويتصرّف على هواه بالملايين في صندوق للأموال الخاصة وبممتلكات الجيش".

ويذهب متابعون للشأن اللبناني إلى القول أن كلمة جبران باسيل شديدة اللهجة، كان الهدف منها قطع الطريق عن أبرز المرشحين للرئاسة، سليمان فرنجية وجوزيف عون، حيث أن فرنجية يحظى بدعم حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو ما يعزز حظوظه في الوصول إلى قصر بعبدا، لكن الأمر لا يتوقف على التفاهمات الداخلية فقط، وخلال لقاء فرنجية الأخير مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في بكركي، أعطى فرنجية بعض التطمينات حين أعلن بأنه ليس مرشحًا لحزب الله، بالإضافة لحديثه عن علاقته مع دول الخليج.

وفي سياق الأسماء المرشحة، سبق لجوزيف عون أن أعلن عن أنه لن يكون مرشحًا للرئاسة، كما أن ترشيحه لن يكون دستوريًا بحسب منصبه، ويعارض باسيل ترشيح عون، في الوقت الذي قلل زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، معارضته لترشيح عون، الذي يمكن أن يحظى بدعم خارجي قوي. فيما ترفض القوات اللبنانية كل هذه الأسماء، وتعلن عن دعمها لميشال معوض، مرشحًا توافقًا، رافضةً وجود أي رئيس يقبل فيه النظام السوري وإيران، وذلك بحسب تعبير سمير جعجع الذي قال: "سنقف بالمرصاد أمام وصول رئيس ممانع، لأن انتخابه يعني استمرار لبنان وسط هذا الانهيار".

أمّا مواقف باسيل، التي يغلفها بإعلان "الدفاع عن المكون المسيحي"، فهي تدور تحديدًا حول محاولة كسب نفوذ أكبر، والبحث عن موقع أفضل في تفاهمات الفترة القادمة، وفي المفاوضات مع حزب الله، والحصول على مناصب وازنة في الدولة خلال الفترة القادمة. فيما يعتبر الإعلان عن ترشحه وفشله بالحصول على المنصب ورقة سياسية، قد تكون كلفتها كبيرة عليه وعلى التيار حال فشله بالوصول إلى قصر بعبدا.

مواقف باسيل، التي يغلفها بإعلان "الدفاع عن المكون المسيحي"، فهي تدور تحديدًا حول محاولة كسب نفوذ أكبر، والبحث عن موقع أفضل في تفاهمات الفترة القادمة

يترافق موقف باسيل هذا، مع اقترب اجتماع باريس، الذي سيعقد في شهر شباط/ فبراير المقبل، بمشاركة من أطراف عربية ودولية، وذلك سعيًا إلى "تقديم خريطة عمل واضحة لبنانيًا للخروج من الأزمة السياسية، وانتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة منسجمة، وإنجاز الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة".