31-مايو-2023
gettyimages

شهدت باكستان اشتباكات واسعة على مدار الأسابيع الماضية بعد اعتقال عمران خان (Getty)

يخشى رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان من اغتياله خلال الفترة القادمة، مع تزايد التوترات بينه وبين الحكومة الباكستانية، ولكنه في نفس الوقت يؤكد انفتاحه على المفاوضات مع الحكومة، رغم التوقعات المنخفضة بالتوصل إلى اتفاق مثمر، وذلك بحسب مقابلة له مع صحيفة "التايمز" البريطانية.

قال خان إنه يشعر بـ"الندم قليلًا" على فترة توليه رئاسة الوزراء، مؤكدًا على ارتفاع التضخم وانخفاض احتياطيات النقد الأجنبي أثناء وجوده في السلطة

تصريحات خان تأتي بعد أسابيع عنيفة شهدتها باكستان، عقب اعتقال خان لفترة محدودة، مما أدى إلى مقتل العشرات واعتقال المئات في البلاد، ورغم القضايا المرفوعة عليه بالمحاكم، يرى خان أن "حركته السياسية كانت أقوى من أي وقت مضى".

زكي وزكية الصناعي

ورغم عزل عمران خان في نيسان/ أبريل من العام الماضي، بالإضافة إلى عشرات القضايا المرفوعة ضده في المحاكم، إلّا أن خان لا يفكر في إنهاء معركته لاستعادة السلطة، قائلًا: "هل سأعود للوراء وأسمح لنفسي بالعيش كعبد لمن هم في السلطة؟ أنا شخص كنت دائمًا حرًا، لن أنحني أبدًا لأي شيء، لا أستطيع أن أتخيل العيش في بلد مستعبد من قبل الأقوياء".

getty

أمّا عن أفق إنهاء الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد من خلال المفاوضات، فقد أعلن خان يوم السبت، عن تشكيل لجنة من سبعة أعضاء لقيادة المفاوضات بين حركة الإنصاف التي يقودها والحكومة.

وحول هذه المفاوضات وعمل اللجنة، قال خان: "اللجنة موجودة للعمل على ما سنفعله من الآن فصاعدًا، لأن عهد الإرهاب هذا لا يمكن الدفاع عنه. الاقتصاد ينهار، والروبية [عملة باكستان] تراجعت، والبطالة تتصاعد وخريطة الطريق الوحيدة التي تمتلكها هذه الحكومة هي سحق حركة الإنصاف. ستستمر هذه المعركة ما دمت على قيد الحياة ".

وفي المقابل، تشير الصحيفة إلى تقديرات برفض رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إجراء مناقشات مع اللجنة، على الرغم من أن وزير المالية إسحاق دار، قال إن المفاوضات قد تكون محتملة إذا اعتذر خان علنًا عن الأضرار التي سببتها الاحتجاجات.

واعترف خان، في حديثه لـ"التايمز"، بأنه غير متفائل بشأن المحادثات، موضحًا: "لا أعتقد أنهم سيجرون انتخابات حتى في تشرين الأول/ أكتوبر، حتى يتم سحقني في السجن وإقصائي".

getty

وكان خان قد أطيح به في نيسان/ أبريل من العام الماضي، بعد خسارته تصويتًا على الثقة في البرلمان، كما خسر ائتلافه، وذلك بعد إلقاء اللوم عليه في الاقتصاد المنهار والفشل في الوفاء بوعود الحملة الانتخابية، فضلًا عن العلاقة المتصدعة مع الجيش الباكستاني القوي.

أمّا عن مستقبله، يرى خان أنه معرض للاغتيال في المستقبل القريب، مشيرًا إلى محاولة اغتياله في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، والتي حمل الحكومة والجيش المسؤولية عنها.

وفي نظرة للوراء، قال خان إنه يشعر بـ"الندم قليلًا" على فترة توليه رئاسة الوزراء، مؤكدًا على ارتفاع التضخم وانخفاض احتياطيات النقد الأجنبي أثناء وجوده في السلطة، لكنه أشار إلى انتشار جائحة كورونا والمشاكل المرتبطة في أسعار الطاقة "التي ارتفعت في جميع أنحاء العالم".

getty

وحول انتقاداته للولايات المتحدة، قال خان إنه لم يكن أبدًا "معاديًا لأمريكا أو معاديًا للغرب"، رغم أنه أشار عدة مرات إلى تورط واشنطن، في حجب الثقة عنه في وقت سابق، قبل التقليل من حدة هذه التصريحات.

كان خان قد أطيح به في نيسان/ أبريل من العام الماضي، بعد خسارته تصويتًا على الثقة في البرلمان

وناقش في المقابلة مع "التايمز" وجود تنظيم طالبان باكستان والمجموعات المتمردة شمال بلوشستان، والتي نتج عن وجودها 13 هجومًا خلال شهر نيسان/ أبريل، قائلًا: "كل الإرهاب ينتهي في النهاية بالحوار، مثل الجيش الجمهوري الأيرلندي"، وأضاف أنه يأمل في تنظيم "برنامج إعادة تأهيل لمواجهة الهجمات الإرهابية التي يشنها الشباب في البلاد إذا تمكن من استعادة منصبه"، وفق قوله.