23-مايو-2018

أعضاء من بيت الشعر وكتّاب جزائريون

ألترا صوت - فريق التحرير

قبل عشرين عامًا من الآن، كان الفضل في ظهور اسم شعري جديد في المشهد الشّعري الجزائري، يعود إلى مجلّة من المجلّات، أو ملحق أدبي من الملاحق في إحدى الجرائد، حتى أننا نستطيع القول، مثلًا، إن هناك جيلًا شعريًا هو جيل "آمال" المجلّة التي بعثها الرّوائي والشّاعر مالك حدّاد عام 1969.

هناك جيلًا شعريًا هو جيل "آمال" المجلّة التي بعثها الرّوائي والشّاعر مالك حدّاد عام 1969.

ومن المفارقات في هذا الباب، أن زمن العنف والإرهاب خلال تسعينيات القرن العشرين، حيث كان حمل صفة الكاتب طريقًا ممهدًا للموت، ظهر أفضلَ حالًا من العشريتين الأخيرتين. إذ استطاعت ملاحق أدبية أن تضيء عشرات الأقلام وتضعها على سكّة الظهور والحضور، مثل ملحق جريدة "الخبر" وملحق جريدة "المساء" وملحق جريدة "اليوم" وملحق جريدة "السّلام"، في حين لا يتوفّر المشهد الأدبي الجزائري اليوم، على مجلّة أدبية قارّة، ولولا بعض المبادرات، مثل ملحق جريدة "النّصر" وملحق جريدة "الجمهورية" لظلّ خاويًا.

اقرأ/ي أيضًا: بيت للشّعر في الجزائر.. أيّ سؤال؟

في ظلّ هذا الواقع المثير للدّهشة والأسئلة، بادر "بيت الشّعر الجزائري" إلى إطلاق مجلّة متخصّصة في الشّعر سمّاها "البيت"، "ليس نسبة إلى الجهة المنتجة فقط، بيت الشّعر، بل رغبة منا في أن تكون حاضنة لكل الحساسيات والألوان الشّعرية، وهي الفلسفة التي تأسّس على أساسها بيت الشعر في الجزائر"، يقول رئيس البيت الشّاعر سليمان جوّادي.

يضيف محدّث "الترا صوت": "إن إطلالة بسيطة على طبيعة الأسماء المشكّلة لهيئة التّحرير والهيئة الاستشارية، تجعلنا ندرك أن الأجيال والمدارس الشعرية الجزائرية متواجدة تحت سقف الحوار الجمالي، وهو ما ظلّ مشهدنا الوطني يفتقر إليه، لأسباب موضوعية منها الصراعات التي كانت تقوم انطلاقًا من الشّكل لا الجوهر".

نجد في هيئة التحرير كلّا من الشّعراء والنقّاد عبد الله العشّي وعبد القادر رابحي والأخضر فلوس وآمنة بلعلى وعلاوة كوسة ويوسف وغليسي ووسيلة بوسيس وخيرة حمر العين ومحمد كعوان وياسين بن عبيد وبشير غريب، فيما تضمّ الهيئة الاستشارية كلّا من الشّعراء والأكاديميين عبد الله حمّادي وعبد القادر فيدوح والعيد جلولي وفاتح علاق وإسماعيل زردومي وعبد الحميد هيمة وناصر سطنبولي وراوية يحياوي وهاجر مدقن.

تنقسم المجلّة التي ستكون وحيدة في المشهد الجزائري إلى ستّة محاور هي "مداخل" للدّراسات التي تعنى بالشعر، و"غرف مضيئة" وتعنى بالنصوص الشعرية، و"في البهو" لحوارات الشعراء، و"نوافذ" لنشر النصوص المترجمة، و"جداريات" لرصد العلاقة بين الشعر والمعارف المجاورة، و"شرفات" لرصد النشاطات والعروض الشعرية.

قدّم "بيت الشّعر الجزائري" نفسه بصفته مظلّة تؤمن بحوار الأجيال واللغات والثقافات والمبادرات

يقول الشّاعر عاشور فنّي لـ"الترا صوت" إن الشّعراء الجزائريين عاشوا فترة تميّزوا فيها بتراجع روح المبادرة لديهم، حتى أن اليوم الوطني للشعر بات يمرّ من غير نشاط يذكر، "وهو ما سمح للواجهات الثقافية الحكومية بأن تمرّر مقولاتها البعيدة في كثير من الأحيان عن روح الشعر وخطابه الإنساني، في المناسبات المتعلّقة بالشّعر". يضيف صاحب ديوان "رجل من غبار": "كما أسّس خلوّ المشهد من مبادرات وهيئات جادّة لظاهرة هجرة الأصوات الجديدة إلى المنابر الأجنبية واختفاء الأصوات السّابقة في ركام الإهمال والنسيان، وتفرّغ الأصوات الوسيطة بينهما لمهن مختلفة".

اقرأ/ي أيضًا: الشّعراء الجزائريون يلتقون في موسوعة كبرى بكلّ لغاتهم

من هنا، يقول عاشور فنّي، قدّم "بيت الشّعر الجزائري" نفسه بصفته مظلّة تؤمن بحوار الأجيال واللغات والثقافات والمبادرات، وتحتكم في نشاطاتها ومساعيها إلى الأبعاد الإنسانية والحضارية، انسجامًا مع تحوّلات اللحظة الإنسانية القائمة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مالك حداد على الخشبة

اختلاق الصحراء في رواية "الأميرة المورسكية" لمحمد ديب