03-ديسمبر-2016

عاطلون عن العمل يحتجون أمام مقر البرلمان المغربي(صورة أرشيفية/عبد الحق سنا/أ.ف.ب)

لم تشفع سياسات الحكومة المغربية طيلة الخمس سنوات الماضية في حل أزمة البطالة بالبلد، ورغم الوعود التي قدمتها للمغاربة بخفض معدلات البطالة إلى 8%، إلا أن الرقم لا يزال يتراوح ما بين الـ 9 و10%، بنحو أزيد من مليون و170 ألف عاطل عن العمل.

لا يخفي المغاربة قلقهم من تنامي البطالة، التي تشمل 24% من حاملي الشهادات الجامعية والمهنية

ولم يخف المغاربة قلقهم من تنامي البطالة، التي تشمل 24% من حاملي الشهادات الجامعية والمهنية، وتوقعت 77,5% من الأسر ازدياد رقعة المعطلين خلال العام المقبل، في حين ترى 6,9% منها عكس ذلك، وفق آخر تقرير صادر عن المندوبية السامية للتخطيط.

اقرأ/ي أيضًا: الجامعات المغربية.. فجوة بين التعليم وسوق العمل 

وتفيد الأرقام الرسمية أن البطالة تهدد نحو 40,8% من الشباب، وهي الفئة التي أعربت عن فقدانها "الثقة" تجاه الحكومة بسبب "عجزها عن توفير الوظائف لهم"، وفق دراسة أنجزها معهد الرباط للدراسات الاجتماعية.

وتبين إحصاءات الدراسة أن 54% من الشباب المستجوبين يرون أن الوساطة "مهمة جدًا" لنيل الوظيفة، علاوة على 36% يعتبرونها "مهمة"، في حين صرح 6% من المستجوبين بأنها "غير مهمة" لنيل وظيفة في البلد. وصرح 39% من المستجوبين أن الوساطة تتم عبر الأصدقاء والأقارب، في حين يرى 13% منهم أن "المحيط الاجتماعي يساهم في الحصول على الوظيفة بالمغرب".

وفي الوقت الذي تزداد فيه أرقام بطالة الشباب خريجي الجامعات والمعاهد سنة بعد سنة، تتصاعد وتيرة الاحتقان وأشكال الاحتجاج في وجه الحكومة في المغرب، مطالبة بمزيد من الإصلاحات والحلول الجذرية للتقليل من معدلات المعطلين.

في الوقت الذي تزداد فيه أرقام بطالة الشباب خريجي الجامعات والمعاهد في المغرب، تتصاعد وتيرة الاحتقان وأشكال الاحتجاج

مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أكدت أن "التهميش الذي يطال المجموعات الكبيرة من الشباب المغاربة العاطلين عن العمل"، قد يتحول إلى "بارود ضخم مرشح للانفجار والثورة"، مضيفة أنه "لا غرابة في أن إحباط المغاربة تجاه الحكومة في تزايد مستمر، كما يتضح ذلك من خلال انخفاض رأس المال الاجتماعي، حيث مر من الرتبة 13 في العالم سنة 2010 إلى الرتبة 84 سنة 2014".

اقرأ/ي أيضًا: جامعي/ة في المغرب.. إذًا أنت عاطل/ة عن العمل!

عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، أكد خلال حملة الانتخابات الماضية أن "التوظيف من ضمن أولويات حزبه"، وهو نفس الأمر الذي تبنته بقية الأحزاب الأخرى ضمن برامجها الانتخابية، حيث قدمت معظمها وعودًا بخفض معدلات البطالة ما بين 7 و8%.

في المقابل، يرى مراقبون أن تدبير الحكومة لملف البطالة لم يحل الأزمة بشكل عميق، إذ لا تزال الجامعات والمعاهد المغربية تنتج أجيالًا "غير منتجة"، كما أن مصادقة الحكومة على مرسوم التعاقد صيف هذا العام، سيزيد من "تفاقم المعضلة"، وفي ظل غياب حلول عملية تعتمد على خلق المشاريع والمقاولات الصغرى وتشجيع الفرص الاستثمارية، تبقى الوظيفة الحكومية هي الملاذ الأخير لفئات واسعة من المغاربة، الذين يطمحون للصعود إلى سلم الطبقة المتوسطة المهددة بالتآكل.

في غضون ذلك، أوصى صندوق النقد الدولي الحكومة المغربية بضرورة الإسراع في تنفيذ إصلاحات هيكلية من أجل تطوير "جودة التعليم"، و"تحسين طريقة أداء سوق الشغل"، بغية خلق فرص عمل أكبر، مؤكدًا أن " توقعات نسب النمو، على المدى المتوسط، لا تكفي لحل أزمة البطالة في المغرب".

اقرأ/ي أيضًا:

 

أي علاقة بين اختيار المسار التعليمي والبطالة؟

النمو والاستثمار.. وعود أحزاب المغرب الاقتصادية