16-أبريل-2016

من الاحتجاجات داخل البرلمان العراقي (Getty)

قبل أيام قرر عدد من أعضاء مجلس النواب العراقي الاعتصام داخل قبة البرلمان. المعتصمون كانوا من كتل وانتماءات عدة، وقالوا إن "اعتصامهم يريد الإصلاح وإنهاء المحاصصة التي أوصلت البلاد إلى هذا الخراب".

رئيس الحكومة العراقية وصف ما يحدث في البرلمان العراقي بـ"الفوضى"، التي حذر من نتائجها التي قد تقود العراق للمجهول

جميع الذين اعتصموا لم تسعفهم الأصوات التي حصلوا عليها في الانتخابات التشريعية عام 2014 للفوز بمقاعدهم البرلمانية، لكنهم أتوا بالمحاصصة، أو بأصوات رؤوساء كتلهم!.

اقرأ/ي أيضًا: كيري وسليماني للعبادي..نحن معك

خلال اعتصام النواب استخدم مصطلح "فوضى" بشكل كبير. كان هو الأكثر تداولًا في وسائل الإعلام العراقية وغير العراقية خلال اليومين الماضيين. كانت الأخبار التي تناقلت هذا المصطلح تُشير إلى ما يحدث منذ أيام داخل مجلس النواب العراقي من "مسرحية فوضوية"، بحسب ما وصفها ناشطون وصحافيون عراقيون.

تطور الاعتصام إلى مشادات وتُهم وشتائم بين أعضاء البرلمان. يوم الأربعاء الماضي وأثناء انعقاد الجلسة بحضور رئيس المجلس سليم الجبوري، ضربت نائبة في ائتلاف نوري المالكي زميلها في ائتلاف مسعود بارزاني ببطل ماء. هو الآخر رد عليها ببطل آخر، فعمت الفوضى في المجلس.

الاعتصام جاء إثر تعليق رئيس مجلس النواب سليم الجبوري جلسة برلمانية كانت منعقدة الثلاثاء الماضي للتصويت على لائحة من 14 مرشحًا لعضوية الحكومة قدمها رئيس الوزراء حيدر العبادي بعد التفاوض مع رؤساء الكتل السياسية.

عدد كبير من النواب رفضوا التصويت على هذه اللائحة، مطالبين بالعودة إلى لائحة أولى كان العبادي قد عرضها سابقًا وتضمنت أسماء 16 مرشحًا من تكنوقراط ومستقلين فقط، لكنه اضطر إلى تعديلها بضغط من الأحزاب السياسية التي تتمسك بتقديم مرشحيها إلى الحكومة.

اقرأ/ي أيضًا: خلاف المرجعيات بين النجف وقم..العراق لمن؟

استمر النواب باعتصامهم، لكنهم يوم الخميس الماضي فاجئوا الجميع بعقد الجلسة دون حضور رئيس المجلس. قام العضو الأكبر سنًا عدنان الجنابي بترؤس الجلسة، وحضور 117 نائبًا. هؤلاء النواب قدموا طلبًا للرئيس المؤقت بالتصويت على إقالة هيئة رئاسة مجلس النواب. وهذا ما تم.

وقال عدنان الجنابي الذي ترأس الجلسة، باعتباره الأكبر سنًا وبسبب غياب الجبوري عنها "نزف بشرى للشعب العراقي بإسقاط أول رأس من رؤوس المحاصصة". وأضاف "بعد اكتمال النصاب القانوني، قدم 174 نائبًا طلبًا موقعًا بشكل قانوني لإقالة هيئة رئاسة مجلس النواب المؤلفة من الرئيس سليم الجبوري ونائبيه همام حمودي وآرام الشيخ محمد".

وعلى الرغم من أن الجنابي قال إن "جلسة السبت (16-4-2016) ستفتح باب الترشيح لعضوية ورئاسة هيئة رئاسة جديدة، لكن الرئيس "المقال" سليم الجبوري، قال إن " المجلس سيعقد جلسة أخرى السبت (16-4-2016)".

رئيس الحكومة العراقية حيدر وصف ما يحدث في مجلس النواب العراقي خلال كلمة تلفزيونية قبل يومين بـ"الفوضى"، التي حذر من نتائجها التي قد تقود العراق للمجهول، بحسب تعبيره.

وقال العبادي في كلمة وجهها إلى الشعب العراقي إن "الأجواء الحالية لا تسمح بترك البلاد بفراغ حكومي وسياسي، وأن عملية الإصلاح مستمرة وسيتم تقديم البدلاء لتحقيق الإصلاح المنشود".

وأعرب عن رفضه الشديد لخيار "الفوضى" والانقسام والخلافات وجر البلاد إلى المجهول والسقوط في الهاوية، داعيًا السياسيين إلى التحلي بالصبر والحكمة وإتاحة الفرصة للحوارات الجارية حتى لا تتعطل مسيرة الدولة".

لكن تسمية العبادي اعتصام النواب في البرلمان بـ"الفوضى" لم يعجبهم، فرد المتحدث الرسمي باسم المعتصمين النائب هيثم الجبوري قائلًا: إن "تهديد النواب المعتصمين وتسمية اعتصامهم بالفوضى غير مقبول، وأن العبادي ليس وصيا على ممثلي الشعب ليتحكم بقراراتهم".

ويبدو أن الحديث كثيرًا عن "فوضى" مقبلة، قد يُمهد لفوضى كبيرة يشهدها العراق قريبًا، أو إنها جزء من بروباغندا الكتل السياسية تجاه بعضها، لكنها بالمحصلة تأخذ الشارع العراقي إلى مراحل كل نتائجها سلبية.

اقرأ/ي أيضًا: 

هل كان صدام حسين إسلاميًا في أواخر حكمه؟

ماذا بعد هزيمة داعش؟