08-يناير-2017

محمد البرادعي (أندرياس رانتز- أ ف ب-Getty)

لم تكتف صحف القاهرة بالتشنيع على الدكتور محمد البرادعي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق، عبر نشر أخبار مغلوطة حول قيمة ما تقاضاه مقابل تسجيل شهادته على السنوات الأخيرة منذ عودته إلى القاهرة وحتى خروجه منها، في برنامج "في رواية أخرى" على التلفزيون العربي الذي يبثّ من لندن، كما فعلت يوميّة "البوابة" المصرية، التي قالت إنه "قبض" مئة ألف دولار مقابل الحلقة الواحدة، وإنما تجاوزت ذلك إلى إذاعة تسريبات جديدة له عبر ذراعها الإعلامي، المقرب للأمن، أحمد موسى.

قبل أن تسمع أجهزة الأمن المصرية ما في جعبة البرادعي، بدأت فصلًا جديدًا من التشنيع عليه، ومحاولة اغتياله معنويًا من جديد

قبل أن تسمع أجهزة الأمن المصرية ما في جعبة البرادعي، الذي ترك منصب نائب الرئيس المؤقت عدلي منصور قبل عامين، وما يكشف عنه خلال حلقات في رواية أخرى، بدأت فصلًا جديدا من التشنيع عليه، ومحاولة اغتياله معنويًا من جديد، رغم أنه لم يتعرّض للسيسي من قريب.. فالحلقات الأولى كانت تعليقًا على الأحداث والتاريخ، وليس فيها شهادته أو اشتباكاته مع الواقع الحالي أو مع فترة وجوده في قصر الرئاسة.

اقرأ/ي أيضًا: حوارات البرادعي..إعلام السيسي يهيج مرة أخرى

ماذا قال البرادعي على التلفزيون العربي؟

أعلن البرادعي، خلال حواره على فضائية التلفزيون العربي، عن عودته للعمل العام بعد ما أسماه "ابتعاد لمدة 3 سنوات" دون أن يوضح طريقة تلك العودة.

وفسّر ابتعاده عن العام العام لمدة ثلاث سنوات بعد 16 سنة عمل عام، منها 12 في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأربع سنوات في مصر، بأنه يحاول منح فرصة لوجهة نظر أخرى، مضيفًا: "كنت حزينًا لأنني كنت على صواب".

وعبَّر البرادعي عن رغبته في "أن يتحدث كل شخص وبخبرته يساعد.. لن ينصلح الحال في مصر ولا العالم العربي إلا بالتوافق على العيش معًا دون ذبح وشيطنة الآخر".

وفقًا للتلفزيون العربي، سيتحدث البرادعي في الحلقات المقبلة عبر برنامج أسبوعي عن عدّة قضايا أهمها رؤيته لمستقبل مصر، والحل الذي يتمناه لأزمتيها السياسية والاقتصادية، ورؤيته لأزمات الدول العربية، سوريًا وفلسطين تحديدًا.

اقرأ/ي أيضًا: إبراهيم عيسى خارج حظيرة السيسي..طباخ السم يذوقه

ماذا قال البرادعي في التسريبات؟

بدا البرادعي في التسريبات التي أذاعها أحمد موسى عبر برنامج "على مسؤوليتي" على فضائية "صدى البلد"، المملوكة لرجل أعمال نظام مبارك، محمد أبو العينين، أكثر اتِّساقًا مع ذاته، ومع مواقفه الماضية. قال: "الشعب المصري مريض.. عمرو موسى وزويل شوية أفاقين".

وأضاف: "الثورة أصبحت تُجهض تدريجيًا؛ بسبب مرض وجهل الشعب المصري، ومجموعة المرتزقة، والجهل المتفشي لدى النخبة".

وأوضح ذلك بأن "كويس إن إحنا خلصنا من الطاغوت.. كانت معجزة أن مبارك اتشال بس اللي جاي أسود"، وفق نص التسريب.

كيف علّق البرادعي على "تويتر"؟

بعد إذاعة التسريبات، التي تزامنت مع شهادته على التلفزيون العربي، جاء رد البرادعي سريعًا عبر صفحته الشخصية على موقع "تويتر".

قال: "تسجيل وتحريق وبث المكالمات الشخصية إنجاز فاشي مبهر للعالم. أشفق عليك يا وطني" مؤكدًا أن "شرعية النظام في أي دولة مستمدة من حماية الحقوق والحريات.. عندما يجرم نظام في حق مواطنيه فهو بذلك يفقد مبرر وجوده".

حذر البرادعي من تبعات تسجيل وإذاعة التسجيلات الهاتفية، التي بدأت لدى عبد الرحيم علي، مذيع برنامج "الصندوق الأسود"، في تغريداته، قائلًا: "على الأنظمة الفاشية أن تفهم أن احترام الحقوق والحريات لم يعد أمرًا داخليًا وإنما له تداعيات سياسية واقتصادية دولية".

أثارت حلقات البرادعي جدلًا واسع المدى على مواقع التواصل الاجتماعي، تآكل أمام التسريبات التي استولت على الجدل، ومساحات واسعة من النقاشات لم تنتهِ حتى الآن، رغم أنه ليس مستبعدًا أن تصدر عن نائب الرئيس السابق.

وعبّرت قطاعات واسعة داخل جماعة الإخوان عن غضبها من بثّ حوار البرادعي، معتبرة أنّه "ورقة محروقة" لدى جميع الأطراف، فهو -بالنسبة لها- متهم مثل "السيسي" بالضبط.

اقرأ/ي أيضًا: 

مستشار الرشوة الكبرى في مصر..انتحر أم نحروه؟

مصر..دفعة جديدة من معتقلي تيران وصنافير