25-مايو-2018

يقل خطر الإصابة بالسرطان للذين يُنقصون أوزانهم بنسبة 61% (Getty)

البدانة مميتة، وقد تكون أكثر أسباب الإصابة بالسرطان في العالم، قبل حتى السجائر، خلال عقود قليلة. هذا ما كشف عنه بحث ضخم ومُحدّث، تلقي صحيفة الغارديان البريطانية الضوء عليه، في تقرير ننقله لكم مترجمًا فيما يلي:


ترتبط البدانة بما يصل إلى 12 نوعًا مختلفًا من السرطان، وفقًا لتقرير بحثي ضخم، ينصح بالتخلّي عن تناول اللحوم المصنعة، واستبدال المشروبات السكريّة بالماء، ضمن خطّة مكوّنة من 10 نقاط لتفادي الإصابة بالمرض.

وجد تقرير بحثي مطول، أن السمنة مسببة لـ12 نوعًا مختلفًا من السرطان، وأنها خلال عقود قد تصبح المسبب الأول للسرطان في العالم 

ويقول الصندوق العالميّ لأبحاث السرطان، الذي نشر تقريرًا محدّثًا عن أسباب الانتشار العالمي للمرض، إنَّ ما يصل إلى 40% من أنواع السرطان يُمكن الوقاية منها. وفي حين أنَّ التدخين لا يزال المُسبّب الأوّل للسرطان، يقول الصندوق إنَّه خلال بضعة عقود، ستتخطى السمنة التدخين كأبرز مسبب للسرطان في دول مثل بريطانيا.

اقرأ/ي أيضًا: هل يمكن أن تهدّد سمنة الوالدين صحّة الأبناء؟

ويحذّر الصندوق من أنَّ أسلوب حياتنا العصري غير الصحّي، والانكباب على الطعام السريع، يجب أن ينتهي إذا أراد الناس تفادي الإصابة بالسرطان.

ويُعدّ التسمّر أمام الشاشات، سواء كانت شاشات الحواسيب في العمل أو التلفاز في المنزل، أمرًا مضرًّا لكلٍّ من البالغين والأطفال، لأنَّه فعل كسول خالٍ من النّشاط. كما يُعدّ النّشاط البدنيّ، بما في ذلك المشي، فعلًا وقائيًّا.

ويرتبط تناول اللّحوم المعالجة، والإكثار من اللّحوم الحمراء، بسرطان القولون، وأنواع أخرى من السرطان. وتؤدّي المشروبات السكريّة إلى ارتفاعٍ الأوزان، بالإضافة إلى أنَّ الكحوليات أيضًا من المشروبات عالية السعرات الحراريّة وترتبط بسرطان القولون والثدي والكبد والفم والحنجرة والمريء والمعدة.

ولاحظ الصندوق قبل عشر سنوات، ارتباط السُمنة بسبعة أنواع من السرطان. أما الآن، فقد أظهرت الأدلة ارتباطه بـ12 نوعًا، وفقًا للمؤتمر الأوروبيّ للسمنة في فيينا. وهي أنواع السرطان التالية: الكبد، والمبيض، والبروستاتا (المتقدّم)، والمعدة، والفم والحنجرة، والقولون، والثدي (بعد سنّ انقطاع الطمث)، والمرارة، والكلى، والمريء، والبنكرياس، والرحم.

وقال الصندوق العالمي لأبحاث السرطان، إنَّه من المستحيل تحديد عدد السنوات الخالية من الإصابة بالسرطان التي يُمكن أن يقود إليها أسلوب حياة أفضل. لكنَّ متحدّثًا رسميًّا باسم الصندوق قال: "نحن نعرف أنَّ ما يقارب من 40% من حالات السرطان يُمكن الوقاية منها، وأنَّ اتّباع نظامٍ غذائيٍّ صحّي، والقيام بنشاطٍ بدنيّ أكثر كلّ يوم، والحفاظ على وزن صحيّ -بعد الابتعاد عن التّدخين- هي أهمّ الوسائل لتقليل خطر الإصابة بالسرطان لديك".

وقال الصندوق إنَّ واحدة من بين كلّ ستّ وفيّات على مستوى العالم سبّبها السرطان. ولأنَّ عددًا أكبر من الدّول تتّبع أسلوب حياة "غربيّ"، ما يعني قلّة الحركة وتناول كميّات أكبر من الوجبات السريعة، يُتوقّع أن يرتفع عدد الحالات الجديدة للإصابة بالسرطان. وبالمعدّل الحالي، سيزداد عدد الحالات في كلّ أنحاء العالم بمقدار 58%، إلى أن يصل إلى 24 مليون إصابة بحلول عام 2035. مشيرًا إلى أنّ التكلفة الاقتصاديّة العالميّة للسرطان، من المتوقّع أن تصل مبلغًا ضخمًا جدًا، هو 458 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030.

أكثر من نصف النظام الغذائي في بريطانيا يعتمد على اللحوم المصنعة
أكثر من نصف النظام الغذائي في بريطانيا يعتمد على اللحوم المصنعة

المهم هو النظام الغذائي الشامل، لا مجرّد التوقّف عن تناول السّكر أو السلامي. ويوصي الصّندوق النّاس بالتقليل من الأطعمة السريعة والمعالجة وسهلة التحضير. وقد كشفت الغارديان في شباط/فبراير الماضي، أنَّ ما يزيد على نصف النظام الغذائيّ في بريطانيا مكوّن من الأطعمة عالية المعالجة.

المهم لتقليل خطر الإصابة بالسرطان، النظام الغذائي الصحي الشامل، وليس مجرد التوقف عن تناول السكريات أو اللحوم المصنعة

وقالت كيت آلن، المديرة التنفيذيّة للعلوم والعلاقات العامّة في الصندوق العالمي لأبحاث السرطان: "يُظهر بحثنا أنَّه من غير المحتمل أن تكون أطعمة أو مواد غذائيّة معيّنة عوامل مهمّة بحدّ ذاتها في التسبب بالسرطان أو الوقاية منه"، موضحة: "وبدلًا من ذلك، تشترك أنماط مختلفة من الأنظمة الغذائيّة والنّشاط البدنيّ طوال الحياة لجعلك أكثر أو أقلّ عرضة للسرطان. وتعمل توصياتنا للوقاية من السرطان مع بعضها البعض كبرنامج للتغلّب على السرطان والذي يُمكن للناس أن يثقوا به، لأنَّه يستند إلى دلائل أثبتت اليوم ثباتها على مدى عقود".

اقرأ/ي أيضًا: 6 معتقدات خاطئة حول التنحيف.. تهمك معرفتها

ويُعد هذا التقرير المختصّ الذي يتناول الوقايّة العالميّة من السرطان الثالث من نوعه، الذي ينشره الصندوق العالمي لأبحاث السرطان، وكان التقريران الآخران قد نُشرا في عامي 1997 و2007.

ويقول التقرير، إنَّه يمكن للأفراد تقليل خطر الإصابة بالسرطان عن طريق اتّباع حياة صحيّة، لكن المسؤولية تقع على كاهل الحكومات كذلك، إذ يقول إنَّ السياسات والقوانين الصحيّة العامة التي تقلّل من الإعلانات والتسويق وخفض أسعار الأطعمة السريعة والمُعالَجة، وتسهيل المشي وقيادة الدراجة وأن يصير المرء أكثر نشاطًا؛ هي أمور رئيسية  في تقليل خطر الإصابة بالسرطان.

وتقول البروفيسورة ليندا بولد، المختصّة في مؤسسة الوقاية من السرطان البريطانيّة: "يعزز هذا التقرير ما نعرفه بالفعل، فالسبيل إلى تقليل خطر الإصابة بالسرطان يكمن في أسلوب حياتنا. فالامتناع عن التدخين والحفاظ على وزن صحيّ وتناول الطعام والمشروبات الصحية وزيادة النشاط البدني، جميع هذه الأمور تساعد على الوقاية".

وأضافت: "وليس هناك ما يدعو إلى القلق في تناول شطيرة لحم مقدد أو كأس من النبيذ بين الحين والآخر، بل إنَّ ما تفعله يوميًّا هو الأكثر أهميّة. قد يؤدي إدخال تغييرات صغيرة على حياتك اليومية مثل اختيار مشروبات خالية من السكر، أو المشي أكثر إلى إحداث اختلاف كبير في صحتك". وقد دعت الحكومة للحدّ من تسويق الطعام غير الصحي".

وقد أطلق الصندوق العالميّ لأبحاث السرطان، أداة للتحقّق من صحّتك ومدى ارتباطها باحتمالية الإصابة بالسرطات، تسمح للناس بتقييم أسلوب حياتهم ومخاطر الإصابة لديهم.

ويشير عرض منفصل في المؤتمر، إلى أنَّ السُمنة تلعب دورًا في الإصابة بالورم الميلانيّ الخبيث، وهو نوع من أنواع سرطان الجلد، كما أنَّه خامس أكثر الأنواع انتشارًا في بلد كبريطانيا، والذي يتسبّب في ألفي حالة وفاة سنويَّا. وأوضحت ماغدالينا توف، وزملاؤها من جامعة غوتنبرغ في السويد، أنَّ الأشخاص البدناء الذين يخضعون لجراحة تصغير المعدة لمعالجة السُمنة، ويفقدون ربع وزنهم؛ يعرفون انخفاضًا مذهلًا في خطر الإصابة بالسرطان.

وكانت البيانات التي تُظهر انخفاض الخطر بنسبة 61%، نتيجةً لدراسة أجرتها "Swedish Obese Subjects" تتبّعت أربعة آلاف شخصٍ لمدّة 20 سنة، خضع نصفهم لجراحة لعلاج البدانة، في حين لم يخضع النصف الآخر لها. تقول توف: "تُظهر دراستنا أنَّ السبب ليس التعرّض للشمس، بل السُمنة هي التي تؤدي إلى سرطان الجلد"، علمًا بأنّ جميع الخاضعين للدراسة هم من المقيمين السويديّين الذين لا يتعرضّون بكثرة للشمس.

الأشخاص البدناء الذين أجروا عمليات تصغير للمعدة والذين فقدوا ربع وزنهم، ينخفض خطر إصابتهم بالسرطات بنسبة 61%

واستشهدت توف بدراسة أجريت في الولايات المتّحدة على قدامى المحاربين، أظهرت معدّلًا أعلى من الإصابة بالورم الميلانيّ الخبيث لدى الخاضعين للدراسة من ذوي البشرة السمراء عن نظرائهم من ذوي البشرة البيضاء الأكثر تعرّضًا للشمس. وتقول إنَّ إحدى الاحتمالات الأخرى هو أن يكون هذا نوعًا مختلفًا من سرطان الجلد الذي لا يتأثّر بإشعاعات الشمس.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيديو: توزيع الدهون في الجسم

خيارات الجسد.. الكربوهيدرات أم الدهون؟