17-يوليو-2019

ماري آن يمسي/ فرنسا

ذات طرقةٍ فتح الباب،

لا زلت وقتها صغيرًا،

أتعلّم الأبجديّة وكيف تكتب الحروف،

كيف تكتب بالضّمّ أو الكسر.

هكذا كنت أتسلّق الألف،

وأستظل بالميم والشدّة فوقها،

حين أتعب أركن إلى حرف الياء،

أرتوي منه وأنعم بعذوبته.

كنت ألعب مع بنت الجيران،

أخضّب شعرها بالطين،

تسرق هي سيّارتي البلاستيكيّة،

وابن الجيران صديقي،

كان وشّاءً لا يبرح ركن الجدار..

أحن أحيانًا إلى ثديي أمّي،

"لقد كبرت وغدوت رجلًا"

هكذا كانت تقول أمي.

حتّى جارتنا الأرملة هجرها أبناؤها،

فأصبحت تلقّب بـ"الغولة"

يقال إنّها تسرق الأرواح الصغيرة.

لا تلعب،

لا تخرج،

لا تطلب،

لا ولا.. فالغولة تترصّد العصاة وتأكلهم.

ترّهات كانت الأمّهات تلقّنها للصّبية،

متناسين ألم الكلمات في جلسة نميمة،

حتى هي أيضًا تعرف معنى الأمومة،

تمخّضت،

فأنجبت،

وربّت غربانًا فهجرت،

لكنّ ذنبها ليس بذنبٍ حين ظلّتّ وحيدةً.

يوم جفّ صدر أمّي،

لم أرم غير الغولة،

فكانت هي مرضعتي،

وأصبحت ابنها بعد أمّي.

ما زال الباب يطرق،

سائلٌ يبحث عن رغيفٍ.

معلّمةٌ شابّة جاءت تشكوني لأمّي،

لأنّني شربت قهوتها.

حبيبةٌ تبحث عنّي ولم تجدني،

وأخرياتٌ ضللن الطّريق،

وواحدةٌ كسرت خاطري،

فأخذت مني ابتساماتي،

حتى أصبحت مثل "الجوكر"

وأخرى كسرت خاطرها،

ألست أنا الجوكر؟

أكلّ هذا لأنّ الغولة كانت مرضعتي؟

بنت الجيران، قصّت شعرها وتزوّجت،

وصديقي مازال وشّاءً،

ترك ركن الجدار واحتّل المقهى،

وأنا ما زلت أكتب،

والباب ما زال يُطرق.

 

اقرأ/ي أيضًا:

خارج السّياق.. خارج النّفق

بيستوليرو