22-يونيو-2020

يطبق المجلس الانتقالي المساعي الإماراتية في اليمن (الجزيرة نت)

ألترا صوت – فريق التحرير

انتزعت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من أبوظبي السيطرة على جزيرة سقطرى في بحر العرب، بعدما انسحبت قوات الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية أمام ضربات المجلس الانقلابي، الذي قام باحتجاز محافظ الجزيرة ذات الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية، فيما وصفت الحكومة سقوط سقطرى بيد الانفصاليين بأنه انقلاب كامل على الجزيرة.

وصفت حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي سيطرة الانفصاليين على سقطرى بأنه انقلاب كامل على الجزيرة

وقال المجلس الانتقالي المدعوم من أبوظبي، والذي يسعى لإعادة الدولتين اليمنيتين اللتين كانتا موجودتين قبل التوحيد في عام 1990، إن قواته تمكنت من السيطرة على منشآت وقواعد عسكرية حكومية على الجزيرة الرئيسية في أرخبيل سقطرى ذي الكثافة السكانية المنخفضة، والذي يقع عند مدخل خليج عدن في واحد من أكثر الممرات الملاحية ازدحامًا في العالم.

اقرأ/ي أيضًا: "تبادل أدوار".. تفاهمات سعودية إماراتية تقسم الخارطة العسكرية في اليمن

في حين وصفت حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي سيطرة الانفصاليين على سقطرى بأنه انقلاب كامل على الجزيرة، متهمة قوات الانتقالي بمهاجمة المباني الحكومية في تصرف يشبه أساليب ”العصابات"، فيما اتهم محافظ سقطرى رمزي محروس الرياض وأبوظبي اللتين تقودان تحالفًا عسكريًا لقتال جماعة أنصار الله الحوثي في الشمال بغض الطرف عن هذا التطور.

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبوظبي قد أعلن انقلابه على الحكومة اليمنية المدعومة من الرياض في آب/أغسطس الماضي، وقامت قواته بالسيطرة على مدينة عدن، التي اتخذتها الحكومة اليمنية عاصمةً مؤقتة لها بعد سيطرة جماعة أنصار الله الحوثي المدعومة من طهران على العاصمة صنعاء، ردًا على رفض عبد ربه هادي مطالبهم بإقالة الحكومة، وإلغاء قرار رفع الدعم عن الوقود في أيلول/سبتمبر من العام 2014.

وفي نيسان/أبريل الماضي أعلن المجلس الانتقالي إقامة حكم ذاتي في الشطر الجنوبي من البلاد، في إعادة لرسم ملامح الخارطة السياسية للبلاد حتى ما قبل عام 1990، عندما كان اليمن منقسمًا إلى الجمهورية العربية اليمنية في الشمال وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب.

في السياق عينه، وفي معرض تعليقه على التطورات الأخيرة التي شهدها الجنوب اليمني، عبّر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث عن قلقه من "التوتر في سقطرى والسيطرة على مؤسسات الدولة بالقوة"، وحث الحكومة اليمنية والانتقالي الجنوبي على "تطبيق اتفاق الرياض بسرعة"، في وقت أعلن وزير الصناعة والتجارة اليمني محمد الميتمي استقالته من منصبه احتجاجًا على دعم دول بالتحالف "انقلاب الانتقالي" في سقطرى، في إشارة للدعم الذي يتلقاه المجلس من أبوظبي.

وكانت الرياض قد قدمت مقترحًا لإنهاء الصراع العسكري الدائر بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي في وقت سابق من الأسبوع الماضي، غير أن الاتفاق قوبل بانقلاب من المجلس الانتقالي على بنوده بعدما بدأت قواته بالزحف إلى مركز محافظة سقطرى للسيطرة عليها، وسط تقارير نقلت عن مصادر محلية وجود مؤامرة سعودية تسمح للانتقالي بالسيطرة على المحافظة.

بينما تصف تقارير صحفية نقلًا عن خبراء اقتصاديين ما يحصل في الوقت الراهن في الجزيرة اليمنية بأنه "مخطط غامض تم وضعه قبل بداية الحرب في اليمن التي أطلق عليها عاصفة الحزم"، مشيرةً إلى أن المخطط يشمل إلى جانب سقطرى إكمال السيطرة على منطقتي المهرة وحضرموت المتجاورتين والمتداخلتين جغرافيًا وبحريًا، بهدف "تغيير المعالم الحدودية المعتمدة دوليًا بموجب اتفاقية ترسيم الحدود بين اليمن والمملكة في العام 2000 ونزع علاماتها".

ووفقًا لمراقبين مختصين بالشأن اليمني فإن أسباب تدخل الرياض وأبوظبي عسكريًا في اليمن تعود لسعيهما إلى السيطرة في المستقبل على مضيق باب المندب بالكامل الخاضع لسيادة المياه الإقليمية اليمنية، ويمر عبره ما يقدر بـ6.2 مليون برميل يوميًا من النفط ومشتقاته، فضلًا عن محاولة الحليفيين الخليجيين إنشاء "مستعمرة اقتصادية نفطية وغازية وسياحية واستثمارية ضخمة"، على أن تبدأ من مسافة 630 كم من الربع الخالي على الحدود السعودية وتمر بمسافة تقدر بـ320 كم بسواحل وشواطئ سقطرى وصولًا لبحر العرب.

تضيف التقارير بأن خارطة القطاعات النفطية الصادرة عن هيئة الإنتاج والاستكشافات النفطية للحكومة اليمنية قدرت مساحة القطاعات النفطية البحرية لجزيرة سقطرى بنحو مائي ألف كم مربع، أي بحاولي 52 ضعفًا من مساحة الجزيرة البالغة مساحتها 3.796 كم مربع.

وبرز الاهتمام المتزايد بثروات الجزيرة اليمنية للحليفيين الخليجيين بعد دراسة قام بها خبراء اقتصاديون وعسكريون بشأن المقومات الاقتصادية والثروات الطبيعية للجزيرة، ودراسة منفصلة لمواقع يمكن استخدامها كمراكز تدريب عسكرية، ووصل الخبراء على متن سفينة إلى سقطرى في أعقاب إعلان الرياض بالاشتراك مع أبوظبي التدخل عسكريًا في اليمن.

وفقًا لمراقبين مختصين بالشأن اليمني فإن أسباب تدخل الرياض وأبوظبي عسكريًا في اليمن تعود لسعيهما إلى السيطرة في المستقبل على مضيق باب المندب بالكامل

تقع سقطرى ضمن المحافظات الجنوبية، وهي كبرى جزر الأرخبيل المكون من ست جزر، ويحتل موقعًا استراتيجيًا في المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الإفريقي قرب خليج عدن، وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) قد أدرجتها ضمن قائمة مواقع التراث العالمي، لما تحتويه من نباتات نادرة، وهي تقع في الممر الملاحي الذي يربط آسيا بأوروبا عن طريق البحر الأحمر وقناة السويس.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

خروقات المجلس الانتقالي في جنوب اليمن.. اتفاق الرياض الذي ولد ميتًا