28-أكتوبر-2019

استمرت الانتفاضة اللبنانية في تخييب آمال السلطة (Getty)

دخلت الانتفاضة اللبنانية يومها الثاني عشر صباح الإثنين، ونجح المتظارهون في كسب الرهان مرة جديدة، وتخييب آمال أهل السلطة الذين توقعوا أنه سرعان ما سيصاب المتظاهرون بالتعب والإحباط ستعود الأمور إلى نصابها. وفي الوقت الذي خرجت فيه تحليلات وتسريبات صحفية تشير إلى أن الحكومة وضعت الإثنين كحد أقصى لإعادة الأمور إلى نصابها، وإعادة فتح الطرقات، كان الناشطون يدعون المتظاهرين إلى المشاركة بكثافة، للتأكيد على حيوية الانتفاضة وقدرتها على المحافظة على زخمها.

على مستوى ساحات التظاهر، فقد زحف مئات الآلاف من المواطنين للتظاهر في مختلف المناطق اللبنانية، بالرغم من جو الإحباط الذي حاول إعلام السلطة أن يبثه

سلسلة بشرية "يدًا بيد" على امتداد لبنان

وبدأ المحتجون نهارهم الأحد بتشكيل سلسلة بشرية تشكلت من عشرات آلاف المتظاهرين، وامتدت لحوالى 170 كلم من طرابلس شمالًا إلى صور جنوبًا، في خطوة ترمز إلى اتحاد اللبنانيين وتعاونهم فيما بينهم، من مختلف المناطق والطوائف. وأطلق المشاركون في السلسلة البشرية الهتافات المناهضة لرموز الحكم، والمطالبة بإسقاط الحكومة ومحاسبة الفاسدين.

اقرأ/ي أيضًا: #أنا_ممول_الثورة.. اللبنانيون يعلنون عن ممولي الانتفاضة!

أما على مستوى ساحات التظاهر، فقد زحف مئات الآلاف من المواطنين للتظاهر في مختلف المناطق اللبنانية، بالرغم من جو الإحباط الذي حاول إعلام السلطة أن يبثه، والتصويب تحديدًا على قيام المتظاهرين بقطع الطرقات وشل الحياة السياسية والاقتصادية، وقد قام الناشطون المعارضون في المقابل باستخدام وسم #مقطوعة لشرح أهمية قطع الطرقات للضغط على الدولة، على اعتبار أن الحكام قد أوصلوا لبنان إلى حالة يرثى لها، وبالتالي فإنه لا بد من التضحية قليلًا في سبيل تحقيق أهداف الانتفاضة. مع العلم أن المتظاهرين فتحوا الطريق عند جسر الرينغ في بيروت يوم الأحد، على اعتبار أنه يوم عطلة، وأعادوا إقفاله صباح الإثنين.  

وفيما كانت الأجواء تشير قبل عدة أيام إلى تمسّك الفريق الحاكم بحكومة سعد الحريري، ورفض أي صيغة لتعديل وزاري، خاصة بعد خطاب أمين عام حزب الله حسن نصر الله السبت قبل الماضي، والذي أعلن فيه دعمه لحكومة سعد الحريري، يبدو أن الأجواء تغيرت اليوم تحت وطأة ضغط الشارع، وأصبح هناك توجه لدى عديد الشخصيات البارزة نحو خيار التغيير الحكومي.

يمكن وضع تصريح القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش حول احتمال استقالة الحريري، وانسحاب النائبين شامل روكز ونعمت افرام من تكتل لبنان القوي الذي يرأسه جبران باسيل، إضافة إلى تصريحات لعدد من المسؤولين في التيار الوطني، كألان عون وغيره، حول ضرورة القيام بتعديلات وزارية، في مصاف الكفة المرجحة لخيار استقالة حكومة الحريري، على أن يُكلّف بتشكيل حكومة جديدة من الأخصائين غير المحزبين، الأمر الذي سيشكل انتصارًا كبيرًا للانتفاضة الشعبية، وللمتظاهرين الذين رفضوا الورقة الإصلاحية التي قدمها الحريري، وأصروا على مطلب استقالة الحكومة منذ البداية.

اقرأ/ي أيضًا: نصر الله يتهم جهات بتمويل الحراك اللبناني والشارع يرد بالتظاهر

تظاهرات حاشدة لافتة في الجنوب

وإذا بات مشهد الساحات في بيروت وطرابلس والذوق اعتياديًا في الإيام الأخيرة، فإن الأنظار توجهت نحو الجنوب، الذي شهد عددًا من المظاهرات الحاشدة، أبرزها كان في النبطية التي وفد الآلاف إلى ساحتها الرئيسية للمشاركة في الاعتصام، وقد كانت لافتة مشاركة الفنان مارسيل خليفة في التظاهرة وتقديمه بعض الأغاني الوطنية. وشهدت مدينة بنت جبيل تظاهرة كبيرة ضمت آلاف المشاركين الذين توجهوا من مختلف قرى القضاء، نحو ساحة البلدة وأطلقوا الهتافات المطالبة بإسقاط الحكومة، على وقع الأغاني الوطنية والثورية. مع الإشارة إلى أن المتظاهرين في كل من النبطية وبنت جبيل كانوا قد تعرضوا للاعتداء بالضرب من قبل القوى الحزبية في الأيام الماضية.

إذا بات مشهد الساحات في بيروت وطرابلس والذوق اعتياديًا في الإيام الأخيرة، فإن الأنظار توجهت نحو الجنوب، الذي شهد عددًا من المظاهرات الحاشدة

ولا بد من الإشارة إلى أن وزير التربية أعلن إقفال المدارس والجامعات نهار الإثنين، فيما أعلنت جمعية المصارف عن استمرار إقفال المصارف لليوم الـ12 على التوالي، في ظاهرة غير مسبوقة، إضافة إلى عدد كبير من الوزارات والإدارات الرسمية. فيما بدا من خطابات المتظاهرين وكثافة حضورهم، أنهم مصممون على خوض المعركة حتى النهاية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

التظاهرات اللبنانية.. احتجاج بالفكاهة

الحراك في لبنان يدخل مفترق طرق ورهان على صمود الشارع