02-مارس-2023
getty

تشكك المعارضة في نتائج الانتخابات التي احتفل بها الرئيس الجديد (Getty)

أعلنت مفوضية الانتخابات في نيجيريا، أمس الأربعاء، عن فوز مرشح حزب المؤتمر التقدمي الحاكم والحاكم السابق لولاية لاغوس بولا أحمد تينوبو، بالانتخابات الرئاسية، في حين وصفت المعارضة النتائج بالزائفة، وطالبت بإلغائها، وتعهدت بالطعن في النتيجة أمام المحكمة. 

أعلنت مفوضية الانتخابات في نيجيريا، أمس الأربعاء، عن فوز مرشح حزب المؤتمر التقدمي الحاكم والحاكم السابق لولاية لاغوس بولا أحمد تينوبو، بالانتخابات الرئاسية

من جانبه، أكد تينوبو نزاهة الانتخابات، وقال "أشيد باللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة لإدارتها انتخابات ذات مصداقية بغض النظر عما يقوله أي شخص... الهفوات التي تم تسجيلها كانت قليلة العدد نسبيًا، ولم تكن جوهرية في التأثير على النتيجة النهائية للانتخابات".

ووفقًا للنتائج الرسمية النهائية، حصل تينوبو الذي يلقب بـ"العراب"، وبصانع الرؤساء في نيجيريا، على 36,61% وهو ما يمثل 8,8 مليون صوت، متقدمًا على مرشح حزب الشعب الديمقراطي عتيق أبو بكر، الذي حصل على 29,07%، وهو ما يمثل 6,9 مليون صوت، ومرشح حزب العمال بيتر أوبي، الذي يحظى بشعبية كبيرة في أوساط الناخبين الشباب، وقد حصل 25,40% وهو ما يمثل 6,1 مليون صوت. 

وبالإضافة إلى ذلك، تصدر تينوبو النتائج على المستوى الوطني، فقد حصد أكثر من 25% من الأصوات في ثلثي ولايات البلاد على الأقل (24 من 36 ولاية)، إضافة إلى العاصمة أبوجا، وهو شرط لا بد منه للفوز بمنصب الرئاسة.

ويُنظر للمرشح الفائز على نطاق واسع بأنه فاسد، لكن لم يصدر بحقه أي حكم قضائي، ولطالما نفى أن يكون قد ارتكب أي مخالفة، كما أنه في حالة صحية سيئة، ويمثل الحرس القديم، في بلد يمثل فيه الشباب نسبة عالية.

وما يستدعي القلق من الرئيس الجديد، هو أن الرئيس الحالي -الذي تنتهي ولايته بنهاية الانتخابات- محمد بخاري، والذي حكم البلاد بعد انقلاب عسكري في الثمانينيات، وعاد للحكم كديمقراطي عام 2015، أمضى معظم فترة توليه للحكم بتلقي العلاج في لندن من مرض لم يكشف عنه، في بلد يتداعى اقتصاده، ويعاني من معدلات مرتفعة في نسب الفقر.

بالمقابل، هناك قطاع واسع  يرى في تينوبو، بأنه سياسي يتمتع بنفوذ سياسي كبير، وأبرز مثال عن ذلك، فترة توليه منصب حاكم ولاية لاغوس، أكبر مدن نيجيريا، في الفترة الممتدة من 1999 إلى 2007. كما أنه الأكثر قدرة على إدارة اقتصاد البلاد المعتمد على النفط من سلفه محمد بخاري، الذي شهدت فترة حكمه حالة من الركود.

يُنظر للمرشح الفائز على نطاق واسع بأنه فاسد، لكن لم يصدر بحقه أي حكم قضائي، ولطالما نفى أن يكون قد ارتكب أي مخالفة، كما أنه في حالة صحية سيئة، ويمثل الحرس القديم

وفور إعلان فوزه، أطلق تينوبو نبرة تصالحية، عندما خاطب الشعب، في وقت مبكر من يوم الأربعاء، وتواصل مع النيجيريين الذين لم يصوتوا له، وقال للشباب، "أسمعكم بصوت عالٍ وواضح". لكن الرئيس المنتخب يرث مجموعة من المشاكل، فعلى مدى الأربعة أعوام القادمة، سيتعين عليه تصحيح مسار هذا البلد الإفريقي العملاق الذي يبلغ عدد سكانه 216 مليون نسمة، ويتوقع أن يصبح في عام 2050 ثالث أكبر دولة في العالم من حيث التعداد السكاني. ويعاني من جملة من المشاكل السياسية والأمنية والاقتصادية، ويشهد استقطابًا بين الشمال الذي تعيش فيه أغلبية من خلفية مسلمة، والجنوب بأكثرية مسيحية، وتتواصل فيه عمليات العنف التي ترتكبها الحركات الجهادية والانفصالية والمجموعات الإجرامية. بالإضافة للتراجع الاقتصادي، والفقر المنتشر على نطاق واسع في البلاد.