10-سبتمبر-2015

كشفت صناديق الاقتراع عن تغير جزئي في البلديات المغربية(جلال مرشدي/الأناضول)

أسدل الستار على الانتخابات الجماعية والجهوية بالمغرب، يوم السبت الماضي، وهي التي عرفت منافسة حادة بين مختلف الأحزاب وتميزت بنسبة مرتفعة للمترشحين الجدد والتي كانت في حدود 70 في المئة. ومن بين هؤلاء، وجوه جديدة من الشباب  نال بعضهم ثقة المواطنين وأخفق آخرون.

"أعتقد أن مشاركة الشباب في الانتخابات من شأنها أن تطور المشهد السياسي المغربي، من خلال إعطائهم الفرصة والقطع مع سياسة الإقصاء في مسألة تدبير الشأن المحلي"، يقول إدريس أفتيس، عن أحزاب فيدرالية اليسار لـ"الترا صوت".

لم يستطع إدريس نيل مقعد في الانتخابات المحلية. ويبرر ذلك بالقول: "واجهتنا مشاكل كثيرة من بينها المنافسة غير الشريفة، إضافة إلى عدم استقلالية السلطات المحلية في التعامل مع الخروقات القانونية أثناء الحملات الانتخابية، كما نعاني من ضعف التمويل الحزبي والتواصل الإعلامي".

وتقول سعاد الزايدي، وهي مرشحة شابة في الانتخابات الجماعية الأخيرة عن حزب البديل الديمقراطي وفائزة بمقعد في بلديتها، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إنها لم تكن تتوقع هذا الفوز. وتضيف: "واجهتني عدة مشاكل واضطررت للتقديم على رأس لائحة مستقلة، في وقت قياسي كوّنا فريقًا يضم 28 عضوًا وراعت اللائحة المساواة، وانطلقت التجربة وفزت في "السويسي" إحدى المناطق المهمشة في المغرب نظرًا إلى حجم العمل الذي قمنا به من خلال التواصل المباشر والإلكتروني".

في الأمس القريب كانت الأحزاب المغربية تقدم تزكياتها للشيوخ أما اليوم فالمشهد متغير بين كهول وشباب مثقف ونشط

ويرى الشباب المغربي أن بعض الأحزاب قدمت لوائح احتوت عددًا ضخمًا من الشباب إيمانًا بقدراته وضمانًا لوجوده وتمثيله في البلديات المغربية، فيما يرى آخرون أن بعضها تُرشح الشباب في قائمتها كـ"ديكور انتخابي" لا أكثر.

وينقسم الشارع المغربي في تقييمه لتمثيلية الشباب في البلديات وظاهرة ترشحه بكثافة لها. تتحدث هدى كنفود، لـ"الترا صوت"، بنبرة حادة:" أرفض التصويت للشباب في الانتخابات، فترشحهم في اللوائح الإنتخابية هو مجرد زينة لحسن تأثيث المشهد. أنا فخورة بطموحهم إلا أنني لا أثق في المسؤولين عن الأحزاب وسيكونون في الغالب آداة طيّعة لديهم".

في المقابل لزينب منصور، طالبة جامعية، رأي مخالف لهدى، إذ ترى أنه "من الضروري دعم مشاركة الشباب في الانتخابات"، وتضيف:" أنا متفائلة بكل هؤلاء الشباب المنخرطين في الفعل السياسي والذين يملكون برامج لخدمة المغرب. أرفض كليًا خطاب المقاطعة والتطور يحصل تدريجيًا، في الأمس القريب كانت الأحزاب تقدم تزكياتها لشيوخ أما اليوم فالمشهد متغير بين كهول وشباب مثقف ونشط ويحمل هاجس خدمة الوطن".