26-أبريل-2021

مارين لوبان وماكرون في مقدمة نتائج الاستطلاعات (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

أظهرت استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات الرئاسية الفرنسية 2022 تقدمًا كبيرًا لليمين  المتطرف على حساب اليسار بتلويناته المختلفة، وكانت نتائج الاستطلاعات بمثابة جرس إنذار لليسار الفرنسي بضرورة تلافي الوضع عبر جسر الهوة بين مكونات العائلة اليسارية قبل "اندثارها".

أظهرت استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات الرئاسية الفرنسية 2022 تقدمًا كبيرًا لليمين  المتطرف على حساب اليسار بتلويناته المختلفة، وكانت نتائج الاستطلاعات بمثابة جرس إنذار لليسار الفرنسي

وفي هذا الصدد شهد يوم السابع عشر من نيسان/إبريل اجتماعًا كبيرًا لليسار ضم 50 مكونًا من مكونات اليسار الفرنسي، بينها أحزاب يسارية وازنة على غرار الحزب "الاشتراكي" و"الشيوعي" و"فرنسا الأبية" و"الخضر" و"اليسار الراديكالي" و"الجيل".

اقرأ/ي أيضًا: "هل الفاشيَّة ستمرُّ؟".. انقسام اليسار الفرنسي ودعوات للتوحد قبل الرئاسيات

وجاء الاجتماع المذكور استجابة لدعوات مختلفة بضرورة تقارب أطياف اليسار الفرنسي، من منطلق أن المسؤولية التاريخية تفرض على اليسار التغلب على خلافاته البينية، على حد ما جاء على سبيل المثال لا الحصر، في دعوة أطلقها يانيك جادو رئيس "حزب الخضر".

بالرغم من طغيان المواضيع المتعلقة بجائحة كورونا على الشارع الفرنسي فإن استطلاعات الرأي أظهرت أن نسبة الاهتمام بالانتخابات الرئاسية عند الفرنسييين تجاوزت 63%، وهي نسبة معتبرة وإن كانت أقل من نسبة الاهتمام في الانتخابات السابقة 2017 التي أظهر 71% من الفرنسيين اهتمامهم بها.

أما على صعيد توجهات الناخبين في التصويت، فقد اكتسح اليمين المتطرف استطلاعات الرأي، حيث تصدر إمانويل ماكرون ومارين لوبان نتائج التصويت على الترتيب، وسيكونان، حسب الاستطلاعات، في مواجهة أخرى في الدور الثاني مع تفوق نسبي لماكرون واحتمال حسمه نتائج التصويت النهائي في الجولة الثانية بنسبة 54% من الأصوات، مقابل نسبة 46% لمارين لوبان، وهو ذاتُه السيناريو الذي حدث في انتخابات 2017 الرئاسية تقريبًا، مع فارق نسبة التصويت، حيث حصل الأول على 66.1% من الأصوات ، والثاني 33.9%.

 بناء على ذلك تتوقع الاستطلاعات زيادة ملحوظة في أعداد المصوتين لزعيمة حزب التجمع الوطني مارين لوبان.

أما وجوه اليسار على اختلافها فقد حصلت على نسب ضئيلة في الاستطلاعات تراوحت بين نسبة 6 إلى 13%، ما يعني عدم قدرتها على المنافسة الفعلية لليمين المتطرف، حيث من المتوقع أن تُخفق جميع الوجوه المرشحة من اليسار في الوصول للجولة الثانية مع مرشح اليمين المتطرف.

ويعد جان لوك ميلينشون حتى الآن هو المرشح الأوفر حظًا من مرشحي اليسار للانتخابات الرئاسية حيث أعطته استطلاعات الرأي نسبة تترواح بين 11 إلى 13.5% من نوايا التصويت، متقدمًا على يانيك جادوت وآن هيدالجو، وكلاهما حصل على (6%). وردًا على سؤال حول الشخصية التي تمثّل اليسار بشكل أفضل، أجاب مؤيدو اليسار بنسبة 61% أنها جان لوك ميلينشون، و 58% آن هيدالغو، و57% يانيك جادوت.

نتائج اليسار الضعيفة في استطلاعات الرأي دفعت "شتات" اليسار إلى التلاقي، في محاولة ربما أخيرة، لقلب الكفة على اليمين المتطرف وتدارك الأخطاء بل وربما إنقاذ اليسار من الاختفاء إذا لم يتعاف على حد تعبير الاشتراكي الفرنسي أوليفييه فور، وكانت تصريحات عدة لزعامات اليسار الفرنسي قاطعة في هذا الصدد، حيث صرّح مثلا يانيك جادو قائلًا "ربما لن ننجح، لكن دعونا نحاول"، بينما اعتبر بينوا هامون أنه "سيكون من الإجرام ألا يتحد اليسار".

نتائج اليسار الضعيفة في استطلاعات الرأي دفعت "شتات" اليسار إلى التلاقي، في محاولة ربما أخيرة، لقلب الكفة على اليمين المتطرف

أما المتحدثة باسم حزب الخضر إيفا ساس فقالت في رسالة لرفاقها أنه "يجب أن نتحد معًا، لأننا ندرك أن هذه هي الطريقة الوحيدة للوجود بالجولة الثانية".